يترأس الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، اجتماعا رفيعا لمجلس الأمن الدولى حول إيران فى الـ 26 من سبتمبر الجارى، بدء رئاسة الولايات المتحدة مجلس الأمن، على هامش مشاركة رؤساء الدول والحكومات فى الدور السنوية الـ 37 للجمعية العامة للأمم المتحدة، فى إطار استراتيجية الولايات المتحدة لتقويض طهران، الحدث أثار تساؤلا فى إيران وخارجيها، حول إمكانية مشاركة الرئيس الإيرانى فى الجلسة نفسها التى سيترأسها ترامب؟
المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكى هايلى قالت فى مؤتمر صحفى عقدته الأسبوع الجارى بمناسبة تولي بلادها رئاسة مجلس الأمن "أن بلادها لا تمانع على الإطلاق بمشاركة حسن روحانى، في هذه الجلسة، منوهة بأن لديه "الحق التام" فى ذلك" وأكد أن الجلسة ستسلط الضوء على "انتهاكاتهات طهران للقانون الدولى" خلال التجمع السنوى لزعماء العالم فى نيويورك.
الخطوة أثارت غضب طهران، وفى أول رد فعل إتهم وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف الرئيس الأمريكى بـ "استغلال" رئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لانتقاد طهران، وكتب ظريف فى تغريدة على تويتر "يعتزم ترامب استغلال رئاسة مجلس الأمن لتوجيه الجلسة... إلى لوم إيران على الفظائع التى أطلقت الولايات المتحدة وعملاؤها لها العنان فى أنحاء الشرق الأوسط. وقاحة".
ولم يعلق مكتب الرئيس الإيرانى على إمكانية حضوره للجلسة التى سيترأسها ترامب من عدمه، غير أنه أكد على مشاركة روحانى فى الاجتماع القادم للجمعية العامة للامم المتحدة فى نيويورك، وإلقاء كلمة أمام الجمعية العام في 25 سبتمبر، وقال رئيس مكتبه محمود واعظى إن برنامج الرئيس يتضمن إلقاء كلمة واجراء لقاءات مع عدد من نظرائه من الدول الأخرى، وأضاف، إننا نسعى لاستثمار هذه الزيارة لاجراءات المحادثات الثنائية ومناقشة القضايا المختلفة، معتبرا أن خصوم طهران تماس ضغوط سياسية واقتصادية وتشن حرب نفسية، لذا فهناك حاجة للمزيد من التضامن والتلاحم والتكاتف داخل إيران بين جميع الاجهزة والسلطات والمؤسسات.
على المستوى الرسمى يرفض المسئولين أى لقاء بين الرئيس الإيرانى ونظيره الأمريكى وحذر البعض من إتمام أى لقاء، غير أن رجل الدين المتشدد رئيس مجلس خبراء القيادة أحمد جنتى، حذر روحانى من محاولات للقاء مع دونالد ترمب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
دونالد ترامب
سيناريوهات المواجهة
ويمكن رسم سيناريوهات المواجهة بين الطرفين، من ناحية ستكون جلسة الأمن لتشديد الضغوط الدولية على طهران، ومن ناحية آخرى قد تستغلها الأخيرة وتعتبرها فرصة لمواجهة الولايات المتحدة فى أروقة مجلس الأمن، وعليها قد تفتح ملف انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية المبرمة فى 2015 تحت بند "انتهاك واشنطن" للإتفاق، مستندة فى ذلك إلى قرار مجلس الأمن رقم 2231 الذى كرس الاتفاق النووى بين إيران والدول الست الكبرى ورفع عنها العقوبات الاقتصادية.
فى هذا السياق اعتبر اعلام طهران جلسة مجلس الأمن ستكون فرصة، على نحو ما كتبت صحيفة "مردم سالارى" على صدر صفحتها "فرصة مواجهة إيران مع أمريكا فى الأمم المتحدة"، ورأت أن بعض المحللين الإيرانيين يرون أن اصرار ترامب على ترأس مجلس الأمن وطرح موضوع إيران فى جلسة عامة، تأتى فى سبيل تطبيق خطة موضوعة مسبقا من أجل افساد الاتفاق النووى وتطبق خطة "الزناد"، ورأت أنه من الممكن أن تطلب إيران الحديث فى الجلسة لكنه قيد يكون أمرا مستبعدا بعد أن نقلت الصحيفة عن مصادر إيرانية رفضت حدوث أى لقاء على أى مستوى بين المسئولين الإيرانيين والأمريكيين، لكنها عادت وأكدت على أنه يمكن طرح موضوع انتهاك الرئيس الأمريكى للاتفاق النووى أمام عينه فى الجلسة.
حسن روحانى
من جانبها ناقشت صحيفة "ابتكار" الاصلاحية، أهداف ترامب مما وصفته بـ"استعراضه" الجديد فى بداية رئاسة الدورية لمجلس الأمن، وقالت إن بعض المحللين يرون أن هدف واشنطن من جلسة مجلس الأمن هو ربط الدبلوماسية العامة بالرأى العام الدولى، وبحسب الصحيفة، فان المحللين فى إيران يرون أنه على البلاد أن تتبع سيناريوهان، الأول: عدم المشاركة فى جلسة مجلس الأمن، والثانى: المشاركة فى جلسة مجلس الأمن برئاسة ترامب وربط هذا المشهد الدولى بقضية انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى.
واعتبرت الصحيفة أن استغلال معارضة أوروبا لانسحاب واشنطن رغم تناغمها مع الأخيرة فى قضية تقويض تطوير برنامج الصواريخ الباليستية والقضايا الإقليمية، يمكن أن يغير إلى حد ما المشهد لصالح إيران، لا سيما وأن الصين وروسيا والـ3 قوى الأوروبية الأخرى (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) قادرين على الاستناد على قرار رقم 2231 الذى كرس الاتفاق النووى بين إيران والدول الست الكبرى ورفع عنها العقوبات الاقتصادية.
Ebtekaar