بالتزامن مع إحياء إيران الذكرى الـ40 لقيام الجمهورية يتخذ التوتر مع الولايات المتحدة منحنى تصاعديا فى ظل مساعى إدارة الرئيس الأمريكى لتطبيق استراتيجية تقويض نظامها وتقليم أظافره فى المنطقة وإيقاف وتيرة تطوير برنامجها الصاروخى الذى ترى فيه تهديدا لحلفاءها فى المنطقة وفى مقدمتهم إسرائيل، ويرسم المشهد 3 سيناريوهات قد تلجأ لها واشنطن فى التصدى لإيران، أحدثها كشف عنه صقر الخارجية الأمريكية مايك بومبيو وهو تشكيل "تحالف دولى مناوئ للنظام وداعم للشعب الإيرانى".
بومبيو
بناء تحالف دولى مناهض لإيران (قمة وارسو)
وجاءت كلمة بومبيو لتلهب الأجواء الباردة فى منتدى دافوس واستغل بومبيو منصة دافوس الدولية للدفاع عن السياسة الأمريكية وتوجيه رسائل لخصومه فى إيران والصين وروسيا، وهاجم مجددا السياسات الإيرانية، متهما طهران بأنها "لا تزال تسعى جاهدة للحد من حرية واستقلال العراق".وكشف وزير الخارجية الأمريكي أن واشنطن بحثت أجزاء من خطتها للسلام في الشرق الأوسط مع عدة دول إقليمية، كما شدد على الحاجة إلى "بناء التحالفات" هناك لضمان استقرار المنطقة.و"قد تم بحث أجزاء من الخطة بالفعل مع عدة دول في الشرق الأوسط".
ووصف بومبيو في كلمة عبر الفيديو كنفرانس خلال فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي، إيران بقوة الشر قائلا "إيران قوة شر في المنطقة وسيكون هناك اجتماع لوزراء خارجية معظم دول العالم الشهر المقبل في وارسو لمناقشة كافة القضايا المرتبطة بالشرق الأوسط".
الكلمة جاءت عقب اعلان واشنطن عن قمة دولية فى العاصمة البولندية وارسو فى 14 و 15 الشهر المقبل للأمن والسلام في الشرق الأوسط لبحث سبل مواجهة إيران في المنطقة، ستستخدمها واشنطن كمنصة دولية لممارسة الضغوط على طهران.
حسن روحانى
العقوبات الأمريكية الصارمة
ويأتى سيناريو بناء التحالفات الدولية للتصدى لسياسات طهران عقب سيناريو فرض العقوبات الأمريكية التمثلت فى حزمتين مشددتين فى اغسطس ونوفمبر 2018 بعد انسحابها من الاتفاق النووى فى مايو الماضى، وشملت الحزمة الثانية الشركات التى تدير الموانئ الإيرانية، إلى جانب الشركات العاملة فى الشحن البحرى وصناعة السفن، وقطاع الطاقة الإيرانى، وخاصة قطاع النفط، وفرض عقوبات على البنك المركزى الإيرانى وتعاملاته المالى.
والهدف من العقوبات هو حرمان الاقتصاد الإيرانى من مصادر دخله الأساسية المتمثلة فى عائداته النفطية، من أجل أولا تقييد الاقتصاد الإيرانى وإحداث ضغوط داخلية قد تؤدى إلى ثورة شعبية ضد النظام، أو ان يجبر النظام على تقليص دعمه للجماعات الموالية له وفى مقدمتها حزب الله الذى يعد مصدر قلق لإسرائيل، كما تراهن الإدارة الأمريكية على تشديد العقوبات وشل الاقتصاد الإيرانى لإجبار مسئولو البلاد على الجلوس لطاولة المفاوضات والقبول باتفاق جديد يلقى قبولا لدى ترامب، ويصحح عيوب الاتفاق النووى المبرم فى 2015.
سيناريو الضربة العسكرية
رغم أن مؤشرات بدأت تلوح فى الأفق عن محاولات الصقور الأمريكية الدفع باتجاه شن ضربة عسكرية على إيران، تمثلت فى طلب جون بولتون مستشار الأمن القومى الأمريكى من البنتاجون تزويده بالخيارات العسكرية لضرب إيران، سيناريو رفضه ولى عهد إيران السابق الأمير رضا بهلوى داعيا فى بيان نشره الأسبوع الجارى لخصوم طهران لدعم الحركات التحررية بدلا من ضرب بلاده، إلا أن المراقبين منقسمون حيال هذا السيناريو والبعض يرى أن هذا الخيار يبدو أنه غير مطروح على الطاولة الأن، وأخرون يرون أن الضربة الأمريكية أو الإسرائيلية قد تأتى من بلدان جوارها.
واستعرض الكاتب الروسى كتب بوريس جيريليفسكي، مقالا في "فوينيه أوبزرينيه"، فيه الدول التي يمكن أن تستخدمها إسرائيل والولايات المتحدة للهجوم على إيران، وقال ستكون هناك قواعد لحلف شمال الأطلسي في جورجيا. ففي الاجتماع الأخير، بين وزير الدفاع الجورجي وممثلين عن البنتاجون، تم الاتفاق على بناء مطار عسكري للناتو في الجمهورية.ووفقا لما نشرته وسائل الإعلام الجورجية، يخطط لتوسيع المطار وتجهيزه بمعدات وفقا لمعايير الناتو. ومن المفترض أن يتحول إلى مركز لوجستي رئيس للحلف، وقاعدة للطيران القتالي.
وقال:"الحقيقة هي أن جورجيا قاعدة جيدة لعمليات ضد دول أخرى، على سبيل المثال، إيران. فالحديث، منذ فترة طويلة، لا ينقطع حول استخدام أراضي جورجيا للعدوان على إيران. وهذا ليس مجرد كلام. فجورجيا تقوم منذ فترة طويلة بإنشاء بنية تحتية لوجستية مناسبة، بما في ذلك شبكة من المستشفيات قادرة على استقبال الجرحى.وتوضح أهمية جورجيا كمنطلق للهجوم على إيران اهتمام إسرائيل المتزايد بهذا البلد، حيث تواصل التعاون العسكري التقني مع تبليسي، على الرغم من استياء موسكو من ذلك".
واستبعد الكاتب الروسى فرصة استخدام أراضي تركيا و أذربيجان والعراق في العدوان ضد إيران وبالتالي، وبالتالى فإن أهمية جورجيا كمنطلق للهجوم على إيران كبيرة للغاية، بل يمكن القول إنه لا بديل عنها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة