اختار أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييجو مارادونا أن يدشن فصلا جديدا فى حياته من خلال تدريب فريق بالدرجة المكسيكية الثانية هو دورادوس، المملوك لعائلة ذات نفوذ تتهم بصلاتها مع تجار المخدرات.
فى خطوة غير متوقعة، أعلن النادى المكسيكي، أمس الجمعة، تعيين مارادونا (57 عاما) مدربا له، فى أحدث تجربة للاعب الذي قاد منتخب بلاده للقب مونديال المكسيك 1986.
وبعد تجارب تدريبية شملت المنتخب الأرجنتيني وناديي الوصل والفجيرة الإماراتيين، يصل مارادونا الى النادي المتواضع المشارك فى دوري الدرجة الثانية، ومقره بولاية سينالوا التى تعرف بالحضور القوى لشبكات تجارة المخدرات فيها، ومنها ينحدر أحد أكبر التجار فى العصر الحديث، خواكين "إل تشابو" جوزمان، المسجون حاليا في الولايات المتحدة.
استحضر توقيع مارادونا مع النادى تعليقات ساخرة، لاسيما أن اللاعب قصير القامة والذى زاد وزنه بشكل كبير بعد توقفه عن مزاولة اللعبة، عرف سابقا بإدمانه للمخدرات إلى حد شكل خطرا على حياته.
مارادونا
وتعود ملكية النادى لعائلة هانك النافذة، والتى وجهت إليها أصابع الاتهام بالارتباط بشبكات صناعة المخدرات وتهريبها.
ويعد عميد العائلة خورخى هانك رون، وهو رجل أعمال وسياسى، من المتمولين الكبار، ويمتلك شركة "جروبو كاليينتي" التى تتنوع نشاطاتها بين الكازينوهات والفنادق، إضافة إلى حلبة لسباق الكلاب فى تيوانا، على الجانب الآخر من الحدود من مدينة سان دييجو الأميركية، كما تملك الشركة فريق تشولوس المنافس في الدرجة المكسيكية الأولى.
واجه هانك رون اتهامات عدة بالتورط في الجريمة المنظمة، فى 2011، أوقف عندما داهمت قوات الأمن قصره وصادرت منه أكثر من 80 قطعة سلاح وكميات هائلة من الذخيرة. بحسب الادعاء، سبق لمسدسين من الأسلحة التي تمت مصادرتهما، أن استخداما في جرائم. أمر القاضي بالافراج عنه بعد عشرة أيام، في خطوة لقيت انتقادات واسعة.
كما تم استجواب هانك رون في العام 2009 في إطار التحقيق بمقتل امرأة، قبل أن يفرج عنه من دون توجيه أي اتهام له.
خورخي هانك رون
يعرف عنه ثراؤه وأسلوب حياته غير التقليدي، لاسيما حبه للحيوانات المفترسة. وعلى إحدى عقاراته الهائلة المساحة، أقام حلبة خاصة لقتال الثيران، وحديقة حيوانات تضم عددا من المهددة بالانقراض، مثل النمور وقردة الشمبانزي.
يمزج هانك رون بين الأعمال والسياسة، حيث يعتبر أحد النافذين في "الحزب الثوري المؤسساتي" المكسيكي. وبحسب فيكتور كلارك، رئيس إحدى المنظمات الحقوقية المحلية والأستاذ في جامعة سان دييجو، فإن نظرة الناس الى هانك رون تمزج بين الاحترام والخوف.
في أوساط الصحفيين في تيخوانا، بات يعرف باسم "المهندس".
هانك رون مع زوجته
وقال صحفى فضل عدم كشف اسمه لأسباب تتعلق بسلامته الشخصية، لفرانس برس، "يمنحك دائما قصة جيدة في حال طلبت منه بتهذيب إجراء مقابلة معه، يدلي بتصريحات رائعة لكن عليك أن تكون حذرا، بالتأكيد لا يمكنك أن تسأل المهندس عن تهريب المخدرات".
الصحفي الوحيد الذي حاول سبر أغوار علاقة هانك رون بالجريمة المنظمة كان هكتور فيليكس العامل لصالح صحيفة "زيتا"، والذي قتل في العام 1988 في جريمة تمت إدانة اثنين من حراس هانك رون بارتكابها.