تزخر محافظة أسوان بالعديد من المناطق الأثرية الهامة، التى تعتبر مقصد لكافة السائحين من بلدان العالم، فما تحتويه المعابد الفرعونية هنا على حقائق تاريخية وإنسانية من آلاف السنين تثير دهشة وإعجاب كل من زارها.
معابد عمدا والسبوع فى طى النسيان واحد المزارات المهملة بمحافظة أسوان
هناك علم القدماء المصريون الإنسانية جميعها مفهوم الحضارة وقيمة العلم، وبرغم ذلك يظل استغلال بعض هذه المزارات الهامة ليس الأمثل للتسويق لأهميتها التاريخية بين مزارات العالم، فنجد أن الخريطة السياحية بمحافظة أسوان مقتصرة على مناطق محددة لم تشهد تغيرا منذ سنوات، حيث تقتصر جولة السائح على زيارة معابد فيلة وأبو سمبل وكوم أمبو، فى حين تغفل شركات السياحة بعض المناطق الهامة التى نستعرضها خلال السطور التالية.
خطة لوزارة الاثار لتطوير معابد عمدا والسبوع على عدة مراحل
معبد عمدا والسبوع من أهم المزارات الأثرية المهملة بأسوان
من بين الواجهات الآثرية الهامة التى يغفل عنها العديد من الزائرين، منطقة وادى السبوع والذى ضم عدد من المعابد التى تم إنقاذها خلال حملة إنقاذ معابد النوبة، عقب بناء السد العالى، ويضم معبد رمسيس الثانى للإله أمون، ومعبد عمدا الذى تم بنائه فى عهد الملك تحتمس الثالث، بينما من أكمل بنائه الملك تحتمس الرابع وتسجل جدران المعبد واحدة من أهم المعارك التى قام بها الملك أمنحتب الثانى ضدد عد من الأمراء فى سوريا، والتى انتهت بالقبض على 7 منهم والتخلص منهم شنقا، كما يضم أيضا معبد الدر الذى بناه الملك رمسيس الثانى ويصور الملك وهو يقدم الأضاحى للإلهة.
خطة وزارة الآثار لتطوير معابد وادى السبوع لاستغلالها سياحيا
ومن جانبه يؤكد الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير آثار أسوان والنوبة، أن معبد عمدا والسبوع من أهم المعابد الأثرية بالمحافظة، وبناء على ذلك فهناك خطة من قبل وزارة الآثار على عدة مراحل تسهدف تطوير المعابد وتأهيلها للزيارة ضمن الجولة السياحية، حيث تستهدف المرحلة الأولى إقامة استراحات للعاملين بالمنطقة وإمدادها بمرافق المياه والكهرباء، حتى تتيح لهم الإقامة بها والإشراف على العمل اليومى بالمعبد، كما تستهدف أيضا إنارة المعابد بالوادى بالطاقة الشمسية، وهذا ما يتم تنفيذه على أرض الواقع خلال الفترة الراهنة.
الطريق المؤدى الى معابد وادى السبوع
وأشار مدير آثار أسوان والنوبة، لـ"اليوم السابع"، إلى المرحلة الثانية تستهدف بناء أسوار شاهقة تحيط بالمعابد، لمنع زحف الرمال عليها والذى يمثل خطرا عليها، فى حين تستهدف المرحلة الثالثة إعادة تأهيل الطرق المؤدية للمعابد وتمهيدها للزائرين، موضحا أن أغلب الزيارات التى تأتى للوادى تكون من خلال رحلات نيلية وليست برية.
السوق السياحى من أهم الجولات الحرة للسائحين إلى مرتع للباعة الجائلين
ومن ضمن المناطق الهامة التى خرجت منذ فترة كبيرة من خريطة أسوان السياحية هو إلغاء الجولة الحرة بالسوق السياحى، الذى يعتبر من أهم المناطق التى يحرص السائح على زيارتها بالمحافظة، فهناك تتجمع كافة البازارات السياحية المتخصصة ببيع التحف والقطع الأثرية التى يتابدلها السائحين كهدايا خلال عودتهم لبلادهم، ولكن بعد اندلاع ثورة يناير أصبحت كافة الأفواج السياحية تلجأ إلى بازارات سياحية متعاقدة مع شركات السياحة بمنطقة الخزان، وتم إهمال السوق السياحى ليصيب أصحاب البازارات بحالة من الغضب والاستياء.
الجبانة الفاطمية اقدم مقابر العالم خارج الاجندة السياحية
وأشار خيرى محمد، رئيس غرفة شركات السياحة بمحافظة أسوان، إلى أسباب استبعاد الجولة الحرة بالسوق السياحى، موضحا أن انتشار القمامة والتعديات من قبل الباعة الجائلين بالسوق أهم الأسباب وراء استبعاده، فأصبح من الصعب على السائح التجول به وسط هذا الكم من الإشغالات التى تعيق حركته وتسبب له الإزعاج خلال زيارته الترفيهية، لذا أصبحت عدد من الشركات تتعاقد مع بعض البازارات المتواجدة بطريق الخزان، لجلب السائحين لها لشراء التحف الفرعونية.
وأوضح رئيس الغرفة، أن البازارات السياحية بمنطقة السوق السياحى تفتقد إلى عنصر التسويق للمنتج، وتقتصر على عمليات للشراء والبيع، وليس شرح المنتج للسائح، مشيرا إلى ان عودة الجولات الحرة بالسوق ستزداد مع زيادة الاهتمام بالمنظر الجمالى للسوق.
جانب من اضرحة المقابر الفاطمية
الجبانة الفاطمية خارج الأجندة السياحية بعد توقف عمليات تطويرها منذ الثورة
ومن أهم المزارات الاثرية ايضا الجبانة الفاطمية، البقيع الثانى بعد البقيع الموجود بالمدينة، بعد دفن العديد من الصحابة والتابعين لرسول الله على ارضها، خلال فتح الاسلام بمصر على يد عمرو بن العاص، فتزخر بالعديد من الأضرحة والقباب الفاطمية الاثرية التى تعكس اهمية تطور الفن المعمارى، وبرغم ذلك تقتصر زيارة الجبانة الفاطمية على القليل من السائلين لبركة أولياء الصالحين ولم يتم استغلالها كمزار سياحى.
وأوضح شكرى سيف الدين، نقيب المرشدين السياحين بأسوان، أن كان هناك خطة لتطوير القباب الفاطمية قبل اندلاع ثورة يناير، وبالفعل تم تطوير عدد من القباب وترميمها، وتخصيص مسار للزيارة من قبل السائحين، إلا أن بعد الثورة لم يتم منع المواطنين من دفن الموتى داخلها، خاصة بعد غلق الجبانة العمومية بعد غرقها بسبب زيادة منسوب المياه الجوفية بها، موضحا أنه كان هناك مقترح بإقامة ماكيت يوضح التطور المعمارى للقباب الفاطمية ويتم عرضها داخل ساحة مسجد الطابية الأثرى، إلا أن المقترح لم يلقى ترحيبا من الجهات التنفيذية وقتها.
التعديات والاشغالات بالسوق السياحى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة