امرأة تبلغ من العمر ما يقارب الستين تجلس على فرشة الخضار بطريقة مختلفة عن غيرها، فهنا يمكنك أن تشترى الخضار مثل أى بائع أو تشتريه معدا وجاهزا، يديها دائما مشغولة بتجهيز الخضراوات، تجدها تجهز البامية للطبخ، أو تنظف الباذنجان للحشو، أو تقشر الكوسة، وغيرها من الخضراوات مثل غيرها من عشرات السيدات المستقرات فى أسواق الخضار المصرية لتقصير نصف المسافة على "الموظفات" اللاتى لا يملكن وقت إعداد تلك الخضراوات فى المنزل.
"أم محمود" هى بطلة قصة اليوم "ست جدعة" كما يصفها جيرانها، فهى تسعى على رزقها منذ طلوع الفجر بالمجيء يوميًا من محافظة الشرقية بخضارها لتبيعه جاهزا بعد تنظيفه وتقطيعه وتغليفه فى أكياس نظيفة للموظفات والسيدات اللاتى يواجهن مشكلة فى تجهيز الأكل لأسرهن بسبب انشغالهن فى العمل .
"أنا بجهز الخضار للستات الشغالة الشقيانة ربنا يعينهم"، كانت هذه كلمات الست أم محمود التى جلست منهمكة فى "تقميع البامية" وكأنها تجمل عروس صغيرة لزفافها، وأضافت: "الموظفات مش بيلحقوا يخلصوا شغلهم ويجروا يجهزوا الأكل فهنا أنا بساعدهم بخطوة كبيرة إنى أجهزلهم الأكل وهم عليهم التسوية".
وبسؤالها عن الفارق فى السعر بين الخضار العادى والذى يتم تجهيزه قالت: "الفرق مش كبير بين اللى متنضف والعادى وكفاية جنيه أو اتنين بس زيادة، وادينى بتسلى وأنا قاعدة فى تجهيز الخضار".
السرعة هى السمة الرئيسية لديها خلال تنظيفها الخضراوات، وكل أدواتها سكين رفيعة وصغيرة تساعدها على إتمام المهمة فى أقل وقت ممكن بحركات سريعة، فأمامها العشرات من الكيلوات من مختلف أنواع الخضروات لتجهيزها لزبائنها.
واختتمت أم محمود حديثها لـ"اليوم السابع" عن سر استمرارها فى هذه المهنة وإقبال الكثير من السيدات العاملات على شراء الخضراوات منها قائلة: "لازم أكون ملحلحة عشان أخلص الطلبات اللى عندى، والحاجة اللى متعجبنيش فى الخضار محطهاش لحد علشان بنراعى ربنا فى أكل عيشنا".
الخضار الجاهز (14)
الخضار الجاهز (15)