أكدت اللجنة العالمية للجغرافيا السياسية فى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "أرينا"، أن هناك تحولات عالمية فى الوضع النسبى للدول، وسيظهر قادة جدد للطاقة، وزيادة تنوع الجهات الفاعلة فى القطاع، مما ينتج عنه تغير فى العلاقات التجارية، ونشوء تحالفات جديدة.
وذكرت اللجنة فى اجتماع الوكالة الدولية التاسع الذى بدأ اليوم، الجمعة، فى العاصمة الإماراتية أبوظبى، أن تحول قطاع الطاقة سيغير سياسات إدارة الطاقة التى نعرفها اليوم.
وذكرت اللجنة، فى الاجتماع الذى يعقد قبيل أسبوع أبوظبى للاستدامة، أنه وخلافا للوقود التقليدى، فإن مصادر الطاقة المتجددة تتوفر بشكل أو بآخر فى معظم المواقع الجغرافية.
ومن شأن هذه الوفرة أن تعزز أمن الطاقة وتحقق استقلالية أكبر لمعظم الدول فى مجال الطاقة.
وفى الوقت ذاته، ومع قيام الدول بتطوير مواردها من الطاقة المتجددة وزيادة دمج شبكاتها الكهربائية مع الدول المجاورة، ستظهر أشكال جديدة للترابط والأنماط التجارية.
وتوقعت اللجنة فى تقرير أعدته عن تأثيرات الطاقةالجديدة على الخريطة الجيوسياسة انحسار الصراع المرتبط بالنفط والغاز، وكذلك الأهمية الاستراتيجية لبعض المضائق البحرية.
وأشارت اللجنة إلى أن تحول قطاع الطاقة سيؤدى أيضاً إلى ظهور قادة جدد لقطاع الطاقة مع ازدياد نفوذ بعض الدول لضخها استثمارات كبيرة فى تقنيات الطاقة المتجددة. وعلى سبيل المثال، عززت الصين مكانتها الجيوسياسية من خلال ريادتها فى سباق الطاقة النظيفة لتصبح أكبر دولة فى إنتاج وتصدير وتركيب الألواح الشمسية، وتوربينات الرياح، والبطاريات، والسيارات الكهربائية فى العالم.
وقد يشهد مصدِّرو الوقود التقليدى انحسارا فى مستوى نفوذهم وتأثيرهم حول العالم ما لم ينجحوا بتكييف اقتصاداتهم مع عصر الطاقة الجديد.
وبهذه المناسبة، قال أولافور جريمسون، الرئيس السابق لجمهورية آيسلندا ورئيس اللجنة: "يمثل هذا التقرير أول تحليل شامل للتبعات الجيوسياسية لتحول قطاع الطاقة نحو المصادر المتجددة، وركيزةً أساسية لتعميق فهمنا لهذه القضية".
وذكر أن ثورة الطاقة المتجددة ستسهم فى تعزيز الموقع القيادى للصين على الساحة الدولية، وتقلل فى الوقت نفسه من نفوذ مصدّرى الوقود التقليدى، وتحقق استقلالية الطاقة لدول العالم.
وشدد رئيس أيسلندا السابق، إلى وجود مستقبل جيوسياسى مشرق ينتظر دول آسيا وأفريقيا وأوروبا والأمريكتين لأن تحول قطاع الطاقة سيؤدى إلى حدوث تغييرات كبيرة فى موازين القوى".
فيما أوضح عدنان أمين، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة: "إن تحول قطاع الطاقة العالمى بالاستناد إلى مصادر الطاقة المتجددة سيحد من التوترات الجيوسياسية المرتبطة بالطاقة، ويرسى أسساً أفضل للتعاون بين الدول، ومن شأن هذا التحول أيضاً أن يخفف من التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التى غالباً ما تكون من الأسباب الرئيسية للتجاذبات والنزاعات الجيوسياسية".
وذكر المشاركون فى اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، أن تحول قطاع الطاقة العالمى سيشهد العديد من الفرص والتحديات فى آن معاً؛ إلا أن الفوائد تفوق التحديات ولكن فى حال اتباع السياسات والاستراتيجيات الصحيحة،وحرى بالقادة وصناع السياسات أن يتوقعوا هذه التغييرات، وأن يكونوا قادرين على إدارة البيئة الجيوسياسية الجديدة المنبثقة عنها".
وذكر ممثلو رواد الأعمال فى الدول الأكثر معاناة، من تفاوت استخدامات الطاقة أنه يمكن لمصادر الطاقة المتجددة أن تساهم فى وصول الجميع إلى الطاقة، فضلاً عن توفير فرص العمل، ودعم النمو الاقتصادى المستدام، وتحسين الأمن الغذائى والمائي، وتعزيز الاستدامة، ومرونة المناخ، وتحقيق الإنصاف فى فرص التنمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة