فى الماضى القريب، كان العمدة يمثل دورا محوريا فى ضبط وحل مشاكل المواطنين، وكانت الدراما والسينما تجسد العمدة فى عدة أدوار منها ما يلعب دور المصلح الاجتماعى الساعى لحل مشاكل المواطنين، وآخرين يفرضون سطوتهم على الغلابة من المواطن.
"اليوم السابع" فى هذا التقرير رصد دور العمدة فى زمن "السوشيال ميديا"، وكيف تغيرت الصورة الذهنية لدينا، وهل هى فعلا كما تظهر فى الدراما، أم لا؟
عمدة قرية السلام فى الشرقية
العمدة هو صمام الأمان للقرية، فدوره الأساسى هو خدمة المواطنين، والعمل على قضاء مطالبهم وليس تكديرهم.. بهذه الكلمات تحدث محمود أحمد صالح، عمدة قرية السلام، التابعة لمركز بلبيس، فى محافظة الشرقية، عن دور العمدة قائلا: عمى الحاج السيد صالح، كان أول عمدة لقرية السلام، منذ نشأتها فى الستينات، وبعده والدى، وبعد وفاة والدى تم تعيينى عمدة، حصلت على ليسانس حقوق، عام1981، وتوليت منصب العمودية بالقرية منذ عام 1989 وحتى الآن منذ 30 سنة، وأعتبر من أقدم العمد بمحافظة الشرقية، كان عمرى 30 سنة، وكنت أصغر عمدة فى مصر.
وأشار عمدة قرية السلام فى الشرقية، أنه أطلق عليه عمدة التكنولوجيا في مصر، منذ عام 20 سنة، من قبل مديرية أمن الشرقية، لكونه أول عمدة إستخدمة جهاز الحاسب الإلي في عمله، حيث قام بتجميع بيانات جميع أهالي قريته ودونها علي جهاز الحاسب الإلي، وكون أول قاعدة بيانات لقريته منذ 20 عام، حيث قام بتسجيل بيانات جميع أهالي القرية،مما جعله محل حديث قيادات مديرية أمن الشرقيةوتم تكريمه في احتفال رسمي تقديرا للدور الذي قام بيه.
موضحا: أنه يستخدم السوشيال ميديا في عمله، من حيث عمل لقاءات مع الشباب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي " و"فيس بوك" وتأسيس جروب بإسم جميعة تنمية المجتمع بالقرية، للتواصل عليه لأن التكنولوجيا أصبحت تلعب دورا كبيرا ويجب على كل عمدة مواكبة العصر الذى يعيش فيه، إلي جانب قيام بعض المواطنين بمراسلته علي صفحته الشخصية لتحديد موعد للمقابلة لعرض مشاكلهم التي تحتاج مقابلة معه، كما أنه يتواصل مع أهالى القرية الذين لا يستخدمون وسائل التواصل الإجتماعي، من خلال لقائهم بدوار العمدة الملاصق لمنزله، وفيه يتم عقد الجلسات العرفية بالدوار، والتى تعد بمثابة محكمة يلجأ إليها كل من له حق ويرغب فى الحصول علي حقه.
وأوضح عمدة قرية السلام، أن وسائل التواصل الإجتماعي، هي تعد من أسرع وأسهل الطرق للتواصل مع شباب القرية والعزب التابعة لها وخاصة في ظل التكنولوجيا التي تواكب العصر، فضلا عن أن مقره الذي يعد بمثابة دوار العمدة، مفتوح بشكل يومي أمام جميع الأهالي الذين يترددون عليه لعرض مشاكلهم أملا في حلها علي يد العمدة
وأوضح عمدة قرية السلام فى الشرقية، أن من أهم عوامل نجاح عمدة القرية، وجود الترابط والتلاحم بينه وبين الأهالى ومشاركتهم فى الأفراح والأحزان، وأن يعمل العمدة على إعطاء كل مواطن حقه دون مجاملة أحد على حساب الآخر، مضيفا أنه يوميا يوجد العديد من المشكلات الصعبة داخل القرية والتى تحتاج بذل مزيد من الجهد والوقت لحلها قبل تحرير محضر داخل مركز الشرطة.
عمدة قرية العدلية
وعلى بعد أمتار من قرية السلام، توجد قرية العدلية، والتي يتوالي منصب العمودية بها "على محمد على سلطان"54 سنة، حاصل على بكالوريوس تربية رياضية، أشار فى بداية حديثه مع "اليوم السابع" إلى أنه تولى عمودية قرية العدلية، منذ عام 2009، لأنه محب للعمل العام منذ كان طالبا بالمرحلة الإعدادية، وبعدها تولد لديه حب حل المشاكل ومن هنا اكتسبت محبة الناس واحترامهم، وطبيعة عمل العمدة تختلف من قرية لقرية أخرى، حيث يوجد قرى هادئة تماما وعلى النقيض توجد قرى ملتهبة، وأنه يستقبل أهالى قريته يوميا من خلال مكتب مخصص له بمثابة مقر ملحق بمنزله، مفتوح 24 ساعة أمام أهالى القرية.
ويشير عمدة قرية العدلية إلى أن العمودية اختلفت كثيرا عما كانت عليه قبل ثورة يناير، حيث كان العمدة منوطا به حفظ الأمن بالقرية والجانب الأمنى، وحاليا أصبح العمدة مشرفا على جميع المشروعات، التى تتم بالقرية وعلى رأس أى مشروعات، إلى جانب دوره الأمنى بالقرية، وقام بتشكيل لجنة تساعده لحل المنازعات بالقرية من خلال مجموعة من الأهالى مشهود لهم بالنزاهة والكفاءة، موضحا أنه يعمل قاضى عرفى بحكم توليه منصب العمودية بالقرية، حيث حكم فى أكثر من 1000 جلسة عرفية، وتمكن من حل العديد من المشاكل قبل وصولها لمركز الشرطة.
ولفت عمدة قرية العدلية إلى أنه يقوم بالتعامل مع المواطنين الغرباء داخل القرية، حيث يتم تكليف شيخ الخفر برصد دخول أو إقامة أى شخص غريب بالقرية، ويتم جمع معلومات عنه وأخذ بيانات الرقم القومى.
وعن أهم المشاكل التى يعانى منها أهالى قريته، أوضح أن العدلية قرية كبيرة يقدر عدد سكانها بـ 45 ألف نسمة، ويتبعها 6 عزب، أهم مشاكلها هى الصرف الصحى الشبكة الموجودة بالجهود الذاتية متهالكة، فضلا عن غلق مركز شباب القرية منذ 5 سنوات ونقل الموظفين لمركز غيتة.
وأردف العمدة "علي سلطان" أنه أسس جروب علي تطبيق الواتس أب، للتواصل مع شباب القرية، وليس لديه حساب علي الفيس بوك، لكنه يفضل التعامل علي تطبيق" واتس أب" حيث يقوم الشباب بعرض كافة متطالبتهم علي الواتس أب، وأيضا عرض الإنجازات التي تتم في القرية، وتدوال أهم القضايا،موضحا أن أكثر القضايا التي تعرض عليه هي منازعات الضرب بين بعض الأهالي أو قضايا الطلاق والإنفصال، يتم حلها بشكل ودي وبالتراضي بين أهالي الزوجين، موضحا أن العمدة يجب أن يطور نفسه مع مجريات العصر، ولكن يظل دوار العمدة هو الوسيلة الأفضل للتواصل بين الأهالي وعمدة القرية لأنها تكون مباشرة وجهه لوجه حرصا علي علاقات الود والترابط بين العمدة وأهالي قريته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة