لم يكتمل عامة السادس والأربعين، ولم يعانى من أى أمراض، سوى أنه ذهب لعيادة طبيب لإجراء عملية جراحية بسيطة " فتاق" ولكنها كانت نهايته والتى تحطمت معها أسرة كاملة كانت معلقة فى رقبته، ليترك خلفة أربعة من الأبناء وزوجة تصارع طواحين الحياة كى تتمكن من الحفاظ على ما ترك لها، وقبل ذلك كلة تريد أن تحصل على حق زوجها.
البداية، ترويها إيمان عبدالفتاح، 39 سنة، والمقيمة بمدينة أشمون بمحافظة المنوفية، وزوجة "شريف عزت أبو جندى" 46 سنة، تاجر، والذى توفى أثناء إجراء عملية جراحية بسيطة "فتاء" بإحدى العيادات الخاصة بقرية سمادون التابعة للمركز.
الام ونجلها محمد ونجلتها ريهام
وقالت إيمان، زوجى لم يكن يعانى من أى مرض طوال حياته، لكنه فى الفترة الأخيرة شعر بوجود تورم بسيط أعلى الصرة، وعندما تم إجراء الكشف الطبى أكد الأطباء أنه فتاق ويحتاج إلى عملية بسيطة لا تأخد أكثر من ربع ساعة وبعدها يتم شفاء المريض.
وأضافت إيمان، أنه نظرا لسهولة العملية والتى أكد الجميع على بساطتها قمنا بالحجز فى عيادة الطبيب "أسامة ع " بسمادون والذى سمعنا أنه من أفضل الأطباء الذين يجرون هذه العمليات، وبالفعل تم إجراء الكشف الطبى والتحاليل الكاملة لإجراء العملية إلى أن تم تحديد الموعد.
وتابعت إيمان "ذهبنا إلى العيادة مع دقات العاشرة صباح السبت الموافق 23 يونية، ليقوم زوجى بالتجهيز للعملية، وقبلها قام بالذهاب إلى مسجد قريب من العيادة وصلى به وجلس ليقرأ ما تيسر من القران الكريم، وعندما تاخر ذهبت كى أنادى عليه، فرد: انتظر هخلص السورتين دول وأجى، ودخل العيادة مرة أخرى فى تمام الحادية عشرة و45 دقيقة، لإجراء العملية الجراحية".
الزوجة تروى لليوم السابع (1)
وأشارت إيمانإلى أنه كان مع الطبيب الجراح اثنين من الأطباء وهم الدكتور "طارق ب" أخصائى التخدير، والدكتور " أحمد ز" الطبيب الجراح بالمعاش، وقمت بضبط هاتفى على ربع ساعة بعد دخول زوجى إلى العمليات، وانتظرت أنا وشقيق زوجى وأبنائى الأربعة أمام الغرفة، ليتأخر الطبيب دون أن يكون هناك أى طمأنة منهم على نتيجة العملية الجراحية".
وأضافت إيمان "مر أكثر من ساعتين وزوجى بالغرفة دون أن يكون هناك أى شىء سوى أننى شاهدت عددا كبيرا من أقارب الطبيب يتواجدون بالعيادة من الخارج ومعهم العصى، ظننت أن لديهم مناسبة معينة، ولم يخطر ببالى أن يىئا حدث داخل غرفة العمليات، وعندما حاولت الدخول فاجأتنى زوجة الطبيب بالصوت المرتفع "انتى عايزة تتخانقى مع الدكتور" وفى الوقت ده اتاكدت إن فى حاجة حصلت، فقام الطبيب بمناداة شقيق زوجى ليدخل إلى غرفة العمليات، وسمعت صوته "إزاى يموت" عندها لم أتمالك نفسى وضربت الباب ودخلت لأجد زوجى وقد فارق الحياة".
وتابعت إيمان، "الطبيب أثناء إجراء العملية طلب من شقيقى شراء حقنة "زوراكسون" مع العلم أن هذه الحقنة شديدة الخطورة، وعندما كان يشتريها أكد له الصيدلى خطورتها، لافتة إلى أن زوجها طالب أكثر من مرة قبل إجراء العملية بإجراء تحليل حساسية ضد بعض المضادات الحيوية، ولكن دون أن يكون هناك أى استجابة، وتعتبر هذه الحقنة سبب الوفاة".
وأشارت إيمان إلى أن شقيقها عندما أعطى الحقنة للطبيب تأكد أن زوجها بخير، ولكن بمجرد ما أن تم وضعها بالمحلول إلا وتغير الأمر وفقد الوعى مباشرة، وحاول الأطباء أن يفيقوه ولم يتمكنوا، وفاضت روحه إلى بارئها.
وأكدت إيمان أنها بعد التأكد من الأمر أصرت على أن تأخذ حق زوجها وطالبت بالتشريح له وحررت محضر اتهمت فيه الأطباء الثلاثة بالإهمال والتسبب فى وفاة زوجها، وتدمير الأسرة، مؤكدة أنها لن تترك حق زوجها وأولادها مهما كان الثمن، لافتة إلى أنها تلقت العديد من المساومات المالية كى تتنازل عن الحضر ولكنها رفضت.
وأشارت إيمان إلى أنها الآن تتحمل مسئولية الأبناء الأربعة، آية بالفرقة الثالثة بكلية التربية، وداليا بالفرقة الخامسة تجارة متقدمة، وريهام بالصف الثانى الإعدادى، ومحمد بالصف الخامس الابتدائي، لتواصل العمل مكان زوجها بمحل العطارة المستأجر بمدينة أشمون كى تتمكن من رعاية أبنائها وتربيتهم.
وناشدت إيمان المسئولين بأن يتم الاستعجال فى إصدار التقرير الطب الشرعى حتى يتم محاسبة المتورطين فى واقعة وفاة زوجها، مؤكدة أنه توجد العديد من المحاولات للتعتيم على الأمر أو تعديل التقرير الطبى، مؤكدة أنها لن تترك حق زوجها وإن لزم الأمر ستدخل المقبرة وتأخذ من تراب زوجها وتقوم بتحليلة من جديد.
ومن جانبهم طالب الأبناء بأن يتم السرعة فى التحقيق بالواقعة وأن يتم صدور تقرير الطب الشرعى حتى يعيدوا حق والدهم الذى غاب وغابت معه البسمة والقوة وكل شىء.
وأكد عادل أبو جندى شقيق المتوفى، أنه فوجئ بالعيادة يوم الوفاة، والتى كانت غير مجهزة وغير مرخصة، لافتا إلى أن شقيقه كان قد أبلغ الأطباء بأنه قد أخذ حقنة زوراكسون قبل ذلك بمستشفى جراحات اليوم الواحد وكادت تقضى على حياته، ولكنهم لم يلتفتوا إلى كلامه وقاموا بإعطائه الحقنة التى أودت بحياته، مؤكدا أنه لن يترك حق شقيقه وسيسعى للحصول عليه مهما كلفه الأمر.
وعلى الجانب الآخر أكد سعيد البيومى، المحامى، والموكل بالقضية أن القانون رقم 153 لسنة 2004 الخاص بتنظيم أعمال الأطباء حرم حجز العمليات فى العيادات الخاصة، ومجرم حجز العمليات بها، وهو ما يؤكد تسبب الأطباء فى وفاة المجنى عليه.
وأضاف البيومى، أن القضية قيد التحقيقات بالنيابة، وفى انتظار تقرير الطب الشرعى، لافتا إلى أنها تعتبر قضية إهمال طبى جسيم، لافتا إلى أنه تم توجيه اتهامات من قبل النيابة العامة، وتم تشريح الجثة وفى انتظار تقرير الطب الشرعى النهايى، لافتا إلى أن الأطباء أعطوا حقنة زوراكسيون دون أن يتم عمل اختبار حساسية على الرغم من تحذير المريض لهم بهذا الأمر، مما أدى إلى هبوط حاد بالدورة الدموية وتوقف بالقلب وتوفى، علاوة على أن الأمر به شك فى أن يكون هناك جرعة بنج زائدة، لافتا إلى أن العيادة غير مرخص لها إجراء عمليات جراحية وبالتالى وقعوا تحت طائلة القانون.
احد بنات المتوفى ريهام
الزوجة حاملة صورة زوجها (2)
المتوفى (2)
سعيد البيومى المحامى