انطلقت صباح اليوم أعمال الدورة الرابعة من القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، والتي يستضيفها لبنان، بمشاركة من جميع الدول العربية عدا سوريا نظرا لكون عضويتها مجمدة في جامعة الدول العربية، وليبيا التي أعلنت اعتذارها عن عدم الحضور، في حين يترأس وفد مصر خلال أعمال القمة وزير الخارجية سامح شكري.
ويتناول القادة العرب خلال القمة – وفقا لجدول الأعمال الذي نوقش خلال الاجتماعات الوزارية التحضيرية للقمة – 29 مشروعا وبندا تشمل كافة القضايا محل الاهتمام المشترك للدول العربية، وتتعلق بكافة مناحي الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، علاوة على مبادرات واستراتيجيات في مجال الأمن الغذائي والطاقة والقضاء على الفقر وحماية النساء والاستراتيجية العربية للطاقة المستدامة ومجال الاقتصاد الرقمي وغيرها.
وكان رؤساء الوفود الرسمية العربية قد وصلوا إلى العاصمة اللبنانية بيروت اعتبارا من صباح الأمس، وكان في استقبالهم في مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
ومن المقرر أن تبدأ أعمال القمة بجلسة افتتاحية علنية يعلن فيها الرئيس اللبناني ميشال عون، افتتاح أعمال الدورة الرابعة، ثم يلقي رئيس وفد المملكة العربية السعودية وزير المالية محمد عبد الله الجدعان كلمة باعتبار أن بلاده كانت ترأس الدورة الثالثة للقمة، على أن يعقبها كلمة للرئيس اللبناني رئيس الدورة الرابعة للقمة، ثم كلمة يلقيها الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط.
وفى جلسة العمل الأولى (علنية) يجري النائب الأول لرئيس البنك الدولي الدكتور محمود محيي الدين، مداخلة حول موضوع تمويل التنمية، يعقبها كلمات للقادة العرب، ثم يقيم الرئيس اللبناني مأدبة غداء على شرف القادة العرب ورؤساء الوفود، ثم تعقد جلسة العمل الثانية (علنية) يستأنف خلالها القادة العرب كلماتهم بالإضافة إلى كلمات لممثلي المنتديات، على أن يعقبها جلسة العمل الثالثة (مغلقة) والمقرر خلالها اعتماد ومناقشة مشروع جدول الأعمال واعتماد مشاريع القرارات و"إعلان بيروت".
وتُختتم القمة العربية الاقتصادية بجلسة ختامية علنية يتحدث فيها الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز، باعتبار أن بلاده سترأس للدورة الخامسة للقمة، على أن تكون الكلمة الختامية للقمة اليوم للرئيس اللبناني ميشال عون رئيس الدورة الرابعة للقمة.
وكانت القمة العربية الاقتصادية الأولى، قد استضافتها دولة الكويت عام 2009، في حين استضافت مصر بمدينة شرم الشيخ الدورة الثانية من القمة عام 2011، فيما عُقدت الدورة الثالثة فى الرياض بالمملكة العربية السعودية عام 2013.
وعقب ذلك أعطى الرئيس اللبنانى ميشال عون الكلمة لرئيس وفد المملكة العربية السعودية رئيس الدورة السابقة للقمة محمد بن عبد الله الجدعان وزير المالية حيث أكد أن انعقاد القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية فى دورتها الرابعة ببيروت، يأتى فى وقت تواجه فيه الأمة العديد من التحديات، وانشغالها فى قضايا تستنفد مواردها بدلا من أن تستثمر كل دولة عربية مواردها فى العيش الكريم.
وشدد الجدعان ـ فى كلمته بالجلسة الافتتاحية للقمة العربية التنموية اليوم ـ على ضرورة أن نكون أكثر حرصا على توحيد الجهود فى مواجهة زعزعة الاستقرار، وتبنى سياسات تدعم العمل العربى المشترك وتعزز الروابط العربية.
كما أكد وزير المالية السعودى على أهمية تعزيز التجارة العربية البينية وإزالة ما يواجهها من عقبات والعمل على تعزيز دور القطاع الخاص العربى والاستثمارات العربية.
وأشار إلى أن المملكة ستعيد طرح مقترحها السابق بدمج القمة العربية الاقتصادية فى القمة العربية الدورية العادية، ودراسة هذا المقترح مرة أخرى، بحيث تكون المواضيع التنموية بندا مستقلا على جدول أعمال القمة العربية العادية.
وقال إن سبب طرح المملكة لهذا المقترح مرة آخرى أن آلية الانعقاد الدورى للقمة التنموية تعقد كل 4 سنوات، وهذا لا يتناسب مع التطورات المتسارعة فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية، ولا يتسق مع تلك التطورات.
وأضاف أن القمة العربية التنموية من الصعب عقدها بمفردها بشكل سنوى، ومن هذا تقترح المملكة دراسة مقترحها بدمج القمة التنموية مع القمة العربية العادية لتكون القضايا التنموية والاقتصادية بندا دائما ومستقلا على أجندة القمة العربية السنوية.