"مديحة" ست بـ100 راجل.. امتهنت تصليح الأحذية من عمر 8 سنوات، متحدية نظرات المجتمع وعادات وتقاليد المكان الذى تعيش فيه، وتفخر بمهنتها التى تعلمتها على يد أبيها، وكافحت حتى زوجت أخواتها وربت وعلمت نجليها من العمل فى هذه المهنة.
يبدأ يومها منذ الساعة السابعة صباحًا، بالقيام بأعمال المنزل وشراء المتطلبات من السوق، وبعدها تقوم بفتح محلها للعمل حتى الساعة العاشرة مساءً، وبين حين وآخر تدخل المنزل الملاصق للمحل لكى تقوم بتحضير الطعام، وتأتى مسرعة للمحل عند وصول زبون جديد لها وتظل تمارس عملها.
تعيش مديحة توفيق محمد، 64 سنة، فى مدينة بلبيس، فى محافظة الشرقية، وهى السيدة الوحيدة، التى تعمل فى مجال تخيط الأحذية بمدينة بلبيس، وتعمل فى محل ملك لها، وتفخر بمهنتها.
تقول "مديحة": "الشغل الحلال مش عيب، ودى صعنة أبويا الله يرحمه، علمنى صعنة أكل منها، وعمرى 8 سنوات، كنا تسعة أشقاء، وكان والدى يعمل فى مهنة تصليح الأحذية لكى ينفق علينا وعندما توفى فجأة، دخلت مجال العمل بعزم، ووقفت مكانه فى المحل حتى زوجت 3 من أخواتى، وبعدها تزوجت من شخص مكافح يعمل مكوجى، وعشيت فى منزل الزوجية وأصبح لى محل خاص، ورزقنا الله بولدين قدرنا الله على تربيتهما وتعليمهما".
وعن حبها للمهنة قالت: المهنة دى فى دمى وفخورة بيها، وبعمل فيها منذ 58 سنة عندما كان عمرى 8 سنوات، حتى تمكنت من الإجادة التامة لها، وأعمل فى خياطة الأحذية على يدى وعلى الماكينة ولكن بعض الزباين يفضلون الخياطة اليدوية لأنها أمتن وتعيش كثيرا".
وتتابع "مديحة" حديثها: "عندى زبائن من كل حتة من البندر والأرياف الناس بتتعامل معايا من زمن، وعارفين إن عندى ضمير وإخلاص فى شغلى حتى لما تركت محل والدى وتزوجت وفتحت محل خاص بى كل الزبائن اللى كانت بتتعامل معايا جت لى محلى الخاص".
وبالرغم من أن "مديحة" بلغت من العمر 64 سنة عامًا، إلا أنها محبة لمهنتها، التى رضعتها منذ الصغر، وتجد فيها تجديدا للحياة، وأن الحركة أفضل من الجلوس فى المنزل، مفتخرة ومعتزة بالمهنة، التى فتحت منزلها منها وكبرت نجليها، وأن أمنيتها فى الحياة أن تؤدى فريضة العمرة فى العام الجديد.
وقال عدد من الزبائن المترددين على محل الست مديحة، أنها أم مثالية وسيدة مكافحة تستحق أن يتم تكريمها من مديرية التضامن الاجتماعى ضمن مسابقة الأمهات المثاليات، لأنها كافحت مع زوجها، واقتحمت مجال العمل مع الرجال فى المهن الصعبة، وتحظى بمحبة واحترام أهالى مدينة بلبيس.