بعد عام كامل من الألم والبكاء وقفل التحقيق فى القضية، جاء الحق بيد القانون لينصف قلب أم أغرقتها الدموع حزنا على فراق نجلها، جاء الحق فى تقرير خبير الطب الشرعي ليفتح التحقيق من جديد ليحاسب من قتل ولتحيا بعض النبضات بقلب أم طالما أغرقها الحزن والبكاء.
فمنذ عام شهدت أحد المستشفيات بحى المرج كارثة طبية جديدة، أودت بحياة محمود الطفل الذى لم يبلغ بعد الثلاث سنوات، فانتقل من حياة مليئة بالضجيج والضحك، لصندوق الموت فى صمت لن يتبعه حديث.
"كان يملأ الدنيا سعادة ومرح، كان بيحفظ القرآن بيروح الحضانة، وهو داخل العمليات قالى لا إله إلا الله يا بويا"، بتلك الكلمات بدأ مصطفى أبو خطوة، والد الطفل محمود حديثه لـ"اليوم السابع".
البداية كانت برغبة الأم فى إجراء عملية " اللوز" لطفلها لينتقل من طفل يملأ الدنيا بهجة وسعادة، لجثة هامدة لا حيلة ولا قوة لها.
وتقول والدة الطفل " حجزت فى مستشفى فى المرج وعملت التحاليل المطلوبة والدكتور قال لى كل حاجة مظبوطة، ودخل محمود العمليات الساعة 5 مساء 31 يناير اللى فات، بعد مرور ساعتين على دخول محمود غرفة العمليات، فوجئت بالدكتور بيقولى "السكر زاد عنده ولازم ياخد حقنه أنسولين مائى عن طريق المعدة، بعدها بساعة لقيتهم بيعملوا له عملية اللحمية، لقيت ابنى بيضيع منى فروحت للمدير قالى هات عربية إسعاف عشان إحنا الرعاية عندنا مش كويسة"، مضيفًا: "جبت عربية إسعاف ونقلناه مستشفى تانية فى منطقة عابدين، وكتبوا لى تقرير بالإنجليزى لإثبات حالة الطفل".
وبعد عام من العذاب الذى شهدته أسرة الطفل محمود، ظهر التقرير الطبى بإدانة الطبيب المسئول عن إجراء العملية، وفقا لما ذكره استشارى التخدير بمصلحة الطب الشرعى، والذى نص أن ما حدث من توقف بالقلب عقب الجراحة الأولى هو انسداد فى المجرى التنفسى أثناء الإفاقة لإزالة الانبوبة قبل الإفاقة، وعدم ملاحظة المريض، وعدم اتباع القواعد الطبية وذلك لنزع الأنبوبة ونقل المريض بلا أنبوبة أو تنفس صناعى.
وأضاف استشارى التخدير، أن ما حدث من تشنجات هو تطور طبيعى لتوقف القلب وعدم وصول الأوكسجين إلى المخ لفترة غير قصيرة، أما ما حدث من تعامل الطبيبين مع مضاعفة حدوث نزيف فكان خطأ ، مؤكدا أنه يوجد بالفعل خطأ أو إهمال من جهة طبيب التخدير فى أغلب الحالة عند الإفاقة، وتوقف القلب أما الخطأ الأكيد فهو نقل المريض إلى مستشفى بدون أنبوبة حنجرية ولا تنفس صناعى بالرغم من حالته بعد توقف القلب.