صوت جرس المنبه يأتى من جانب "الفرشة" الممدة فوق إحدى الأركان البعيدة عن حرارة الشمس، والتى اتخذها كل منهم سرير ومأوى له لتقيه من الجو، ليعلن أن الساعة قاربت على السادسة صباحًا، فيتنقض كل منهم من مكانه ويرتدى ملابس العمل حاملًا أدواته إلى مكان "لقمة العيش" سعيًا خلف رزقه ورزق أطفاله، هذا هو حال النجار المسلح المسؤول عن كافة الأعمال المتعلقة بالحديد التى تحتاج إليها كل عمارة يتم بنائها.
يبدأ كل منهم رحلة العمل فى هذه المهنة منذ سن صغيرة، ويترك أغلبهم الدراسة من أجل الاستمرار فى تلك المهنة التى تتوارثها الأجيال من آبائها، فعندما تتحدث إلى أحدهم تجد أول جملة يقولها هى "بقالى فى المهنة ييجى 20 سنة واتعلمتها وأنا صغير واستمريت فيها لحد دلوقتى".
يبدأ يوم النجار المسلح مع شروق الشمس وبنتهى بغروبها، ولا تؤثر درجة الحرارة على طبيعة عملهم فسواء ارتفعت درجة الحرارة أو انخفضت لن يؤثر ذلك كثيرًا عن استمرارهم فى وظيفتهم، ويرفع أغلبهم شعار "دا شغلنا اللى بناكل منه عيش وهنشتغل مهما كانت الظروف".
"الصنايعى لو تعب أو عطل بيبقى لحساب نفسه وهيخسر يوميته".. مبدأ يتبعه كل من يعمل بتلك المهنة، فقوت يومهم الذى يحصل كل منهم عليه يكفى بالكاد احتياجاته، فبين الطعام والشراب والادخار من أجل الابناء يتحامل "الصنايعى" على نفسه ويتحمل الألم ويستمر فى العمل مهما كانت العواقب، فرأس ماله هو مجهوده وصحه، وهما كل ما يملك من حظام الدنيا ليعيناه على الحياة وكسب رزقه بالحلال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة