كثيرة هى الدلالات التى تكشف ارتباط قطر بدعم وتمويل الإرهاب فى القارة السمراء، حتى وإن حاولت تزييف أسباب توغلها، وبحثها عن موطئ قدم تنشر من خلاله قواتها وتدعم أذرعها الإرهابية المتمثلة فى الحركات الجهادية المتطرفة المتشددة التى تقتل باسم كل ما يخدم مصالحها، وتخصب تربتها بدعم مالى منقطع النظير، لتفاقم معاناة الأفارقة وتزيدهم تمزقًا وفقرًا.
التقارير الإعلامية العالمية على مدار الأشهر الأخيرة، أوضحت محاولة استعادة قطر لنفوذها فى قارة أفريقيا، بدأت بجولة أميرها تميم بن حمد فى دول غرب افريقيا ، وبالتحديد فى ستة بلدان هم مالي وبوركينا فاسو وكوت ديفوار وغانا وغينيا والسنغال، بعد انتكاستها التى يعانى فيها جهدها التخريبى فى دول شمال افريقيا العربية مثل مصر وليبيا ، وتراجع دور الجماعات الإرهابية هناك، والتى تلقت ضربات موجعة وقاتلة فى مصر والعراق وسوريا.
وتحت ستار الدعم والمساعدة فى مجالات مكافحة الفقر، وبحقائب مليئة بالريالات، استطاعت قطر التسلل إلى دول القارة السمراء، إلا أن حقيقة الأهداف تكشفت يوماً تلو الآخر، ليظهر وجه "الحمدين" الحقيقى، وحقيقة أهدافه المتمثلة فى إيصال الدعم بالمال والسلاح واللوجستيات للجماعات المتطرفة، وتوجيه ضرباتهم الإرهابية لزعزعة استقرار الدول بما يصب فى صالح الدوحة، لاستغلال مواردها، فتقارير الخزانة الأمريكية أثبتت إنشاء الدوحة مؤسسات خيرية فى 14 بلدًا إفريقيًا تزدهر فيهم الحركات الإرهابية.
أصابع الاتهام تشير إلى تورط قطر فى تفجير نيروبى
و"كان الخير على قدوم الواردين" مثلًا ساخرًا يعكس ارتباط زيارة وفد عسكري قطري إلى العاصمة الصومالية مقديشو ولقاءه قيادات عسكرية من الجيش الصومالي لبحث تعزيز دعم قطر للجيش الصومالي، بالتفجير الإرهابى الذى وقع فى نيروبى عاصمة كينيا، وراح ضحيته عشرات القتلى والمصابين بتوقيع حررته حركة الشباب الصومالية.
حيث بدأت قطر تتدخل في الصومال عسكريا على غرار التدخل التركي الهادف لزيادة نفوذ تركيا في القارة الافريقية بشكل عام، وقد لحق بهذه الزيارة تسلم الحكومة الصومالية 68 سيارة مدرّعة كمنحة من وزارة الدفاع القطرية للجيش الصومالي.
قطر رفضت تجميد حسابات رجل الأعمال النعيمى الموجود على القائمة السوداء فى الخزانة الامريكية
واعتبرت وزارة الخزانة الأمريكية فى تقرير لها أن قطر هى أحد أخطر الدول الممولة للجماعات المتطرفة والإرهابية في القرن الأفريقي، وعلى رأسها الصومال وحركة الشباب الإرهابية، حيث وضعت رجل الأعمال القطرى عبد الرحمن النعيمى والذى يحظى بحصانة قطرية ورفضت تجميد حساباته، على رأس القائمة السوداء لممولى الإرهاب، وأعلنت قيامه بدعم حركة الشباب الصومالية بمبلغ 250 ألف دولار مؤخرًا، ويتم تحويل الأموال إلى الصومال عبر طريق اريتريا.
قطر تدعم الإرهاب فى مالى بحجة المساعدات والغذاء
وتكشف صحيفة "لوكانار أنشينيه" الفرنسية، قيام قطر مؤخرًا بدعم حركات "التوحيد والجهاد" في غرب أفريقيا و"الانفصاليين الطوارق" فى مالى ، دعما ماليا من قطر بحجة المساعدات والغذاء .
فيما نشرت صحف فرنسية، تقارير قدمتها الاستخبارات العسكرية إلى رئيس أركان الجيوش الفرنسية أكدت أن أكثر من حركة في مالي تستفيد من الدعم المالي القطري، سواء بالحصول على مساعدات لوجستية أو مساهمات مالية مباشرة تحت غطاء جمعيات خيرية وإنسانية تنشط هناك.
قطر تمول خلية عبد القادر المنفصلة عن حركة الشباب والمنضمة لداعش ب100 مليون دولار
فيما أظهرت وثائق نشرها موقع التسريبات الشهير "ويكليكس" استقطاب الدوحة لـ"خلية عبدالقادر مؤمن" التابعة لحركة الشباب الإرهابية في الصومال، والتي أعلنت انفصالها مؤخراً عن الحركة وبايعت تنظيم داعش واستقرت في شمال الصومال، وأصبحت تتلقى التدريبات والتمويلات بشكل مباشر من المخابرات القطرية تحت ستار مساعدات التنمية والإغاثة الإنسانية، حيث مولت الخلية بـ"١٠٠ مليون دولار"، وهناك عملية نقل سلاح داخل الصومال من خلال "جماعة بوكو حرام" الإرهابية والناشطة في أفريقيا، والتي بايعت داعش عبر الشريط الساحلي التي تسيطر عليه عناصر تابعة لداعش.
قطر تدعم التطرف فى منطقة الساحل والصحراء
كما أوضحت التقارير الإعلامية، أن قطر تقدم دعمها للحركات الإسلامية المتطرفة فى منطقة الساحل الصحراوى حيث أرسلت السفارة القطرية فى العاصمة المالية باماكو من خلال جمعية الهلال الأحمر فى مالى مواد بترولية وتموينية للحركات المتطرفة المنتشرة فى شمال البلاد، وأيضا دعمت منظمة الهلال الأحمر القطرية المتواجدة فى النيجر حركة " التوحيد والجهاد" بغرب أفريقيا التابعة لتنظيم القاعدة ، ورصدت الأجهزة الأمنية هناك توجه الارهابى اياد غالى زعيم جبهة " نصرة الاسلام والمسلمين" التى تنشط بمنطقة الساحل الصحراوى الى قطر فى أغسطس 2018.
الارهاب فى افريقيا
الدعم القطرى للارهاب فى أفريقيا يتسع أيضا الى اريتريا ليشمل حركات المعارضة الاسلامية المتشددة وهى حركة الجهاد الاريترية والحزب الاسلامى الاريترى وجبهة التحرير وجبهة الانقاذ بغرض اثارة المشاكل فى أسمرة ومحاولة اسقاط نظام الرئيس اسياسى افورقى.
وحتى لا تخرق قطر عاداتها المقدسة فى كشف سوءاتها بغباء، قررت تصعيد النزاع بين اريتريا وجيبوتى ، حيث قامت بشكل مفاجئ سحب قواتها لحفظ السلام المنتشرة فى المنطقة المتنازع عليها بين البلدين بعد دعم اريتريا وجيبوتى لدول المقاطعة العربية ضد قطر.
السنغال انتقدت التدخل القطرى فى الشأن الداخلى لها
ولم تسلم السنغال من التدخل القطري في الشأن الداخلي، فقد انتقد سياسيون سينغاليون تدخل قطر لدى السلطات السنغالية لإطلاق سراح الوزير السابق كريم واد نجل الرئيس السنغالي السابق عبدالله واد، معتبرين أن الأمر شأن داخلي، لا يحق لأي دولة أجنبية التدخل فيه، وانزعج السنغاليون أكثر عندما غادر كريم واد الأراضي السنغالية متوجهاً للدوحة ساعات قليلة بعيد إطلاق سراحه، عقب أن أعلن ترشحه للرئاسيات المقبلة.
التدخل القطرى فى السنغال
وكان القضاء السنغالي قد حكم على كريم ست سنوات نافذة على ذمة التحقيق بتهمة الإثراء غير المشروع، واختلاس قرابة 200 مليون دولار خلال حكم والده حيث شغل مناصب حكومية سامية، لكن قطر ضغطت على السنغال حتى أطلقت سراحه، وبدأ تحضير حملته الانتخابية لرئاسة السنغال من الدوحة.
دليل تورط قطر بأحداث الإرهاب فى ليبيا
وكان مقتل السفير الأمريكي، جون ستيفينز، عندما تمت مداهمة مبنى السفارة الأمريكية في بني غازي، من قبل جماعة إرهابية، أحد الأدلة على تلطخ يد قطر بالدماء، ودعمها للإرهاب ، وتبين أن مرتكبى الجريمة مليشيات أنصار الشريعة، التي تم إنشاءها من قبل عدد من المتطرفين المنتمين في السابق لكتائب راف الله الصحاتي، والتي شاركت أيضًا في تحالف فجر ليبيا، والذي تم دعمه من قطر، عبر تهريب أسلحة ثقيلة له من خلال الأراضي السودانية.
تورط قطر فى مقتل الأمريكى فى ليبيا
تشاد تطرد قطر من دولتها
ولم تنطلى نعومة الأفاعى على دولة "تشاد" التى انتبهت إلى التحركات المريبة لقطر فى مناطقها الشمالية والتى أثرت على تنمية بلادها، فأعلن الرئيس التشادي إدريس ديبي، قطع العلاقات مع قطر، وغلق السفارة القطرية، معلنًا فى خطاب رسمى لشعبه:" أن قطر ترغب في زعزعة الاستقرار في بلادنا ليس فقط من خلال دعم المرتزقة بل من جانب الإرهابيين، و أن يد قطر هي أيضاً وراء الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء"
تنظيمات ارهابية
الدوحة تستقبل رئيس جنوب افريقيا الذى عزله الحزب الحاكم فى سرية
كما تشير أصابع الاتهام، إلى محاولة الدوحة تدبير خطة للإطاحة برئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، وتسعى بذلك إلى معاقبة بريتوريا، بعدما رفض رامافوزا إقامة علاقات تجارية معها، أما أداة المؤامرة فهي الرئيس الجنوب أفريقي السابق جاكوب زوما، فقد أثارت زيارة سرية لزوما، الذي عزله الحزب الحاكم في فبراير الماضي، إلى قطر التقى خلالها أمير قطر تميم بن حمد، القلق في جنوب أفريقيا، كونها خرجت عن جميع البروتوكولات الدبلوماسية الخاصة بزيارة المسؤولين السابقين الكبار، دون إبلاغ الرئاسة أو وزارة الخارجية أو سفارة جنوب أفريقيا لدى قطر.
لكن في كواليس الزيارة، يبدو أن قطر تحرك أيادي خفية للتدخل في شؤون جنوب أفريقيا بمساعدة الرئيس السابق المتهم بالفساد، حسب الصحيفة.
اتهامات أمريكية لقطر بتمويل معسكر ارهابى فى كينيا
كما تحدث الموقع الأمريكي "small war journal" عن أحدث الاتهامات الموجهة لقطر باستخدام أموالها لتمويل معسكر تدريب إرهابى فى كينيا،مشيرًا إلى أن المجندين من المعسكر التدريبى بكينيا،يذهبون في الغالب عبر الحدود للانضمام إلى الشباب في الصومال، لكن بعض الخريجين ذهبوا للقتال في أماكن أخرى في إفريقيا مع جماعات مثل بوكو حرام".
تفجير نيروبى
استخدام قطر لسلاحها الإعلامى
فيما أطلقت قطر سلاحها الإعلامى المتمثل فى قناة الجزيرة، كفيروس انتشر فى المنطقة الأفريقية، حيث لم تكتف فقط بالبث العربى، بل أطلقت قناة باللغة السواحلية تستهدف قرابة 100 مليون نسمة في جنوب وشرق أفريقيا، وتعمل منذ سنوات على إطلاق قناة ناطقة باللغة الفرنسية تبث من العاصمة السنغالية داكار، لاستهداف سكان غرب القارة السمراء.
تفجير نيروبى 1
حجم الاستثمار القطرى فى افريقيا
وتشير بعض الإحصائيات إلى أن جهاز "قطر" للاستثمار ضخ في السنوات الأخيرة ما يربو على 30 مليار دولار في المنطقة، خاصة في السودان وإثيوبيا ومالي وكينيا وجنوب أفريقيا وموريتانيا، حيث تساهم قطر بنسبة (25%) في رخص استغلال النفط والغاز في منطقة "تاودني" الموريتانية.