"حياة كريمة".. مبادرة أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، لتوفير حياة كريمة للفئات الأكثر احتياجا، والتى أكد خلالها أن المواطن المصرى هو البطل الحقيقى فى المعركة التى خاضتها الدولة فى البناء والتطوير.
ووجه الرئيس الدعوة لمؤسسات وأجهزة الدولة بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدنى لتوحيد الجهود والتنسيق المُشترك لاستنهاض عزيمة الأمة العريقة شبابًا وشيوخًا، رجالًا ونساءً، وبرعايته المباشرة، لإطلاق مبادرة وطنية على مستوى الدولة لتوفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا خلال العام 2019.
وحرص "اليوم السابع" على إجراء معايشة ميدانية بقرية "كفر شبين" التابعة لمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، والتى يتخطى التعداد السكانى بها الـ40 ألف نسمة، والتى تم إدراجها بمبادرة "حياة كريمة" حيث تعد ضمن القرى الأكثر احتياجا، وتصل نسبة الفقر بها 88%، كما تعانى من نقص الخدمات الأساسية من تعليم وصحة ومياه شرب وصرف صحى إلى جانب انتشار نسبة الفتيات اليتيمات اللائى لا يقدر ذويهن على شراء كل مستلزمات الزواج، ووجود نسبة متوسطة من البطالة بين الشباب بها.
فى البداية قالت حليمة محمد عبد الرحمن خليفة من أهالى القرية:"نعانى من نقص كبير فى الخدمات على رأسها مياه الشرب، فعلى الرغم من قلة الانقطاع إلا أنها غير صافية بالمرة ويعانى منها الجميع، موضحة: "إحنا علشان صحة أولادنا بنشترى المياه، ونترك مياه الحنفيات للغسيل سواء الأطباق أو الملابس".
ومن ناحيتها قالت بهية على بقرية كفر شبين:"الأهالى تقدموا بالعديد من الشكاوى الخاصة بتغطية المصرف بالقرية، والذى يتسبب فى معاناة يومية للأهالى من انتشار الحشرات والبعوض على مدار سنوات طويلة، ويوميا لازم تحصل فيه كارثة منها سقوط العربيات والأطفال به، لدرجة إننا منعنا أطفالنا يطلعوا ناحية المصرف".
وفى السياق ذاته طالب محمود عبد الله من أبناء القرية، بسرعة نقل سوق الخضراوات بكفر شبين بعيدا عن المصرف، فهو مليئ بالحشرات ويتسبب لدرجة كبيرة فى تلوث الخضراوات التى يعرضها البائعون بالسوق، وبدورها تنقل الأمراض للمواطنين، وخاصة بعد انتشار بخار الماء فى الصباح الباكر من "الرشاح" وهو ما يتسبب أيضا فى نقل الأمراض للمواطنين.
بدوره قال السائق عبد الله السيد، بقرية شبين القناطر، إن غالبية الطرق داخل القرية غير ممهدة، وهو ما يتسبب فى تحطيم هياكل السيارات والتكاتك، إلى جانب وجود مزلقان الموت على مدخل القرية خط "المرج – شبين القناطر"، وهو ما يتعطل يوميا لفترات طويلة وبحاجة ماسة إلى التطوير نظرا لضيقه الذى يتسبب فى كثير من الاختناقات المرورية.
فيما قال الشاب أحمد إبراهيم بقرية كفر شبين، إن مركز الشباب بالقرية يعانى نسبة كبيرة من الإهمال ولا يصلح للأنشطة الرياضية، مشيرا إلى أنه منذ فترة قليلة انهار سور الملعب التابع لمركز الشباب وأصبح طريقا عاما للمارة ولا توجد أية أنشطة للمركز.
وأوضح عبد الله طارق، أن القرية تبعد عن مدينة شبين القناطر 2 كيلو متر، وتعانى من نقص حاد فى الخدمات الطبية المقدمة، حيث إن بها وحدة صحية متهالكة ولا تقدم أية خدمات وتعانى من نقص حاد بالأجهزة الطبية، إلى جانب الغياب المستمر للأطباء وعدم تواجدهم بصفة مستمرة هو أكبر مشكلات الأهالى وسبب معاناتهم، وأقرب مستشفى للأهالى هو مستشفى الشاملة بشبين القناطر الذى تخضع للتطوير حاليا.
وقال محمود الدينارى إن القرية بها مدرستان، حيث تعانى المبانى الخاصة بهما من التهالك والانهيار، وكل مدرسة بها فصلان فى كل صف تقريبا، وبحاجة ماسة لإعادة البناء والتطوير لتستوعب الكثافات العديدة.
ومن ناحيته أعلن الدكتور علاء عبد الحليم مرزوق محافظ القليوبية، تشكيل اللجنة العليا لتنفيذ مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى، "حياة كريمة"، وستكون فى انعقاد دائم ومستمر لمتابعة المستجدات الخاصة بآليات تنفيذ المبادرة، مشيرا إلى أنه تم دعوة منظمات المجتمع المدنى والجمعيات الخيرية ونواب البرلمان والصندوق الاجتماعى للتنمية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ورجال الأعمال للمشاركة فى المبادرة.
وأكد المحافظ ترحيبه ودعمه الشديد لمبادرة الرئيس السيسى، لتوفير حياة كريمة للمواطنين والتى تستهدف الارتقاء بالمستوى الاقتصادى والاجتماعى والبيئى للأسر فى القرى الفقيرة والأكثر احتياجا وتمكينها من الحصول على كل الخدمات الأساسية وتعظيم قدراتها المادية والمعيشية لتسهم فى تحقيق حياة كريمة لهم.
وقال المحافظ، إن المبادرة ستشمل كفر شبين بمركز شبين القناطر، وقرية ميت حلفا التابعة لمركز قليوب، وعدد من القرى الفقيرة التى ستحددها مديرية التضامن بالمحافظة، حيث سيتم إعطاء الأولوية للقرى الأكثر احتياجا والأسر البسيطة لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه وعدم الازدواجية فى الخدمات والدعم، مؤكدا أن مبادرة الرئيس تعنى توفير حياة كريمة.
قرية كفر شبين (10)
قرية كفر شبين (11)
قرية كفر شبين (12)