"فليكن عهدى فى لحمكم أبديًا".. يردد كهنة الكنيسة فى قداس عيد الختان المجيد، الذى احتفل به الأقباط اليوم بالصلاة والتراتيل والألحان القبطية وترأس الأنبا مقار أسقف الشرقية، والعاشر من رمضان، قداس عيد الختان فى كنيسة مارجرجس، اليوم الاثنين، وهو العيد الذى يأتى فى اليوم الثامن بعد عيد الميلاد وتحتفل به الكنائس فى صلاتى عشية ليلة العيد، وقداس فى الصباح.
فى عظة القداس، قال أسقف الشرقية، والعاشر من رمضان، إن عيد الختان المجيد من الأعياد السيدية الصغرى، والتى ترتبط بأحداث هامة وقعت فى حياة المسيح، أما الأعياد السيدية الكبرى، مثل أعياد الميلاد، والغطاس، والصعود والعنصرة، أعياد كبرى، لأنها ترتبط بالمسيح نفسه، بينما أعياد الختان وعرس قانا الجليل، وخميس العهد، ودخول أرض مصر، هى أعياد صغرى؛ لأنها ترتبط بأحداث فعلها المسيح وهو يؤسس الكنيسة الأولى.
قصة عيد الختان المجيد
تعود قصة عيد الختان المجيد، إلى دخول السيد المسيح، إلى الهيكل اليهودى حينما كان طفلًا فى يومه الثامن، وهناك اجتمعت العذراء، ويوسف النجار برجل يدعى سمعان الشيخ، وهو رجل تقى كان قد تنبأ بلقاء المسيح قبل أن يموت، وحين نظر للطفل اعترف به، وقال بأنه المسيح ثم ختنه.
شريعة الختان
يوضح أسقف الشرقية، والعاشر من رمضان فى عظة القداس، أن شريعة الختان أنزلها الله على سيدنا إبراهيم، الذى بدأ بتختين كل الذكور الذين معه كبارا فى السن كعهد، وشرط للدخول فى الإيمان، وفقا لشريعة العهد القديم، أما أول من اختتن وهو صغير فى يومه الثامن كان "إسحق"، أما المسيح فقد أكمل تلك الشريعة، وقبل الختان فى يومه الثامن ككل الذكور وشرع للمسيحيين علامة مختلفة للدخول فى الإيمان ففى حين كانت العهود تؤخذ بالدم فى الشريعة اليهودية، فمن يقبل الختان يدخل عهد مع الله، أما المسيح منح شعبه عهدا جديدا، وهو المعمودية فمن يتعمد يصير مسيحيا ومؤمنا بالمسيح لذلك تسمى "التناصير" مشددًا المعمودية باب ندخل منه إلى المسيحية، فالمعمودية والختان متقابلان فى معانيهما الأول للعهد القديم والثانى للعهد الجديد.
ونصح الأنبا مقار، بتجديد شريعة الختان فى الحياة اليومية، وقال إن أول شئ مطلوب فى عيد الختان، هو ختان القلب، فعلينا أن نخلع الخطية والشهوة ونعيش حياة توبة، لأن المسيح يطلب صفاء القلب من الداخل ويقول "اعطنى قلبك"، هو لا يريد ختانا بالجسد بل بالقلب، وضرب المثل بالقديس بولس الرسول، الذى أجرى عملية الختان فى اليوم الثامن ككل أطفال اليهود، وحينما كبر وسألوه أيهما أفضل الاختتان كاليهود أم الغرلة مثل الأمم فقال لهم: المسيح يطلب الإيمان بالمحبة النابعة من القلب والظاهرة فى كل عمل.
يذكر الأنبا مقار بآية من الكتاب المقدس: "هذا هو عهدى الذى تحفظونه بينى وبينكم وبين نسلك من بعدك، يختن منكم كل ذكر، فتختنون فى لحم غرلتكم فيكون علامة عهد بينى وبينكم ابن ثمانية أيام يختن كل ذكر فى أجيالكم فيكون عهدى فى لحمكم عهداً أبدياً".
ختان الإناث فى الأديان
بينما يشير القس انجيلوس جرجس، كاهن كنيسة العذراء، فى مصر القديمة "أبو سرجة" إلى أن المسيحية واليهودية لا يعرفان ختان الإناث، فالختان الوحيد المقبول هو ختان الذكور تطبيقًا لوصية النبى إبراهيم، مؤكدًا أن ختان الإناث تجرمه القوانين بسبب أضراره الصحية.
واعتبر القس انجيلوس، أن الأعياد فرصة لتجديد العلاقة مع الله داخلنا؛ لأنها تجعل المؤمنين يعيشون إحساس الفرح ويتوحدون فى مشاعر واحدة، ويصلون صلاة واحدة فالعيد هو درس عملى للإيمان مضيفًا: فى العيد نسمع قصص لاهوتية تجعلنا نتعلم فهو اشتراك مع الله بكل الحواس.
عيد الغطاس
من المنتظر أن تحتفل الكنيسة القبطية بعيد الغطاس المجيد الأسبوع المقبل، ويسبقه صوم حيث يحتفل به يوم الحادى عشر من شهر طوبة، وهو عيد تعميد المسيح شابًا فى نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان وهو أحد أسرار الكنيسة السبعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة