نتناول كوبا من المياه وننتظر نتائج صحية جيدة لما يحمله الماء من فوائد عدة للجسم، منها المحافظة على وظائف الدماغ والتخفيف من الوزن وكذلك من الصداع، بالإضافة إلى تنقية الجسم من السموم، ولكن ماذا لو تحول الماء إلى سم جديد ينتقل لك ويهدد حياتك.. هذا ما قد يحدث لك للأسف فى ظل التلوث المستمر لمصادر الشرب.
وهناك قائمة من الأمراض التي تنقلها المياه، والتي تسببها الميكروبات المسببة للأمراض المنتشرة عبر المياه الملوثة، ويحدث انتقال هذه العوامل الممرضة أثناء استخدام المياه المصابة للشرب، وإعداد الطعام، وغسل الملابس، ومعظم الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه في جميع أنحاء العالم تؤثر بشكل رئيسي على الأطفال بسبب قلة النظافة وضعف المناعة.
كما أن الأخبار السيئة فى هذا الشأن، هو أن معظم هذه الأمراض مهددة للحياة، وحوالي 844 مليون شخص يفتقرون حتى إلى خدمات مياه الشرب الأساسية، وهو ما يسهل انتشار مثل هذه الأمراض الخطيرة، بالإضافة إلى ذلك، يستخدم ما لا يقل عن 2 مليار شخص مصدر مياه الشرب الملوث بالبراز، ويمكن لمصادر المياه هذه نقل الأمراض والتي ارتبطت بحوالي 502 ألف حالة وفاة بالإسهال كل عام، وذلك وفقا لاحصائيات منظمة الصحة العالمية "WHO".
وما يزيد على ذلك، أنه في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل يفتقر 38% من مرافق الرعاية الصحية إلى أي مصادر للمياه، و19% منها إلى خدمات الإصحاح المحسنة و35% منها إلى المياه والصابون لغسيل اليدين.
أمراض الماء
الأمراض المنقولة بالماء
ووفقا لما ذكره موقع " News - medical " الطبى، تتسبب الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض والإفرازات السامة وغيرها من الملوثات معًا، في حالات خطيرة مثل الكوليرا والإسهال والتيفود وداء الأميبات والتهاب الكبد، بالإضافة إلى التهاب المعدة والأمعاء والجرب.
1- الإسهال
الإسهال هو الأكثر شيوعا بين جميع الأمراض التي تنقلها المياه، ويؤثر بشكل رئيسي على الأطفال دون سن الخامسة، وتشمل الأعراض الدوخة والجفاف وفقدان الوعي في الحالات الشديدة، وعادة ما يستمر لمدة أسبوعين ويمكن أن يصبح قاتلاً إذا لم يُعالج.
2- الكوليرا
وينتج ذلك أساسًا عن بكتيريا عن طريق استهلاك الأطعمة الملوثة أو مياه الشرب، وتشمل الأعراض الإسهال والقيء والحمى وتقلصات البطن، وتحدث الكوليرا في الغالب عند الأطفال، ولكن يمكن أن تؤثر أيضًا على البالغين، كما أنها تؤدى إلى معدل وفيات مرتفع بشكل مزعج بين الأمراض التي تنقلها المياه.
3- حمى التيفود
تحدث حمى التيفود بسبب بكتيريا السالمونيلا المنقولة عبر المياه الملوثة، ويعاني المرضى عادة من نوبات طويلة من الحمى، وفقدان الشهية، والغثيان، والصداع، والإمساك، وفقدان وزن الجسم، ويجب الاهتمام الفوري لعلاج التيفود في المريض، وكذلك لمنع انتشار هذا المرض المعدي.
4- داء الأميبات
وهو ناجم عن طفيلى يؤثر على الأمعاء، والذى ينتقل فى البيئة الملوثة، وتشمل الأعراض الشائعة للداء الأميبي تشنجات البطن والبراز المائي.
5- إلتهاب الكبد أ
عادةً ما يكون التلوث عن طريق الفم، بينما ينتشر أيضًا من خلال الاتصال الجسدي مع شخص مصاب، ويمكن أن يعاني مرضى التهاب الكبد الوبائي أ من الأعراض الشائعة مثل الحمى والغثيان والقيء، ولكن يمكن أن يعانوا من مضاعفات شديدة إذا لم يتم علاجهم في الوقت المناسب.
أمراض الماء
كيفية انتقال الأمراض من خلال الماء؟
ووفقا لما ذكره موقع " waterbornediseases"، يلعب تغير المناخ دوراً حاسماً في تفشي هذه الأمراض، ويزيد نزول الأمطار الغزيرة من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه، كما أنه قد تم تسجيل عدة حالات من تفشي العدوى الوبائية بعد الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات.
وكثيراً ما تسبب الكوارث الطبيعية مثل الزلازل أو الأعاصير الرئيسية تغيرات جذرية في النظام البيئي للأجسام المائية، وفي بعض الأحيان، تكون البيئة المنشأة حديثًا مواتية لنمو نوع معين من العوامل المسببة للمرض، وتصبح المياه غير المعالجة من هذه المصادر ضارة للاستخدام الروتيني.
كما أن مجرد إهمال عمال النظافة في محطات معالجة المياه يمكن أن يتسبب أيضًا في إلحاق أضرار جسيمة بالمجتمع، خاصةً في البلدات الصغيرة حيث لا توجد أجهزة تنقية للمياه في منازلهم، وأيضا يؤدي الاستخدام المستمر للمياه الملوثة للأغراض الزراعية بسبب نقص المياه النقية في المنطقة إلى استعمار مسببات الأمراض في التربة، واستهلاك المحاصيل في هذا المجال بالذات قد يعرض السكان إلى الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض.
أمراض الماء
كيف تقى نفسك من الأمراض المنتقلة فى كوب الماء؟
يتم استخدام الأدوية المضادة للبكتيريا والطفيليات والفيروسات للعلاج تبعا لطبيعة المرض، ومع ذلك فإن الاحتياطات الشائعة للحفاظ على البيئة المحيطة يمكن أن تقيك من الإصابة من الأساس، وذلك فى خطوات منها:
- الحفاظ على النظافة الشخصية ونظافة جميع الأدوات المستخدمة فى الشرب.
- التأكد من تنقية مياه الشرب الخاصة بك من خلال تصفيتها وتنقيتها باستخدام الفلتر مثلا.
- ينبغي أن تكون المياه المستخدمة للطهي في المنزل نقية بنفس القدر.
- تجنب الأغذية في الشوارع.
- تغطية وتخزين الطعام بأمان في المنزل.
كما أن إجراء فحوصات صحية وحملات توعية والتثقيف حول المخاطر والاحتياطات الشائعة أمر مهم، فبصرف النظر عن الاحتياطات على المستوى الفردي، يتم استخدام العديد من الطرق الأخرى بما في ذلك إعادة التدوير الشامل للمياه وعزل الكربون للسيطرة على الأمراض التي تنقلها المياه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة