فى قلب العاصمة الإسبانية مدريد تتألق مصر بحضارتها ومقاصدها السياحية، من خلال مشاركتها فى معرض السياحة الدولة "فيتور"، لتخطو خطوة جديدة فى طريق عودتها للتنافسية العالمية مع كبرى المقاصد حول العالم، على أمل أن يشهد العام 2019 الذى مازال فى بداياته طفرة فى قطاع السياحة بعد أن حقق العام الماضى ما لم يحققه منذ سبع سنوات.
وتشارك مصر هذا العام فى الدورة الـ39 للمعرض الدولى للسياحة والسفر الفيتور «FITURE» المقرر افتتاحه اليوم وتمتد فعالياته حتى 27 يناير الجارى بوفد كبير يمثل القطاع العام والخاص، حيث يرأس الوفد المصرى المهندس أحمد يوسف رئيس هيئة تنشيط السياحة.
ويشارك في افتتاح الجناح المصرى السفير عمر سليم سفير مصر بمملكة إسبانيا، والذى يشهد عرضا لـ26 شركة وفندق مصرى فى قطاع السياحة، إلى جانب شركة مصر للطيران، وتبلغ مساحة الجناح المصري الذي أقامته الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي260 م2.
مكاسب عديدة تعود على السياحة المصرية من المشاركة فى المعرض الإسبانى، فى مقدمتها التواجد المصرى القوى من خلال جناح يتضمن أحدث وسائل العرض الرقمية والتكنولوجية، لنوجه رسالة قوية للعالم بأن السياحة المصرية عائدة بقوة بعد سنوات التوقف، فهذ الترويج والدعاية فى عاصمة هامة مثل مدريد رسالة إيجابية.
والمعرض يضم أكثر من 10 آلاف عارض من مختلف جنسيات العالم، ويمثل أكثر من 165 دولة علي مساحة 54 ألف متر مربع، ويشهد المعرض كل عام إقبالا كبيرا من الزوار يتجاوز الـ300 ألف شخص، كما يحظى بتغطية إعلامية لفعالياته من وسائل إعلام أوربية وعالمية، هذا بالإضافة إلى الفعاليات على هامش المعرض من منتديات سياحية وندوات ترويجية ولقاءات للعارضين تمثل فرصة ترويج كبيرة.
أما ثان المكاسب هو تحقيق اختراق جديد فى السوق الإسبانى وأمريكا اللاتينية وهما بالغان الأهمية بالنسبة للسياحة المصرية، حيث أكد إلهامى الزيات الخبير السياحى أن السوق الإسبانى مهم جدا لمصر، ويأتى منه أعداد كبيرة، وبلغ عدد السياح الأسبان 24 ألف سائحا فى عام 2016، ثم شهد تحسنا كبيرا وبلغت الأعداد 35 ألف سائحا عام 2017 ، أى بزيادة قدرها 60%، فى حين تضاعفت الأعداد خلال موسم الكريسماس الماضى.
أما السوق اللاتينى فتكمن أهميته فى أنه سائح ذو إنفاق مرتفع، ورغم قلة الأعداد مقارنة بالسوق الإسبانى إلا أن العائد منه أعلى بكثير، فهو يساوى فى انفاقه السوق الأمريكى والكندى، وأوضح أن المكسيك والأرجنتين والبرازيل وشيلى وبيرو هى أكبر دول تصدر سياحة من السوق اللاتينى لمصر.
وأشار إلى أن مصر لديها ميزة كبيرة تضعها فى مصاف المقاصد السياحية، وهى السياحة الثقافية والأثار الفرعونية التى لا توجد إلا فى مصر، مشيرا إلى أن السوق الإسبانى وأمريكا اللاتينية تأتى مصر للسياحة الثقافية، فمن حيث الشواطئ هم لديهم شواطئ مميزة جدا ولها شهرة عالمية، ولكن السياحة الثقافية هى عامل الجذب الأول لهم، وهذه السياحة عائدها أكبر بكثير من السياحة الشاطئية.
وتضع وزارة السياحة السوق اللاتينى فى مقدمة الأسواق التى تستهدفها خلال العام الحالى لزيادة الأعداد، من خلال العمل على توفير رحلات طيران بين هذه الدول ومصر وتقديم عروض وبرامج سياحية جيدة، والتواصل مع منظمي الرحلات هناك ودعوة وسائل الإعلام لزيارة مصر ومشاهدة معالمها السياحية.
وأكدت هيئة تنشيط السياحة أهمية مشاركة مصر فى الفيتور الذى يُعد من أهم المعارض السياحية على المستوى الدولى، حيث قال المهندس أحمد يوسف أنه يعتبر ثالث أكبر معرض سياحى دولى بعد بورصة برلين ولندن، وأكبر معرض سياحى للدول الناطقة بالإسبانية سواء فى شبه جـزيرة إيبريـا (إسبانيا والبرتغال) أو أمريكا اللاتينية .
وأضاف أنه بمثابة فرصة حقيقية للالتقاء بشركاء المهنة وصناع القرار السياحي حول العالم، بالإضافة إلى عقد لقاءات مكثفة مع منظمي الرحلات وشركات السياحة والطيران العاملين في السوق الإسباني بصفة خاصة، والالتقاء مع ممثلي وسائل الإعلام العالمية.
ومن المقرر أن يقوم المهندس أحمد يوسف والدكتورة نورا سالم مستشارة وزيرة السياحة للعلاقات الدولية بحضور السفير عمر سليم سفير مصر بمملكة إسبانيا، بالمشاركة فى اجتماعات منظمة السياحة العالمية UNWTO والتى تنعقد في مقر المنظمة بمدريد ومنها منتدى الاستثمار والسياحة بأفريقيا.
وتشارك غرفتا الشركات والفنادق بوفد فى المعرض حيث أكد هشام الشاعر الخبير السياحى عضو غرفة الفنادق لـ"اليوم السابع" أن الفيتور هو أول معرض سياحى تشارك فيه الغرفة فى 2019، ضمن 8 معارض من المقرر أن تشارك بها على مدار العام.
وأوضح الشاعر أنه يعد من أهم 3 معارض سياحية فى العالم، مشيرا إلى أن السوق الإسبانى مهم جدا للسياحة المصرية، وشهد انتعاشة خلال العام الماضى خاصة للأقصر وأسوان، وفرصة هامة لتكثيف الدعاية للمقاصد السياحية المصرية ونحن فى بداية العام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة