لا يقتصر عودة شركة مرسيدس للعمل فى مصر، على كونها شركة أجبنية عادت للعمل بعد توقفها قبل أن تُجرى مصر إصلاحات اقتصادية، حيث يحمل القرار دلالات خارجية وداخلية تنعكس بالإيجاب على الاقتصاد المصرى، وهو الأمر الذى أوضحه عدد من العاملين بقطاع السيارات وخبراء الاستثمار، مؤكدين أن عودة الشركة ذات السمعة العالمية علامة ثقة للاقتصاد المصرى، علاوة على دعمه لقدوم المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية للاستثمار فى مصر.
خالد سعد الأمين العام لرابطة مصنعى السيارات
فى البداية قال خالد سعد الأمين العام لرابطة مصنعى السيارات، إن عودة شركة مرسيدس للعمل فى مصر دليل على الثقة العالمية فى الاقتصاد المصرى، مشيرًا إلى أن ثقة المستثمرين فى الاقتصاد المصرى سوف ينعكس على المنتجات المصرية من خلال ضخ استثمارات جديدة بالسوق.
وأضاف سعد لـ "اليوم السابع" أن تأثير خطوة عودة مرسيدس سوف تنعكس على الشريحة المتعاملة مع الشركة كأثر ثانى لعودة الشركة، حيث إن البطل فى الأمر هو ثقة الأجانب فى السوق المصرى، خصوصًا وأن عملاء مرسيدس فى مصر يشكلون 7% من السوق.
الدكتور هشام إبراهيم أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة
من جابنه قال الدكتور هشام إبراهيم، أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة، إن عودة شركة "مرسيدس بنز" الألمانية العملاقة لصناعة السيارات، لتجميع السيارات فى السوق المصرية، يعد قرارًا هامًا من شركة دولية لها سمعتها الدولية الكبيرة فى قطاع الصناعة، ورسالة إيجابية للمستثمرين والشركات داخل وخارج مصر تؤكد الثقة فى مناخ الاستثمار وقدرة مصر على جذب رؤوس الأموال الأجنبية، وتحسن مؤشرات أداء الاقتصاد المصرى فى ظل نجاحات برنامج الإصلاح الاقتصادى.
وأضاف الدكتور هشام إبراهيم، أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن آلية عمل الشركة فى مصر من الممكن أن تدعم استيراد مدخلات الإنتاج للسيارات واستيراد المواد الخام من الخارج بالموارد المالية الذاتية للشركة، بما يوفر النقد الأجنبى الذى كان يتم تدبيره من قبل البنوك المصرية، إلى جانب أن التصدير إلى الخارج، يؤكد على توافر النقد الأجنبى ودعم أرصدته.
وأكد الدكتور هشام إبراهيم، أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة، على أن عودة عملاق السيارات الأوروبى للعمل فى مصر من شأنه أن يدعم من التنافسية داخل السوق المصرية، بما يعود على السعر والجودة الخاصة بمنتجات السيارات، ويدعم القدرة على التصنيع والتصدير إلى الخارج.
ولفت الدكتور هشام إبراهيم، أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة، إلى أهمية قطاع التصنيع والتصدير إلى الخارج، فى ظل الموقع الجغرافى الخاص بمصر، وأنها ملتقى لـ3 قارات هى أفريقيا وأوروبا وآسيا بما يتيح نفاذ الصادرات المصرية لنحو 150 دولة فى القارات الـ3 وأسواق يزيد عدد المستهلكين بها عن 5 مليارات نسمة، ويدعم أرصدة النقد الأجنبى، بما يعود على الاقتصاد المصرى بالكثير من المؤشرات الإيجابية، مشيرًا إلى أن الشركات وداوئر الاستثمار العالمية تهتم بتلك القرارات الخاصة بالشركات العالمية، بما يدفع مستثمرين آخرين إلى ضخ المزيد من رؤوس الأموال والعملة الصعبة فى شرايين الاقتصاد المصرى، سواء فى مشروعات جديدة أو توسعات فى مشروعات قائمة بالفعل.
وتتكون مصادر العملة الصعبة التى تدعم الدخل القومى لمصر، من الصادرات وعائدات قطاع السياحة والاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتحويلات المصريين فى الخارج التى وصلت إلى مستوى قياسى بنحو 26 مليار دولار خلال العام المالى الماضى، وإيرادات عبور قناة السويس.
محمد ريان رئيس مجلس إدارة إحدى شركات السيارات
فى السياق نفسه، قال عمرو سليمان، سكرتير شعبة السيارات بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن عودة مرسيدس بنز للتجميع فى مصر عودة صحية لمزيد من التنافس فى مجال تجميع السيارات، مؤكدًا فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن هذه الخطوة جاءت بعد تدخل من الرئيس عبد الفتاح السيسى بنفسه لإنهاء أية أزمات أو معوقات للشركة فى مصر، وهذا يدل على مدى دارية الرئيس بأهمية هذه الخطوة لما بها من إضافة للصناعة والاقتصاد المصرى بشكل عام، مشيرًا إلى أن علامة مرسيدس علامة مهمة وقرار رجوعها للتجميع المحلى سيجعل هناك منافسة حقيقة لصالح المستهلك المصرى.
بدوره قال محمد ريان رئيس مجلس إدارة إحدى شركات السيارات فى تصريحات خاصة لليوم السابع إن عودة مرسيدس بنز لتجميع السيارات فى مصر يعد إضافة كبيرة لسوقنا المحلية، مشيرًا إلى أن الشركة صرحت بعمل مصنع جديد مما يجعل هذا في صالح الاقتصاد المصرى، بالإضافة لوجود فرص عمل تسهم بشكل كبير فى نمو اكثر للاقتصاد وتوفير فرص عمل، مؤكدًا أن تجارة السيارات سوف تتأثر إيجابيا نظرا لوجود تنافسية أكبر من الماركات، وبالتالى كل هذا يصب فى مصلحة المستهلك المصرى.
جدير بالذكر أن شركة "مرسيدس بنز" العالمية، اليوم الجمعة، عن عودة خطوط مصانعها فى مصر لتجميع السيارات مجددًا، وذلك بعد أسابيع قليلة من لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى، عضو مجلس إدارة الشركة، ورئيس قطاع الإنتاج بشركة مرسيدس بنز الإلمانية، يأتى هذا بعد أن أعلنت الشركة فى مارس 2015 توقف استثماراتها الخاصة بتجميع السيارات فى مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة