يوقع وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، اليوم الخميس، فى سجل زائرى كاتدرائية العاصمة الإدارية الجديدة، كأول مسئول غربى رفيع المستوى يزور الكاتدرائية، بعد افتتاحها حيث حضر الرئيس الفلسطينى، محمود عباس أبو مازن، حفل الافتتاح، الذى أقيم ليلة عيد الميلاد المجيد، بينما يتفقد "بومبيو" الكاتدرائية الجديدة بعد أن يلقى كلمته فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة عصر اليوم.
من جانبه، كشف القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تفاصيل استعدادات الكنيسة لتلك الزيارة الرسمية، وقال إن البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، كلف وفدًا رسميًا برئاسة الأنبا دانيال سكرتير المجمع المقدس، والنائب الباباوى بالقاهرة، لاستقبال وزير الخارجية الأمريكى، بالإضافة إلى القمص سرجيوس سرجيوس، وكيل البطريركية، والقس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية، على أن يتفقد الوزير الكاتدرائية الجديدة.
فيما أكد مصدر بالمقر الباباوى، أن الوفد الكنسى المكلف باستقبال وزير الخارجية الأمريكى، ينقل له رسالة طمأنة من البابا تواضروس عن أوضاع المسيحيين فى مصر، وهى تلك الرسائل التى دأب البابا على توجيهها للضيوف الأجانب رفيعى المستوى من ملوك ورؤساء الدول الأجنبية، أبرزهم المستشارة الألمانية إنجيلا ميركيل، التى زارت الكاتدرائية العام قبل الماضى، وكذلك الرئيس البرتغالى ورؤساء عدد من الدول الأفريقية.
أوضاع الأقباط فى مصر تحظى باهتمام الخارجية الأمريكية
تحظى أوضاع المسيحيين فى الشرق الأوسط ولاسيما مصر باهتمام خاص لدى الخارجية الأمريكية، فقد كانت على أجندة اللقاء الذى جمع الرئيس عبد الفتاح السيسى، والرئيس دونالد ترامب، فى البيت الأبيض فى أبريل الماضى، بينما أشاد الرئيس دونالد ترامب، بافتتاح مسجد الفتاح العليم، إلى جوار كنيسة ميلاد المسيح، فى تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" ليلة عيد الميلاد المجيد، معربا عن سعادته لما وصفهم بـ"الأصدقاء فى مصر حيث يقود الرئيس السيسى بلاده نحو مستقبل يسع الجميع" على حد تعبير الرئيس الأمريكى
رسائل البابا تواضروس لأمريكا.. أوضاع الأقباط بخير وعلاقتنا بالدولة ممتازة
ودأب البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، على لعب دور بارز فى الدبلوماسية المصرية فى الفترة الأخيرة، فقد تزامنت زيارة البابا تواضروس للولايات المتحدة الأمريكية، مع زيارة الرئيس السيسى لمجلس الأمن، وأكد البابا تواضروس الذى قضى ثلاثة أسابيع فى زيارة رعوية لكنائس قبطية بالولايات المتحدة الأمريكية التقى خلالها بوفود رسمية من حكام الولايات وبعض أعضاء المجالس النيابية هناك إن القيادة السياسية بداية من الرئيس عبد الفتاح السيسى، تسعى لأن تبدو مصر وحدة واحدة، وتبتعد عن الانقسام والتفتت لأنه كفيل أن يدمر المجتمعات فى وقت صغير.
بينما سبق وأشاد البابا تواضروس من قبل بقانون بناء وترميم الكنائس، الذى صدر عام 2016 ودخل حيز التنفيذ، منذ عام وذلك خلال تواجده فى الولايات المتحدة وخلال استقباله وفود رسمية فى الكاتدرائية.
كما احتلت قضية التمثيل النيابى للأقباط اهتماما خاصا لدى البابا البطريرك، الذى أكد فى أكثر من مناسبة أن البرلمان المصرى يشهد أعلى نسبة تمثيل برلمانى للأقباط ربما فى تاريخه الحديث بالإضافة إلى إشادته الدائمة بالعلاقات الطيبة، التى تجمع الكنيسة بالدولة المصرية وقياداتها على رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسى مؤكدا، مشيرا إلى أن القيادة السياسية لديها رغبة صادقة لحل المشكلات الموجودة رغم وجود ثقافة مجتمعية تتطلب التغيير.
الكنيسة كمؤسسة دبلوماسية من بعد 30 يونيو
تعتبر زيارة وزير الخارجية الأمريكى حلقة ضمن سلسلة طويلة من اللقاءات بدأتها الكنيسة منذ 30 يونيو وحتى اليوم، حيث رأت نفسها مدفوعة لمقدمة المشهد السياسى، يصول رئيسها البابا تواضروس ويجول فى دول العالم لتصحيح صورة مصر فى الخارج بعدما صارت هدفًا لنيران الإعلام العالمى.
البابا تواضروس، رأى أن كنيسته المتواجدة فى أكثر من 62 دولة حول العالم عبر إيبراشياتها المختلفة مطالبة بلعب دور دبلوماسى للدفاع عن مصر، فما كان منها إلا أن أصبحت محطة لكل الزائرين الكبار الذين توافدوا على مصر فى السنوات الخمس الأخيرة.
سبق للكنيسة أن استقبلت الرئيس اللبنانى ميشيل عون، وكذا رئيس دولة توجو فور غناسينغبى، والرئيس العراقى فؤاد المعصوم، وملك البحرين حمد بن عيسى، وكذلك ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز الذى التقاه البابا فى زيارة وصفت بالتاريخية كأول ملك سعودى يقابل بابا للأقباط وولى عهده أيضا الأمير محمد بن سلمان إضافة إلى وفود برلمانية أوروبية كخيط متصل لا ينقطع كان أبرزهم رئيس مجلس الشيوخ الفرنسى، ووفدى الكونجرس والبوندستاك الألمانى.