تحدى تلو الآخر تطلقه إيران المثخنة بالعقوبات الأمريكية، وبات صانع القرار الإيرانى لا يمل من مسلسل تصعيده مع الولايات المتحدة وإسرائيل وتحدى المنطقة برمتها والقرارات الدولية، وبعد يوما من عملية إطلاق قمر صناعى إلى الفضاء باءت بالفشل ورغم تحذيرات واشنطن وتنديدها بانتهاك قرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، خرج الرئيس الإيرانى حسن روحانى وأعلن أن بلاده ستكون مستعدة لإطلاق قمر صناعى جديد فى غضون أشهر، متجاهلا تحذيرات أمريكية وأوروبية من القيام بمثل هذه الخطوة.
طهران التى تطفئ هذا الشهر شمعة العام الأربعين لثورتها الإسلامية، تعتبر أن صمود نظامها أمام تهديدات القوى الدولية انتصارا لها رغم العقوبات التى تنهكها من الداخل ورغم ما تحاول تصديره إلى الخارج بأن العقوبات لن تفت فى عضدها، تتعمد تكرار تجربة إطلاق قمر صناعى للفضاء مجددا، رغم ما قد يكون ذلك خرقا للقرار الأمم 2231، وقال روحانى"حققنا الكثير فى مجال تكنولوجيا الأقمار الصناعية ونسير فى الطريق الصحيح. المشاكل المتبقية بسيطة وسوف تُحل فى غضون أشهر وسنكون مستعدين ثانية لإطلاق" قمر صناعى.
حسن روحانى
ولاقت عملية الإطلاق أمس إدانات دولية، فمن جانبها أدانت وزارة الخارجية الفرنسية بشدة، المحاولة الإيرانية الفاشلة لإطلاق قمر صناعى، وحثت طهران على وقف جميع التجارب الصاروخية الباليستية. وقالت أنييس فون دير مول، المتحدثة باسم الخارجية فى بيان: "البرنامج الباليستى الإيرانى مصدر قلق للمجتمع الدولى وفرنسا".
وأضافت "ندعو إيران إلى عدم المضى قدما فى تجارب صاروخية باليستية جديدة تهدف لحمل أسلحة نووية بما فى ذلك منصات الإطلاق للفضاء ونحث إيران على احترام التزاماتها وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولى".
كما اتّهم وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، إيران بتشكيل تهديد صاروخى بعد تحديها تحذيراته ومضيها قدما فى محاولة وضع قمر اصطناعى فى المدار، باءت بالفشل. وكرر بومبيو اتهامه إيران بخرق القرار 2231 الذى أصدره مجلس الأمن الدولى فى 2015 دعما للاتفاق النووى المبرم بين طهران والدول الكبرى، والذى خرجت منه الولايات المتحدة.
وكتب بومبيو على تويتر "النظام الإيرانى تحدى المجتمع الدولى والقرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بقيامه بعملية إطلاق إلى الفضاء اليوم". وتابع بومبيو إن عملية إطلاق الصاروخ "تظهر مرة جديدة أن إيران تسعى للتمتع بقدرات صاروخية متطوّرة تشكل تهديدا لأوروبا والشرق الأوسط".
ورغم الإدانات لم يتم تقديم أى طلب إلى مجلس الأمن لمناقشة التجربة الإيرانية ما إذا كانت تنتهك قرار 2231 أم لا، ولك تعلق البلدان الضامنة للاتفاق النووى على تهديدات طهران برفع تخصيب اليورانيوم لـ 20%، التى جائت على لسان مساعد الرئيس الإيرانى ورئيس منظمة الطاقة الذرية علي أكبر صالحى الذى أكد على أن بلاده فى مقدورها لو أرادت، استئناف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في غضون 3 أو 4 أيام فقط.
وعلى صعيد آخر، مع تعاظم الدور الإيرانى فى سوريا وازدياد مخاوف إسرائيل من هذا التواجد، خرج اليوم قائد الحرس الثورى محمد على جعفرى ليعلق على تحذيرات رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتانياهو قائلا "ستبقى الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مستشاريها العسكريين، وقواتها الثورية وأسلحتها فى سوريا" طالما أن الحكومة السورية الشرعية تطلب ذلك.
ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلى، تهديدات علنية لإيران أمس، بشأن وجودها فى سوريا، قائلا: "أنصح إيران بمغادرة سوريا سريعا، لأننا لن نتوقف عن سياستنا الهجومية"، حسبما ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.
ورد القائد العام للحرس الثورى الإيرانى، اللواء محمد علي جعفري، على تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وتوعده بـ"سقوط صواريخ إيران على رأسه". وقال اللواء جعفرى على إسرائيل أن تخشى اليوم الذى ستنهال فيه صواريخ إيران الدقيقة فوق رئوس الإسرائيليين.
ووصف المسئول الإيرانى تهديدات نتنياهو بالمضحكة والمثيرة للسخرية. وتوجه لرئيس الوزراء الإسرائيلى قائلا: احذر من اللعب بذيل الأسد. وأعتبر قائد الحرس الثورى الإيرانى، أن صبر بلاده على استهداف إسرائيل لقواتها فى سوريا فيه حكمة كبيرة.