تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلى تهويدها للأحياء والمقدسات الدينية والإسلامية فى مدينة القدس المحتلة، وذلك بعد قرار ترامب المشؤوم حول الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل وهو ما أعطى الأخيرة ذريعة لتسريع وتيرة الاستيطان وتهويد الأحياء العربية والمقدسات فى مدينة القدس.
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية، قد أقرت إخلاء وهدم قرية الخان الأحمر، شرق مدينة القدس المحتلة، على أن يتم البدء بتنفيذ القرار بعد أسبوع.
فيما يواصل نشطاء فلسطينيون اعتصامهم المفتوح في قرية الخان الأحمر، احتجاجاً على قرار المحكمة العليا الإسرائيلية، بإخلاء وهدم القرية.
وقال أمين سر حركة فتح فى مدينة القدس شادى المطور، إن عشرات الشبان الفلسطينيين بمشاركة محافظ القدس عدنان غيث، يعتصمون فى مدرسة قرية الخان الأحمر، من أجل التصدى لأى محاولات الاحتلال الإسرائيلى لهدمها، وتهجير القرية.
كان رئيس هيئة الجدار والاستيطان فى السلطة الفلسطينية وليد عساف، قد أعلن يوم أمس الأربعاء ، عن بدء الاعتصام المفتوح للتصدى لقرار هدم قرية الخان الأحمر، وترحيل سكانها، داعياً أبناء الشعب الفلسطينى، وفصائله، ولجان المقاومة الشعبية، وجميع المؤسسات للتواجد الدائم فى القرية لحماية الأهالى، ومنع تهجيرهم.
وأكد وليد عساف أن قرار محكمة الاحتلال إعلان تطهير عرقى بحق الشعب الفلسطينى، لافتاً إلى أن إسرائيل أنهت الملف، وأغلقته لتتجه لبدء حرب جديدة فى هدم المنازل، وترحيل سكانها، وهذه تعد الأولى بعد نكبة فلسطين عام 1948 التى هجر فيها الشعب الفلسطينى.
وأضاف عساف "لا إجراءات قانونية يمكن اتخاذها في هذه الحالة، وكل ما نستطيع فعله هو التواجد الجماهيرى فى الخان الأحمر، لمنع عملية الهدم"، مطالبا أبناء الشعب الفلسطينى بالتصدي لقرارات الاحتلال الإسرائيلى ، ومساندة الأهالى والوقوف فى وجه كل المخططات الرامية للاستيلاء على الأرض الفلسطينية ، وتشريد الناس وتهجيرهم من أماكن سكنهم.
وجرى تأجيل النظر فى ملف الخان الأحمر، وتجميد هدمه مرات عدة، بعد مساع رسمية فلسطينية بوقف القرار من خلال محامين، ورفض عربى ودولى واسعين لهذه المحاولات.
وفى هذا الصدد، حذرت منظمة التحرير الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية، من أى مساس بالقرية، أو تهجير سكانها، واعتبرت ذلك بمثابة جريمة حرب، وانتهاك للقانون الدولى الإنسانى.
من جهته، أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد التميمى، أن القرار الذى أصدرته المحكمة الإسرائيلية العليا، قرار مسيس لتضليل الرأى العام العالمى، هدفه إخفاء نوايا تل أبيب المسبقة، بهدم قرية الخان الأحمر وتهجير سكانها، داعيا دول العالم أجمع، والأمتين العربية والإسلامية، لوقف هذه التوجهات الخطيرة للحكومة الإسرائيلية.
فيما طالب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مفوض العلاقات الدولية روحى فتوح الأحزاب فى مختلف أنحاء العالم إلى التحرك السريع والجاد لدى الحكومة، ولدى المؤسسات الدولية للضغط على حكومة الاحتلال الاسرائيلى لمنع تنفيذ قرار هدم قرية الخان الاحمر وتهجير سكانها.
واعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ان القرار الاسرائيلى بهدم الخان الاحمر مخالف للمواثيق والقوانين الدولية، ويأتى استمرارا لنهج الحكومة الاسرائيلية فى انهاء الوجود الفلسطينى وعزل مدينة القدس وسلخها عن محيطها وتقطيع أواصر الضفة الغربية لعرقلة أى حلول مستقبلية وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد روحى فتوح على ضرورة تحمل المجتمع الدولى مسؤولياته القانونية والسياسية والأخلاقية واتخاذ موقف حازم لوقف التغول الاسرائيلى وتطبيق القرارات والقوانين المتعلقة بالشأن الفلسطينى، محذرا من أن الصمت الدولى على هذه الانتهاكات الجسيمة يشجع حكومة الاحتلال الإسرائيلى على الاستمرار فى اجراءاتها وسياساتها.
بدوره اعتبر مبعوث الأمم المتحدة لعملية التسوية فى الشرق الأوسط، نيكولاى ملادينوف، قرار المحكمة الإسرائيلية العليا بإخلاء وهدم الخان الأحمر، بأنه سيقوض حل الدولتين.
وقال ميلادينوف، عبر صفحته، على "تويتر"، إن القرار يعارض القانون الدولى، داعيًا سلطات الاحتلال الإسرائيلى لوقف هدم الممتلكات الفلسطينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة