لا يخفى علينا جميعاً أن الأبناء هم مستقبل هذه الأمة، وقادتها وصناع حضارتها، وجميعنا يعلم أن الشباب يمثل أكثر من نصف المجتمع، أى أن مصر تعد دولة شابة واعدة بأبنائها، ولكن الأبناء لابدّ أن يكن لهم قدوة تساعدهم فى تحديد الهدف.
واختيار القدوة الحسنة تقتضى الاقتداء بمن يمتازون بالأخلاق الفاضلة، وأصحاب العلم والفكر والدين، حيث إنّ المقتدي غالباً ما يكون لديه حب وإعجاب بالشخص الذي يقتدي به فيصبح كالتابع له.
ولقد حثّ الإسلام على الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلّم، إلا أنه فى هذه الأيام ظهر نوع جديد من القدوة وهم لاعبى كرة القدم والفنانين والمطربين الذين استغلوا الإعلام أحسن استغلال وأصبحوا هم قادة الفكر والتحضر، وأفردت لهم صفحات المجلات والقنوات الفضائية والفضل يرجع فى ذلك للغرب الذى يريد أن يكونوا هولاء هم القدوة للشباب، ولا ننكر أنهم نجحوا فى إبهار الشباب، وهى خطة جهنمية وقد نجحوا فيها.
وطغت المادة وحب الشهرة على الشباب، وأصبح الشباب يرفض العلم والمعرفة، حتى أصبحنا دولة مستهلكة غير منتجة نستورد كل شئ بسبب غياب القدوة فى جميع المجالات، فلا يجب أن نتناسى أحمد زويل الذى أبهر العالم وحصل على جائزة نوبل، ونجيب محفوظ ورواياته التى ترجمت إلى لغات عدة والدكتور البروفيسور مجدى يعقوب جراح القلب ثانى جراح يقوم بزراعة القلب فى العالم، والدكتور مصطفى السيد صاحب نظرية علاج السرطان بجزيئات الذهب.
ولا ننسى أيضا النحات المشهور محمود مختار صاحب تمثال نهضة مصر، وكذلك الدكتور مصطفى محمود الذى أثرى بعلمه العقول، والمهندس حسن فتحى الذى اختارته المنظمات الهندسية كأفضل مهندس معمارى فى العالم، وغيرهم الكثير والكثير من اصحاب العلم والمعرفة.
وليعلم الجميع، أن المجتمع يحتاج مثل هؤلاء الرواد، ولو فكرنا من منظور المادة لوجدنا أن الطبيب الماهر يتقاضى المال أكثر من لاعبى الكرة، لأن اللاعب يقوم بالعلاج خارج مصر بالملايين حتى عندما نقوم ببناء المصانع والمشروعات الهندسية نجلب خبراء من الغرب فى الهندسة يحصلون على مليارات الجنيهات، ويكسب الغرب ونخسر نحن، من أجل ذلك لابد من رجوع القدوة والنماذج المشرفة فى شتى المجالات، حتى تنهض مصر بشبابها الواعد، وهذه إجابة السؤال كيف ننهض بشباب مصر؟.