خيّم الحزن على عزبة الأدهم التابعة لقرية قصر نصر الدين بمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، بعد وصول خبر وفاة أحد أبناء العزبة ويدعى باسم عيد عبد الخالق الأدهم، بعد حالة من الغموض أحاطت باختفائه استمرت 15 عاما فى إيطاليا.
سافر "باسم" الابن الأكبر لوالده منذ أن كان عمره 14 عاما بحثا عن لقمة العيش، كى يعمل مع خاله بإيطاليا، ويساعد والديه وأشقائه الخمسة 3 أبناء وابنتين فى توفير لقمة العيش.
وتواصل "باسم" مع أسرته على مدار 5 سنوات متصلة بعد سفره، ودعا خلال هذه الفترة شقيقيه "سمير، محمد" للعمل معه بإيطاليا وإرسال المال إلى الأسرة بالقرية، وطوال الـ5 سنوات ظل يحفر فى الصخر ليكون مستقبله، ويوفر لقمة العيش له ولأسرته، لكى يستقر ويتزوج بعد ذلك، إلا أن القدر بدل أحلامه، واختفى فى ظروف غامضة وانقطعت أخباره عن أسرته منذ عام 2004.
كانت أسرته تعيش على أمل أن يكون حيا، وظل أشقاؤه يبحثون عنه فى كل مكان إلا أنهم لم يصلوا لنتيجة لبحثهم المتواصل عن شقيقهم، إلا أنهم فوجئوا منذ أيام قليلة بإبلاغهم بالعثور على جثمان شقيقهم، وطلبت السفارة المصرية الحصول على عينات لمطابقتها بالجثة، وكشفت الفحوصات تطابق العينات وأن الجثة لشقيقهم.
"اليوم السابع" توجه إلى منزل الأسرة بعزبة الأدهم، حيث يجلس والده على كرسى أمام المنزل ينتظر وصول جثمان نجله الأكبر لدفنه لمثواه الأخير بعد أن اطمأن قلبه على مصير نجله بعدما كان يعيش على أمل أن يجد نجله على قيد الحياة طوال الـ15 عاما الماضية.
وقال والده "عيد عبد الخالق الأدهم" البالغ من العمر 76 عاما، إن نجله الأكبر سافر وعمره 17 عاما بمعرفة خاله إلى إيطاليا بحثا عن لقمة العيش، مشيرا إلى أن نجله كان يتواصل معهم خلال الـ5 سنوات الأولى بعد سفره، وكان يطمئنهم عليه وعلى استقرار حياته فى إيطاليا، ثم بعد ذلك وجه الدعوة لشقيقيه سمير ومحمد للسفر إليه والعمل معه.
وأضاف الأب، أن اتصالاته بنجله انقطعت بعد سفره بـ5 سنوات، ولم يعرفوا إلى أين ذهب وما مصيره؟ مشيرا إلى أن شقيقيه دخلا فى رحلة بحث طويلة عن شقيقهم ولم يتوصلا إلى شىء، مضيفا: "عشت أنا ومراتى وولادى على أمل أن باسم يظهر من تانى ويكون حى مش ميت وكان عندنا أمل أنه يكون حى ويتصل علينا".
وأضاف الأب: "فوجئنا منذ أيام بأشخاص يتصلون بشقيقيه فى إيطاليا ليخبروهما بالعثور على جثمانه، وقاما بنقله للمستشفى، وأخذ عينات منهما وتبين تطابقها مع العينات المأخوذة من الجثة، وتأكدنا من أنه نجلى "باسم".
وأكد الأب أنه تلقى خبر وفاة نجله الأكبر بهدوء وصبر، محتسبا إياه عند الله شهيدا، مضيفا أن زوجته أصيبت بانهيار عصبى بعد علمها بوفاة نجلها الأكبر، حيث كانت تعيش على أمل أن يكون نجلها على قيد الحياة.
وأضاف أنهم تلقوا اتصالا من المسئولين بوزارة الخارجية للاستفسار عن علاقاته وأصدقائه وعما إذا كانت هناك خلافات مع أحد كانت سببا فى وفاته من عدمه، قائلا: "ابنى سافر مع شاب من المنصورة واللغز فى زميله ده وأكيد عارف ابنى حصل فيه ايه، وننتظر وصول جثمانه لدفنه بمقابر القرية وتلقى العزاء فيه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة