أجهزة قديمة وتليسكوبات نادرة ونيازك وساعات حساسه نادرة، هذا ما يمكن أن تجده بمجرد أن تطأ قدمك داخل المتحف الفلكى بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، ودون أن تبحث كثيرا عن المتحف حتى لا تضل قدماك الطريق لمدخله، يمكنك أن تجده على اليسار بمجرد أن تصل لمقر المعهد.
تاريخ معهد البحوث الفلكية
يعد هذا المتحف الذى تم إحياءه مؤخرا عام 1999 ، جزء أصيل من المعهد القومى للبحوث الفلكية الذى يعد من أقدم المعاهد العلمية فى مصر والعالم، حيث بدأ نشاطه فى منطقة بولاق عام 1839 بأمر من محمد على باشا والى مصر آن ذاك، ثم نقل إلى منطقة العباسية عام 1865 م إلى أن نقل إلى موقعه الحالى عام 1903 .
وخلال مسيرة المعهد سمى بعدد من المسميات مثل مرصد بولاق، والرصدخانة ، والمرصد الخديوى ، ثم مرصد حلوان ، ثم المرصد الملكى ، ومعهد الأرصاد ، وحاليا المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، وتغيرت تبعيته خلال مسيرته من وزارة الدفاع إلى قسم المساحة التابع لوزارة المالية، إلى مصلحة الطبيعيات بوزارة الأشغال العمومية، إلى جامعة القاهرة، إلى وزارة البحث العلمى، وحاليا وزارة التعليم العالى والبحث العلمى.
مسيرة المعهد وخدماته القومية على مدار تاريخه
وقدم المعهد خلال مسيرته خدمات قومية عديدة تقوم بها الآن العديد من الجهات العلمية الأخرى التى أخذت عنه مثل الأرصاد الجوية ، ورسم الخرائط ، وضبط الزمن والمساحة ، ويضم حاليا 5 أقسام علمية وهى أقسام الفلك، والشمس والفضاء ، ووالمغنطيسية والكهربية والحرارة الأرضية، والزلازل ، وديناميكية الأرض.
ويأتى المتحف الخاص بالمعهد القومى للبحوث الفلكية ليجسد تاريخ طويل له حاولنا اكتشافها من خلال جولة لـ"اليوم السابع" بين حجراته المختلفة للتعرف على تاريخ محتوياته النادرة من ساعات مائية وتليسكوبات نادرة يعود تاريخها لعشرات السنين.
ساعة مائية لحساب الوقت
بدأنا الجولة من داخل حجرة الساعات، والتى بمجرد أن تدخلها تكتشف كيف كان الفراعنة قديما يعرفون الوقت وذلك من خلال نموذج نادر لساعة مائية يعود تاريخها لأيام الفراعنة، وساعات دقيقة نادرة كانت تستخدم للحساب الزمنى النجمى وزمن عبور النجم فى الفضاء حول الأرض والشمس، وساعة نادرة يعود تاريخها لعام 1906 وخاصة بضبط الزمن للقطر المصرى.
وأمام حجرة الزلازل الموجودة بالمتحف فيمكنك أن تجد أجهزة دقيقة لقياس الزلازل يعود تاريخها لعام 1869، ولا يمكن أن يفوتك أيضا داخل حجرات المعهد الميزان الحساس الذى يعود تاريخه لعهد الخديوى حسين كامل وكان يستخدم وقتها لوزن الأحجار والصخور، فضلا عن القبة السماوية التى تعود للخمسينات وتضم شرح وخريطة الأبراج السماوية.
ويضم المتحف نموذج نادر لجهاز "thermograph" وهو جهاز مسجل الحرارة والرطوبة معا وتسجيلها بشكل آلى، فهو عبارة عن ميزان حرارة وبطوبة مسجل، تعتمد فكرته على وجود ساق من البلاتين كحساس لقياس درجة الحرارة عندما تتمدد بارتفاع درجة الحرارة وتنكمش بانخفاضها، وكحساس للتغيير فى نسبة الرطوبة، ويوضح هذا الجهاز رسم أسبوعى على أوراق رسم مخصصة به مقسمة إلى ساعات وأيام وتحتوى على مستويين للتسجيل العلوى لدرجة الحرارة والسفلى لنسبة الرطوبة، كما يضم نموذج أيضا لجهاز يسمى برج الهوائيات يثبت عليه هوائيات الإرسال والاستقبال للخلايا الشمسية لتغذية المحطة بالطاقة اللازمة
كما ستجد بالمتحف نموذج نادر لجهاز "RM I5 RESISTANCE METER" وهو جهاز إنجليزى الصنع وقد صمم لكى يقوم بدراسة الطبقات السطحية دراسة تفصيلية خاصة فى استكشاف الآثار وتصل دقته فى أخذ القراءة إلى قراءة لكل نصف متر، حيث يقوم الجهاز بقياس المقاومة التوعية الكهربائية للأعماق الضحلة لا تتعدى 3 متر ويستخدم فى الكشف عن المقابر الأثرية المدفونة بالقرب من سطح الأرض حيث يعتمد على التغير النسبى فى المقاومة الكهربائية للآثار المدفونة عن المقاومة الكهربائية للأرض المحيطة، وقد تم استخدامه فى مناطق أثرية عديدة فى مصر من الدلتا حتى الصعيد.
أهم مقتنيات المتحف
وعن تاريخ المتحف، كشف الدكتور محمد غريب أستاذ الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أن المتحف تم إعادة إحياءه عام 1999، موضحا أن المتحف يحتوى على نماذج من الأجهزة العلمية النادرة التى كانت تستخدم قديما فى الرصد الإشعاعى للشمس.
وأضاف أستاذ الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن المتحف يضم أيضا نماذج لأجهزة قياس فلكية قديمة، و تليسكوب نادر من النحاس الخالص، و ساعة مائية كان يسخدمها القدماء المصريين، وأجزاء حقيقة من النيازك من بينها نيزك سقط فى الاتحاد السوفيتى السابق أهدى جزء منه للمرصد وجزء من نيزك سقط فى جبل أبو على فى الصحراء الغربية.