شهدت محافظة مطروح، خلال هذا العام أعلى معدل لسقوط الأمطار منذ ثمانينيات القرن الماضى، حيث سجلت أجهزة الأرصاد سقوط الأمطار بنسبة 115 مليمتر خلال الفترة الماضية، مع توقعات بارتفاع هذه النسبة لـ 200 مليمتر، فى حين كانت النسب التى سجلت خلال الأعوام الماضية لا تتجاوز 140 مليمتر، وامتلأت الآبار وخزانات تجميع مياه الأمطار، واحتجزت السدود فى الوديان كميات كبيرة من مياه الأمطار، مع توقعات باستمرار سقوط الأمطار على المناطق المتفرقة بمحافظة مطروح خلال الفترة المتبقية من فصل الشتاء.
أكد المهندس محمود الأمير، مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، أن مركز البحوث التطبيقية التابع لمركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، رصد معدل سقوط الأمطار على مناطق تنمية الوديان من قرية فوكه شرقا وحتى السلوم غرباً، خلال الفترة الماضية، حصاد اكبر قدر من المياه، للاستخدام فى الشرب والزراعة، وبلغ معدل سقوط الأمطار 115 مليمتر.
وأوضح المهندس محمود الأمير، بأن عملية رصد معدل سقوط الأمطار، لمتابعة حصاد الأمطار وتنمية الوديان، من خلال وحدة الأرصاد الجوية بمركز البحوث التطبيقية، وأنه خلال هذا العام زاد معدل سقوط الأمطار عن الأعوام السابقة، ويقدر المعدل الطبيعى على مدار ستة أشهر 140 مليمتر فى حالة سقوط الأمطار، ويعد هذا العام من الأعوام المطيرة، ومتوقع سقوط كميات كبيرة خلال الفترة المقبلة، خاصة خلال شهرى يناير وفبراير، ومتوقع أن تزيد النسبة عن 200 مليمتر، ليكون عام مبشر بالخير، خاصة فى التجمعات الصحراوية، التى تحتاج إلى هذه المياه التى تستخدم فى الشرب والزراعة وتربية الحيوانات.
وأشار مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، إلى أن سدود حجز مياه الأمطار بمناطق تنمية الوديان التى يتولاها المركز، حصدت خلال العامين الماضيين أكثر من 2 مليون و100 متر مكعب من مياه الأمطار، ويجرى حاليا حصر كميات المياه التى سقط وتتساقط هذا العام، ومتوقع ارتفاع هذه الكمية مع ارتفاع عدد الوديان المستصلحة مؤخراً إلى 45 وداياً، وهذا بخلاف كميات المياه التى يتم حصادها عن طريق الآبار والخزانات والوديان الأخرى فى المناطق المختلفة بصحراء مطروح.
وقال عبد المعطى عبد السميع السنوسى، نقيب الفلاحين الزراعيين فى مطروح، أن هذا العام مميز بسقوط أمطار الخير بكميات وفيرة، ستساهم فى زيادة الرقعة الزراعية، وتوافر المياه للشرب وتربية الحيوانات طوال العام بعد امتلاء الآبار.
وأضاف نقيب الفلاحين، بأن أهالى مطروح، خاصة سكان المناطق الصحراوية، ينتظرون سقوط الأمطار الغزيرة، لملأ الآبار وخزانات تجميع مياه الأمطار، التى يعتمدون عليها طوال العام فى الشرب والزراعة وتربية الحيوانات، كما يسبقون موسم سقوط الأمطار بحرث الأراضى ونثر تقاوى الشعيرو القمح، إلى جانب زراعة أشجار التين والزيتون والبطيخ البعلى، وغيرها من المحاصيل فى الوديان والأراضى الخصبة.
وكشف "السنوسى" أن حوالى 70% من سكان المناطق الصحراوية يعتمدون على الزراعة، و30% يعتمدون على تربية الثروة الحيوانية، وخاصة تربية الأغنام البرقى ذات الجودة العالية التى تشتهر بها محافظة مطروح، مؤكداً أن سقوط الأمطار بمعدلات جيدة هذا العام سينعكس على المزارعين ومربى الحيوانات بشكل جيد هذا العام.
من جانبه أكد المهندس حسين السنينى مدير عام مديرية الزراعة بمطروح، أن محصول الشعير هو المحصول الرئيسى لمزارعى مطروح، ويعتمدون فى زراعته على سقوط الأمطار، مشيراً إلى أن هناك مساحات بالمناطق المطرية تتجاوز 150 ألف فدان لزراعة الشعير، متوقعاً بأن يكون هذا الموسم جيداً مع تتساقط الأمطار بشكل كبير، ليتم زراعة هذه المساحات بالكامل.
وأشار مدير زراعة مطروح، إلى أن نجاح موسم زراعة الشعير يحقق دخل جيد جداً للأهالى، كما أنهم يستخدمون الشعير وبقايا الحصاد وتبن الشعير فى تغذية الأغنام والماعز، وهو ما يعد مصدراً جيدا للأعلاف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة