اليأس والإحباط وفقدان الأمل كلها مشاعر سلبية إذا تمكنت من شخص ستجعله "ميت بالحياة"، وهذا ما كان يتوقع حدوثه مع عبد الرحمن أحمد الطويل، إلا أنه قرر اتخاذ مفاهيم حياتية أخرى تمامًا، جميعها تتحلى بالتفاؤل والصبر والعزيمة، وهذا هو سر نجاحه رغم ما تعرض له هذا الشاب من إحباط فى بداياته.
لم يتجاوز عمره الـ 18 عامًا، فهو يدرس فى الصف الثالث الثانوى فنى صنايع، ويعيش فى محافظة "قنا"، ويروى لـ"اليوم السابع" بدايته التى كانت بدون مبالغة مأساوية، فيقول: "حصلتلى حادثة فى عينى تسببت فى إنى أفقد واحدة منهم وقعدت سنة فى البيت عشان اتأقلم مع الوضع الجديد، وفى سبتمبر 2017 عملت عملية زراعة قرنية عشان المظهر الخارجى، لكن فى الحقيقة هى زجاج ومش بشوف بيها".
لم يفقد عبد الرحمن ثقته فى المستقبل بعد أن أصبح يعيش بعين واحدة، وظل يحمد الله عز وجل على الابتلاء مرددًا قوله تعالى: "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"، وكان دعائه فى كل صلاة هو "ربنا يعوضنى خير".
لكن ما حدث بعد ذلك مع عبد الرحمن لم يكن مشجعًا على الإطلاق، حيث دخل فى مجال تجارة "مزرعة الدواجن" لمدة 6 أشهر خسر خلالها رأس ماله، لكن ابن "قنا" المكافح ذو الشخصية المثابرة لم يستسلم للفشل، وفى شهر أبريل الماضى بدأ فى متابعة الرسامين على "اليوتيوب"، ويروى التفاصيل ويقول: "بقيت أدخل على اليوتيوب اتفرج على الرسامين، وخدت قرار إنى اتعلم، وبدأت ارسم ابن عمتى، وبعدها لقيت تشجيع من أهلى مكنتش متوقعه، واستمريت فى الرسم، ونزلت رسوماتى على فيس بوك، بس زى ما لقيت اللى بيشجعنى كان فيه اللى بيحبطنى برده، بس ما استسلمتش".
نشر عبد الرحمن صور الحوائط التى رسم عليها على مواقع التواصل الاجتماعى فوجد تفاعل كبير للدرجة التى دفعت البعض إلى أن يطلبوا منه الرسم فى منازلهم، ليتطور الأمر معه ويشارك فى معرض "ملتقى الدولى للفنون" بعد أربعة أشهر فقط من تعلمه الرسم، الخطوة التى كانت بمثابة تكريم معنوى على مجهوده وإصراره.
واختتم هذا الفنان الطموح كلامه عن أحلامه قائلًا: "أنا فى الوقت الحالى برسم من الصبح لحد المغرب على الحائط، ولما برجع بعيش حياة تانية مع البورتريه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة