أكد رئيس مجلس النواب الدكتور على عبد العال، أن ما حققته مصر من إنجازات على المستويات الاقتصادية، الاجتماعية، والأمنية، خلال السنوات الأربع الماضية، والتى لم تذهل المصريين فقط، بل أذهلت الخبراء والمؤسسات الدولية، يعود إلى وجود قيادة سياسية تمتلك رؤية أمينة على الدولة وشعبا له إرادة فى التطوير والبناء.
وقال الدكتور عبد العال- فى حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط فى الكويت اليوم الأربعاء، على هامش زيارته الرسمية، والوفد البرلمانى المرافق له- أن ما حققته مصر من إنجازات خلال الفترة الماضية، لم يكن سيتحقق، إلا بالإيمان بقدرة الدولة على تنفيذ تلك الإنجازات، رغم موجات الإرهاب القوية التى تعرضت لها.
وأضاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يؤمن دائما بقدرة المصريين على التغيير، وهو ما جعل الدولة تواصل حربها الشرسة ضد عناصر الإرهاب الذى يحاول عرقلة جهود التنمية من جانب، والاستمرار فى مشروعات التنمية والتطوير لبناء مصر الجديدة من جانب آخر، وهو ما مثل تحديا، أذهل الجميع على مستوى العالم.
وفيما يتعلق بأولويات الأجندة التشريعية، وأهم القوانين التى أقرت، قال رئيس مجلس النواب أن المجلس أنجز العديد من التشريعات خلال الفترة السابقة، منها 507 تشريعات بقانون، و342 قرارا بقانون تم إصدارها قبل صدور الدستور، وألزم الدستور المجلس مناقشتها وإقرارها خلال 15 يوما، وهو ما نجح المجلس فى إنجازه فعليا.
وأضاف أن المجلس سيتولى- فى إطار الأجندة التشريعية خلال الفترة المقبلة- قانون الإجراءات القانونية الذى يتضمن أكثر من 400 مادة، والتجديد للعديد من نصوصه بهدف الوصول إلى العدالة الناجزة، وكذلك جعل المحاكمة فى الجنايات على درجتين، محكمة الجنايات كدرجة أولى، ومحكمة الاستئناف كدرجة ثانية، فضلا عن محكمة النقض، وكذلك قانون الإدارة المحلية، الذى يعد من أهم القوانين المنتظرة.
وأشار إلى أن المجلس استمع لجميع أطراف قانون الإدارة المحلية (وزير التنمية المحلية، المحافظون الحاليون والسابقون، وأساتذة الجامعة) للوصول إلى منظومة للإدارية المحلية تعتمد على المفردات الحديثة مثل عدد من الدول المتقدمة فى هذا الشأن من بينها فرنسا واسبانيا، لإخراج إدارة محلية قريبة من المواطن من جانب، وأن تكون سريعة فى اتخاذ القرار وتتفادى الروتين من جانب آخر، ليقوم النظام الجديد على أن سكان المحافظة هم الذين يديرون أمور محافظتهم.
ولفت عبد العال إلى أنه من أهم القوانين المنتظرة أيضا، قانون الجمعيات الأهلية، الذى لا يزال فى مرحلة المناقشة المجتمعية حيث تم إصدار القانون، لكن لم يتم إصدار لائحته التنفيذية حتى الآن، لوجود عدد من التحفظات عليه، وهو ما جعل الرئيس السيسى يحيل القانون إلى مرحلة الحوار المجتمعى، لحين الاستقرار على شكله النهائى، وهذا لا يعنى أنه قانون سيء، لأنه قانون تم إصداره وفقا للمواصفات العالمية، من خلال الشفافية فى الإنفاق، مع وجود مراقبة فى الصرف، لكن البعض رأى أنه لا يحقق الهدف منه، وهو ما يتم العمل على تحقيقه حاليا من خلال الحوار المجتمعى لإمكانية تعديله.
وبالنسبة لإذاعة الجلسات على الهواء مباشرة، قال عبد العال أن هناك لبسا فى هذا الموضوع، فهناك علنية للجلسات، وهو يتحقق من خلال حضور الصحافة فى شرفة الصحافة بالمجلس، ومتابعتها لوقائع الجلسات، مشيرا إلى أنه تم وقف البث على الهواء، نظرا لأنه فى الفترة الأولى كان هناك عدد كبير من مشروعات القوانين التى حتم الدستور مناقشتها خلال 15 يوما فقط، ولوحظ انشغال بعض النواب بالكاميرات والتى تسبب تشتيتا لأذهانهم، وهو ما أدى إلى اتخاذ قرار عدم إذاعة الجلسات على الهواء.
وأضاف عبد العال قائلا "نحن أول مجلس فى تاريخ الحياة البرلمانية فى مصر، يحقق الثقافة البرلمانية، فنحن استقبلنا طلبة من جميع كليات الحقوق، والعديد من المدارس، لحضور العديد من جلسات المجلس، والاطلاع على التجربة البرلمانية عن قرب".
وحول الإنجازات التى تحققت على مدار السنوات الأربع الماضية، أكد رئيس مجلس النواب أن الدولة المصرية نجحت خلال الفترة الوجيزة الماضية فى تحقيق نجاحات مدوية، سواء على المستوى الاقتصادى أو المستوى الأمنى، والذى يعد أساسا للنجاحات الاقتصادية.
وأوضح أنه على المستوى الاقتصادى، تمكنت الدولة على سبيل المثال وليس الحصر، من إضافة 25 ألف ميجاوات إلى شبكتها الكهربائية، ليتحول عجز الطاقة الكهربائية، الذى عانت منه مصر خلال فترة طويلة، إلى فائض لأول مرة، بالإضافة إلى بدء الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، من خلال محطة الطاقة الشمسية العملاقة فى أسوان، والتى ستكون نواة للمزيد من المحطات فى صعيد مصر، وكذلك إنشاء 7 آلاف و500 كم طرق مطابقة لأول مرة للمواصفات الدولية، إنشاء مزارع سمكية تعتبر من الأكبر على مستوى العالم، بالإضافة إلى مشروع قناة السويس الجديدة، الذى أدى فعليا إلى زيادة دخل القناة السنوى، كذلك مشروعات الأنفاق الجديدة أسفل القناة، لربط ضفتيها من أجل تحقيق عمليات التنمية فى أرض سيناء، وكذلك العاصمة الإدارية الجديدة، التى ستضم جميع الجهات والهيئات الحكومية، من أجل تخفيف الضغط عن القاهرة.
وفيما يتعلق بأثر الإنجازات التى تحققت على جذب الاستثمارات الخارجية، قال الدكتور عبد العال أن جذب الاستثمار يتمثل فى مجموعة من العوامل، تتوافر جميعها فى مصر، وفى مقدمتها موقعها الجغرافى المميز فى قلب العالم، التحديث والتطوير الذى تم بالمرافق، الطاقة، البنية التحتية، كذلك المحفزات التى احتواها قانون الاستثمار الجديد، نظام الشباك الواحد، اتساع السوق المصرى الذى يضم نحو 100 مليون مواطن، فضلا عن الاتفاقيات الدولية المتعددة الموقعة مصر عليها، من بينها الكوميسا، النيباد، الاتفاقية العربية، الاتفاقية مع السوق الأوروبية، والميركسور الخاصة بأمريكا اللاتينية.
وأكد عبد العال أنه نتيجة لجميع تلك العوامل، إضافة إلى الاستقرار الأمنى الذى تعيشه مصر حاليا، بدأ الاستثمار الأجنبى فى التزايد بشكل فعلي؛ حيث أنه على سبيل المثال أعلنت شركة (مرسيدس) العالمية للسيارات مؤخرا، استئناف نشاطها فى تجميع السيارات فى مصر، كذلك استنئاف شركة خطوط طيران (بريتيش إير واى) لرحلاتها إلى مصر، وكذلك الطيران الروسى، بالإضافة إلى رغبة العديد من الشركات العالمية فى زيادة حجم استثماراتها فى مصر، خاصة فى ظل التقديرات الإيجابية للاقتصاد المصرى من كبريات المؤسسات الاقتصادية فى العالم.
ولفت رئيس مجلس النواب إلى أن ما تحقق خلال العام الماضى وحده، يدعو للفخر والاعتزاز؛ حيث أن مصر نجحت خلال عام واحد فقط، فى خفض معدلات البطالة إلى أقل من 10%، ارتفاع إيرادات قطاع السياحة إلى 9 مليارات دولار، ارتفاع معدل النمو إلى ما يقارب 5ر5%، وصول عائدات قناة السويس لـ5.7 مليار، الانتهاء من إنشاء 12 محطة كهرباء، إنجاز 512 مشروعا إسكانيا بتكلفة اقتربت من 50 مليار جنيه، منها 144 ألف وحدة سكنية متوسطة واجتماعية، تنفيذ 26 مشروعا بقطاع الطرق، بتكلفة 18 مليار جنيه، تضمنت إنشاء 2600 كم، و41 كوبرى ونفقا ومحورا مروريا.
وأشار إلى أن حجم الاحتياطى من الغاز الطبيعى ارتفع خلال العام الماضى بنحو 8 أضعاف، ليصل إلى 70 تريليون قدم، فضلا عن إطلاق مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى، للكشف عن (فيروس سى والأمراض غير السارية)؛ والتى تم الانتهاء من المرحلة الأولى منها، بفحص 20 مليون مواطن، وكذلك إجراء نحو 62 ألف عملية جراحية بالمجان فى مبادرة الرئيس للقضاء على قوائم الانتظار.
وعلى المستوى الأمنى، أكد رئيس مجلس النواب أن ما حققته مصر فى حربها على الإرهاب يدعو للفخر، نظرا لعدم وجود دولة فى العالم، نجحت فى تحجيم الإرهاب بالإمكانيات التى تملكها سوى مصر، بفضل تضحيات رجال القوات المسلحة البواسل، ورجال الشرطة المدنية.
وفى هذا الإطار، ثمن الدكتور عبد العال جهود القوات المسلحة فى مواجهة الإرهاب، والتى نجحت فى تدمير البنية التحتية للعناصر الإرهابية بصورة ملحوظة؛ حيث مثل الإرهاب المخطط، أبرز التحديات التى واجهت مصر فى عصرها الحديث، إلا أن الدولة تمكنت من الانتصار عليه، بعد أن دفعت ثمنا غاليا وعزيزا من دماء أبنائها الشهداء من رجال القوات المسلحة، الشرطة المدنية، والمواطنين الأبرياء، لتسير فى طريق تحقيق الأمن والاستقرار، جنبا إلى جنب مع طريق التنمية والبناء.
وفيما يتعلق بانعكاس عملية التنمية والنمو الاقتصادى على المواطن، أوضح الدكتور عبد العال أن معدلات النمو المتزايد، بدأت فعليا فى الانعكاس على حياة المواطن، لكنه يحتاج إلى مزيد من الوقت لكى يشعر بذلك الانعكاس، لافتا إلى أن نتائج النمو المتزايد ظهرت من خلال انخفاض معدلات التضخم، بدء التنفيذ المرحلى لمشروع التأمين الصحى، تنفيذ حملة الكشف عن فيروس سى، الوحدات السكنية التى تطرحها الدولة للمواطنين، خاصة وحدات محدودى الدخل التى توليها الدولة أهمية كبيرة، تنفيذ مشروعات الصرف الصحى وفق برنامج زمنى مكثف، وإنشاء الطرق الجديدة، التى من شأنها توفير الوقت والمال على المواطن.
وعن زيارته الرسمية الحالية إلى الكويت، قال رئيس مجلس النواب أن الزيارة جاءت بدعوة من رئيس مجلس الأمة الكويتى مرزوق على الغانم، فى إطار العلاقات الأخوية والتعاون الوطيد بين برلمانى البلدين، مشيرا إلى أنه التقى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ونقل له تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسى، وجدد الدعوة له لزيارة القاهرة خلال الفترة المقبلة، وتوجيه كلمة إلى الشعب المصرى من داخل قاعة البرلمان؛ حيث أكد له أمير الكويت قيامه بزيارة مصر قريبا، مؤكدا دعم الكويت ومساندتها إلى مصر فى كل ما تحتاجه لتعزيز أمنها واستقرارها.
وأضاف أن ما لمسه خلال لقاءاته مع كل من أمير الكويت، وولى العهد نواف الأحمد الجابر الصباح، ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، من حب جارف إلى مصر، يعكس واقعيا حجم العلاقات الأخوية الوطيدة والتاريخية بين البلدين الشقيقين، سواء على المستوى الرسمى أو الشعبى، خاصة فى ظل تناغم الرؤى بينهما تجاه العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
كان رئيس مجلس النواب قد وصل إلى الكويت والوفد البرلمانى المرافق له يوم السبت الماضى، فى زيارة رسمية تستغرق 5 أيام، التقى خلالها أمير الكويت بحضور ولى العهد الشيخ وكذلك رئيس مجلس الوزراء الكويتى، بالإضافة إلى عقد جلسة مباحثات رسمية مع رئيس مجلس الأمة الكويتى، وزيارة كنيسة مارمرقص للأقباط الأرثوذوكس المصرية بالكويت.