يوما تلو الآخر، يثبت ذوى الاحتياجات الخاصة قدراتهم على كسر حاجز الصمت من حولهم والحواجز التي وضعها المجتمع أمامهم، خاصة فى مجالات العمل، ليثبتوا إن الإعاقة فى العقل فقط وليست فى الجسد أو فى الحواس.
"هدى" فتاة فى الـ17 من عمرها غيرت طريق الانطواء على نفسها والعزلة عن الآخرين، فسارت فى طريق الانتصار على إصابتها بمرض الصم وضعاف السمع منذ طفولتها.
مُسطرة قصة كفاح من أجل التغلب على الإعاقة، وأكثر من ذلك، تشجيع الآخرين على الخروج من أزمتها، من خلال العمل بمهنة صعبة على البنات بصفة عامة وعليها بصفة خاصة متحدية كل الظروف والصعاب، ونظرات الناس وكم السخرية التى قد تواجهها بهذا العمل الشاق، والأصعب من ذلك أن هذه الفتاة من الصم وضعاف السمع.
وتحكى هدى لـ"دوت مصر " على لسان معلمها ومتبنيها فى المهنة الحاج محمد عبد القادر، قصة كفاحها وتحديها الإعاقة، قائلة: "منذ الصغر كان ينظر الأطفال من هم فى مثل سني وكأنني لست مثلهم فى كل شىء لا يستطيعون فهمى ولا أستطيع فهمهم لا أستطيع اللعب معهم ولا يستطيعون اللعب معى، ولكننى قررت أن أتفوق عليهم فى عمل أجد فيه نفسي وأكون متميزة بين أبناء طفولتي إلى أن وجدت ضالتي فى هذه المهنة الشاقة "الجزارة".
وأضافت: "علمتنى هذه المهنة قوة التحمل ومواجهة الصعاب، فأضافت لشخصيتي وأعطتني قوة بدنية عالية جعلتني لا أهاب الدفاع عن نفسى ضد أى مخاطر تحيط بى".
وتابعت: تعلمت الذبح عن طريق "معلمى" الحاج عبد القادر، وكانت أول ذبيحة خروف العيد وشعرت حينها بالقلق، ولكننى تعودت بعد ذلك على الذبح والسلخ والتشفية وكنت سعيدة بهذا وشعرت أنى حققت شيئا فريدا، وها آنذاك الفتاة الخرساء الجزارة التى تغنى وتتراقص على أنغام مهنتها التى أحبتها .
ومن جانبه أكد محمد عبد القادر الجزار الذى تولى العناية بها منذ سنوات، أنه فوجئ بـ"هدى" تطلب منه العمل معه وعندما رفض، أخذت السكين وقامت بتقطيع اللحمة وتشفيتها، فأعجبت بجرأتها وقال لنفسه- ما المانع_ وسمح لها بالعمل.
ويضيف: "علمتها الذبح والتقطيع والتشفية، وقمت برعايتها حتى أجادت المهنة بمساعدة جميع الموجودين بالمحل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة