علق عدد من الناشرين المصريين على بنود وإجراءات الاشتراك فى معرض القاهرة الدولى للكتاب 2019، فى دورته الـ50، والتى من المقرر أن تنطلق يوم 23 يناير 2019، فى مقر أرض المعارض الجديدة، فى التجمع الخامس، خلف مسجد المشير طنطاوى.
وتمثلت انتقادات الناشرين المصريين فى عدة نقاط محددة، وذلك بعدما أصدر اتحاد الناشرين المصريين، بالأمس بيانًا حول ما تمت مناقشته والاستماع إليه من بعض الناشرين خلال اجتماعهم مع مدير المعارض فى الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وركزت هذه الانتقادات على بعض النقاط بهدف العمل على تعديلها من أجل تقديم معرض ناجح يليق باسم معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى هذه الدورة الخاصة، وهى جعل حفلات التوقيع قاصرة على قاعة واحدة، ومنعها فى أجنحة الناشرين، وكذلك منع الدعاية فى الأجنحة، والشحن.
فى البداية قال أحمد رشاد، المدير التنفيذى للدار المصرية اللبنانية للنشر، فى تصريحات لـ"اليوم السابع": أتصور أن هناك معايير معينة علينا أن نتفهمها كناشرين، وعلينا أن نعى أيضًا أن هناك جانب من التضحية بهدف الوصول إلى تقديم معرض يليق بنا، وفى هذا السياق، أتصور أن تخصيص قاعة لحفلات توقيع الكتب قرار غير موفق، لأنه بالنظر إلى عدد الناشرين المشاركين فإن هذه القاعة لن تكون كافية.
أما عن التوكيلات أو التوزيع، فقال أحمد رشاد: بالنظر إلى السنوات السابقة من معرض القاهرة الدولى للكتاب، تلاحظ الكم الكبير لظهور المكتبات فى المعرض، وكانت هذه المكتبات تقوم بجمع عدد كبير من الكتب من الناشرين وتعرضها، ولهذا أتصور أن قرار تحجيم التوكيلات أو التوزيع صائب، وإذا كان لدى بعض الناشرين تخوفات من ذلك على حركة البيع، فأتصور أن هناك اقتراح ربما يكون من السهل تنفيذه، وهو تحديد مسارات تحرك للزائر، من خلال باب مخصص للدخول وآخر للخروج، الأمر الذى سيجعل الزائر يرى الأجنحة بداية من دخوله وحتى خروجه.
أما عن منع الدعاية فى الأجنجة، فأشار أحمد رشاد إلى أنها ليست واضحة بالنسبة إليه، وأنه حتى الآن لم يحصل على الرد الحاسم فى منع الدعاية، مضيفا: "ما أعرفه أنه من حق الناشر أن يضع اللافتات والدعاية داخل جناح بشرط ألا تكون بالخارج".
وفى ذات السياق، أشار أحمد رشاد إلى أن بيان الاتحاد الموجز للاجتماع ذكر أن الأجنحة مجهزة بـ"الاستاندات" متسائلا: أنا كناشر لدى استاندات خاصة، وفى المعارض الخارجية دائما يكون هناك خيارين، إما جناح فارغ أو جناح مجهز، ولهذا فلماذا لا يوجد هذا الخيار؟.
وحول مساحات الأجنحة، رأى أحمد رشاد أن إدارة المعرض تحكمها المساحة التى وفقا لها، وهو أمر ربما يكون خارجا عن إدارتها، مضيفا: وفقا لذلك، فلن أتمكن من الحصول على المساحة التى كنت أحصل عليها من قبل، ومن هنا يأتى الحديث عن التضحية من أجل الخروج بمعرض لائق، وبالتالى أيضًا هذه المساحات ستجعل كثير من الناشرين يفكرون فى التوكيلات، ومن هنا سيلجأ البعض للمساحات الصغيرة، ما يعنى أيضًا أن الباحث عن كتاب ما سيذهب لناشره مباشرة.
وفى نفس السياق، قال أحمد رشاد، فى جميع الأحوال أتمنى تخفيض سعر الجناح، كما أشار إلى أنه ينبغى التركيز بشدة على خدمة المواصلات، لأن الجمهور المستهدف فى المقام الأول هم الشباب، ويجب بحث هذه الخدمة من كافة جوانبها.
أما الناشر وائل الملا، صاحب دار مصر العربية للنشر، فقال خلال تصريحاته لـ"اليوم السابع"، أتصور أن هناك تفاصيل بسيطة إذا ما تم تعديلها فإن فرص نجاح المعرض ستكون أكبر.
وأشار وائل الملا إلى أن كافة المعارض العربية تسمح بعمل حفلات توقيع فى الأجنحة فى حال وجود المؤلف، وهناك بعض المعارض المشهورة تسمح بذلك، على الرغم من تخصيص مكان لتوقيع الكتب، فبالنظر إلى عدد الناشرين يستحيل استيعاب قاعة حفلات التوقيع لهم.
كما رأى وائل الملا أنه بالنسبة إلى شحن كتب الناشرين، فإنه ستكون هناك أزمة بالنسبة للناشر القادم من خارج القاهرة، ولهذا فلماذا لا يوجد مخزن لكتب الناشرين، ويتم التزود بها فى أوقات معينة، وهو أيضا إجراء متبع فى المعارض الخارجية.
أما عن منع الدعاية، فرأى وائل الملا أنه من حق أى ناشر وضع "بانر" أو "بوستر" فى جناحه الخاص، وهو أيضا أمر يتم السماح به للناشر فى الخارج.
ورأى وائل الملا أن التوكيلات، أو توزيع الكتب، والتى قيل انها ستكون قاصرة على 3 توكيلات فقط، وأن كتاب الناشر سيكون متوفرا لديه هو فقط فى حال مشاركته، أنه قرار يضر بآلية البيع، خاصة لأن أغلب الناشرين يعتمدون على آلية توزيع الكتب من أجل البيع، فبالنظر إلى هذه الآلية إذا ما تم اعتمادها، خاصة وأن الهدف من معرض الكتاب هو إقامة سوق للكتب قائم على التنوع.
وحول مساحات الأجنحة، أشار وائل الملا إلى أن المساحات فى السابق كانت: 9 و15 و18 و24 و36 وكان هناك نسبة كبيرة من الناشرين تختار مساحة 24، أما الآن فإما أن يحصل الناشر على 18 وهى صغيرة، وإما أن يحصل على 36 وهى كبيرة.
وفى نفس الإطار، قال الناشر إسلام عبد المعطى، صاحب دار روافد للنشر، للأسف الشديد لقد اعتدنا على "القبح" و"العشوائية" نظرا للسنوات التى قضيناها فى أرض المعارض فى مدينة نصر، ولهذا فإننى أطالب الناشرين ممن لديهم تحفظات على هذه البنود والإجراءات بمراجعة ما يحدث فى المعارض الخارجية التى يشاركون فيها، وينصاعون لها.
وأضاف إسلام عبد المعطى، للنظر مثلا إلى معرض الرياض الدولى للكتاب، وما يحدث فيه، والمساحات المخصصة فيه، ولننظر أيضا إلى المعارض التى تمنع الدعاية، ولا تسمح بوضع بوسترات أو بنرات فى الأجنحة إلا فى حال موافقة إدارة المعرض على ذلك.
وختم إسلام عبد المعطى تصريحات قائلا: ليس لدى أى اعتراض على هذه البنود أو الإجراءات شريطة ألا يحصل أى ناشر إلا على جناح واحد فقط، نعم قيل ذلك، ولكنه قيل شفهيا، وأنتظر رؤيته فى كراسة الشروط.