قديما قالوا ما احلاها عيشة الفلاح متهني قلبه ومرتاح ...هذا ما كان في زمن فات لكن مع التطور واستبدال البيوت الريفية ببيوت خرسانية حديثة غير مناسبة بالمرة لحياة الفلاح وتربية المواشي والطيور البلدي وأصبحت القرى التي كانت يوما ما تمول المدينة بالخيرات الطبيعية لا تستطيع الان تحقيق الاكتفاء الذاتي فانتشرت فيها المجمدات التي لم نكن نسمع عنها والمطاعم والبيض والدجاج الابيض ناهيك عن الضجيج الذي لم تكن تسمع عنه القرى وكان بعد العشاء هدوء وسكون تام حتى مطلع الفجر وصوت العصافير ونسمات الزهور ، أما الآن فالسهر حتى الصباح والنوم الى ما بعد الظهر والازعاج حدث ولا حرج من مكبرات الصوت ليل نهار واصوات الموتوسيكلات والسيارات التى تجوب الشوارع أما صوت العصافير فتحولت الى صوت كلاكسات السيارات وبائعو الانابيب الذين يتجولون ليل نهار ولا يكتفون بصوتهم الشجي ولكنهم يمزجوه بموسيقى تصويرية بالضرب على الانابيب !! وكلها مناظر غير مألوفة في الريف وأنها ضريبة التحضر والتمدن والناس لا تعرف أن حريتها تقف عند حقوق الآخرين ولكنها ثقافة تحتاج للتعاون والتثقيف والشعور بالآخرين فهناك مرضى يتأوهون وطلبة يذاكرون وبشر يستريحون !!
الريف المصرى - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة