قال الشيخ نفيع الله عشيروف، المفتى العام والرئيس للإدارة الدينية المركزية لمسلمى القسم الأسيوى من روسيا الاتحادية، إن الوقت الراهن ومنذ قرون كانت روسيا بلد تميز وما يزال بوجود تعايش سلمى بين المسلمين والمسيحيين وغيرهم، و قليلا ما نجد له مثالا فى بقعة أخرى من الأرض.
وأوضح عشيروف، فى تعليقه على مشاركته فى مؤتمر الأوقاف الـ29، حول:"بناء الشخصية الوطنية وأثره في تقدم الدول والحفاظ على هويتها"، المنعقد غدا السبت: المسلمون في روسيا رغم اختلافهم بالدين عن باقي أعضاء المجتمع أصبحوا عاملا مهما من عوامل تطور البلاد وازدهارها، حيث أنهم يشكلون جزءا لا يتجزأ من المجتمع الروسي بكونهم من سكان البلاد الأصليين.
وتابع: باسمى شخصيا وباسم مسلمى روسيا الاتحادية أعبر عن فائق شكرنا وعميق احترامنا مقرونة بمحبتنا لجميع الحاضرين، ولهذا الوطن الكريم جمهورية مصر العربية، أدام الله عزها وأمنها، مطالبا الدعاة أن يقوموا في نشاطهم الدعوي المبارك وسط الشعوب بتسليط الضوء على مبادئ الإسلام السمحة وعلى منجزات الثقافة الإسلامية ودورالعلماء المسلمين ومساهماتهم ودورهم في رفد النهضة الحضارية في العالم أجمع".
وأكد عشيروف، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن العلاقات الإنسانية بين جميع أعضاء المجتمع لابد أن تنبني على الحكمة القرآنية وعلى الوصايا والتعاليم التى أكد عليها الرسول عليه الصلاة والسلام فى أحاديثه التى تغرس فى نفوس المسلمين اللطف والعدالة والأمانة وحب الخير من أجل تحقيق العدالة للجميع، حيث هذه الصفات الحميدة هى التي مكنت المسلمين الأوائل من بناء مجتمع عظيم الذي بدأ بفرد واحد وهوالرسول عليه الصلاة والسلام.
و دعا عشيروف، لأن يعيش المسلمون في أوطانهم و مجتمعاتهم بالسلم و الوئام مع غيرهم، وأن يكونوا قدوة حسنة بالتعامل مع غيرهم سواء من ناحية التصرف الأخلاقي الحسن والتقدم العلمي لكي لا يمنحوا أعداء الإسلام فرصة أكثر مما منح لهم تنظيم داعش الإرهابي بجرائمه الوحشية ارتكبها في بلاد الاسلام و العديد من دول العالم - ليتهموا المسلمين بالتطرف والعنف والإرهاب، مع العلم أن الإرهاب محرم بإجماع المسلمين بشتى صوره، بل لعله لم توجد قضية معاصرة يكون عليها من الإجماع مثل الإجماع على حرمة أعمال الإرهاب.
وشدد على أهمية دورالخطباء في ايجاد روح التعاون والاحترام المتبادل في المجتمع بين جميع بني آدم، مضيفا أن الدين الإسلامي يقدم لنا مفاهيما عامة لبث روح التعايش السلمي والإحترام مع الآخرين على أساس القيم الإنسانية المشتركة التي تنبع من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، مؤكدا أن فكرة الغلو و التطرف و الارهاب التي نشأت و انتشرت في العالم ولدت قلقا و خوفا في المجتمع الدولي بأسره، وطلب هذا الواقع توحيد الجهود العلمية و الفكرية و السياسية لبحث الأسباب واتخاذ التدابير العاجلة لمكافحة و منع هذا الخطر الفكري، لأنه ليس هناك شك في أن التطرف هو أحد عوامل زعزعة الأمن والاستقرارفي المجتمع، ومن أخطر أشكال التطرف هو التطرف ذو الصبغة الدينية أو القومية، وهو خروج صريح عن منهج وغاية الدين، وكذلك عن عـلة وجود الشعوب وهو التعارف والعيش بسلام - كما حددها الله سبحانه وتعالى.
وقال عشيروف: إن التعاون الحقيقي الذي يدعو إليه الإسلام يجب أن يهدف إلى إزالة الشكوك و الخلافات والمواجهات والدعوة إلى التضامن والتعاون بين الناس والمجتمعات والحضارات على البروالتقوى و ليس على الإثم و العدوان التي حرمها الله لجميع البشر، وأن يكون الهدف من التعارف والتعاون بين الناس الخير للجميع وضمان الحقوق الغير، و من أخلاقيات الإسلام العظيمة الرحمة بمخلوقات الله تعالى التي تشمل كل البشر مسلمين و غيرمسلمين وحتى البهائم، وهذه المبادىء القرآنية الحكيمة جاءت لترسيخ الأمن والسلام في المجتمع، كما تزرع هذه الإرشدات الربانية في قلوب الناس السليمة شعورالقرابة والإحترام وتبعد شعورالعدوان والبغض بين أعضاء المجتمع الإنساني، وتشكل أساسا لإرساء قيم السلام و العدل و المساواة بين الناس والحضارات والثقفات المختلفة.