من بين نعم المولى عز وجل التى منحنا إياها "الموهبة"، فهى منحة إلهية وهبها الله لمن شاء من عباده وعلينا أن نطورها ونستثمرها خير استثمار، الأمر الذى قد يصعب على بعضنا -نحن الأسوياء- ولكن ما بالك إذا كان من أصحاب الهمم "ذوى الاحتياجات الخاصة"، ويعانى منذ طفولته من ضمور عام فى العضلات؟
صاحب الـ 24 عامًامحمد يونس الدلو قال لـ "اليوم السابع": لدى موهبة الرسم منذ صغرى لكن لم اهتم بها نظرًا لانشغالى بالدراسة وطموحى الدائم بأن أكون محاسبًا مثل أبى، لكن الأقدار شاءت أن أرسم لنفسى طريقًا آخر بعيدًا عما أردته، ففى الثانوية العامة لم أستطع أن أتقدم للامتحانات النهائية كونى تعرضت للكثير من الحوادث والأمراض حيث أننى قد لبثت بالمستشفى طيلة الفصل الثانى ما بين كسر بكتفى الأيمن ومن ثم التهابات حادة بالصدر، وقيء دم وإجراء عملية منظار، وبعدها خرجت من المستشفى مع انتهاء الدراسة وأصبت بإحباط شديد مما جعلنى أعزل نفسى عن العالم الخارجى لما يقارب من 3 سنوات حينها بدأت أهتم بموهبة الرسم وطورت من نفسى وتعلمت من الانترنت وخاصة اليوتيوب وكتب الـ pdf.
كانت هذه فترة عزلته، أما عن فترة تصالحه مع الواقع وإندماجه مره أخرى فى المجتمع فقال عنها محمد الدلو: فى عام ٢٠١٣ تعرفت على مجموعة من المتطوعين كانوا السبب الأول لكسر حاجز العزلة لدى والانطلاق للعالم وشجعونى على المشاركة بالمعارض الفنية لإظهار موهبتى، فى البداية كنت خائفًا من ردود الفعل لكونى مختص برسم الأنيميشن، لكن حدث عكس ما توقعت لقد امتدحوا رسوماتى وبدأوا بتشجيعى.
7 سنوات قضاها فى عالم الرسم وأكثر من 300 لوحة فنية رائعة رسمها بإتقان وبراعة بالغة وشارك فى حوالى 14 معرض طيلة هذه السنوات، والذى شغل مواقع التواصل الاجتماعى الفترة الماضية بلوحة حملت توقيعه والتى كانت لـ "قطة" رسمها ببراعة شديدة وحس فنى بالغ فجاءت ألوانها متجانسة ومتناسقة، وبالحديث عن أحلامه قال: "أحلم بأن أقيم معرض خاص بى خارج فلسطين لأصدر فنى وموهبتى إلى العالم وأغرس ثقافة الإختلاف فى نفوس الجميع"، تلك الجملة اختارها محمد لإنهاء حديثه بعزيمة قوية وبطموح بالغ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة