قال الكاتب الصحفى أكرم القصاص، رئيس التحرير التنفيذى لجريدة اليوم السابع، إن القوى الناعمة هى مجمل المنتج الثقافى الشعبى والنخبوى من الفن والموسيقى والسينما والأمثال الشعبية، وأن صناعة المشروع الثقافى تخرج من المجتمع وهناك اهمية لان يكون لدى الدولة ادراكم لهذه القوة الناعمة.
وأضاف القصاص، خلال لقاءه ببرنامج خطوط تماس الذى تقدمه دينا ابراهيم على قناة النيل للأخبار انه فى سنة 1986 عرضت CIA ، شريط فيديو للاشتراكى الثورى الكبير ريجيس دوبريه، صديق فيدل كاسترو، وكبير مستشارى الرئيس الفرنسى الأسبق «فرانسوا ميتران»، كان يعلن أن هناك قوة فى فيديو موسيقى الروك والأفلام، وبنطلونات الجينز الزرقاء، والوجبات السريعة، وشبكات الأخبار ومحطات التليفزيون، أكبر من الجيش الأحمر للاتحاد السوفيتى، كان يقر بهزيمة المعسكر الاشتراكى أمام نموذج الدعاية الناعم للرأسمالية. وبعد 3 سنوات فقط سقط سور برلين.
وقال القصاص إن مفهوم القوة الناعمة ظهر فى القرن العشرين وتبلور اكثر بعد الحرب الباردة، وطوره الباحث الأمريكى جوزيف ناى، حيث يرى أن الترغيب والترهيب هما القوة الصلبة ، بينما الإغراء والجاذبية هما «القوة الناعمة» الضرورية. وما يسمى الولاء، ليس بالمال ولكن بالتأثير. ويضيف أكرم القصاص أن تأثير الثقافة والفكر المصرى امتد من نهايات القرن التاسع عشر وخلال القرن العشرين، حيث كانت مصر جاذبة لكل الأفكار ونرى افكار جمال الدين الافغانى من افغانستان مع محمد عبد من مصر، وطه حسين ونجيب الريحانى، وبيرم التونسى ونجيب محفوظ وغيرهم. وكانت هذه القوة مؤثرة ولم يكن أحد يسال عن جنسية المثقفين والمبدعين. كما ان افكارا مثل القومية العربية نشأت خارج مصر وصعدت مع التجربة المصرية مع ثورة يوليو.
وأضاف القصاص أن معرض الكتاب الذى بدا عام 1969 كان من اهم علامات قوة المصر الناعمة مثل الإذاعة وصوت العرب والقرآن الكريم التى نقلت فن القراءات المصرى، كما كانت السينما والدراما فى تأكيد نشر اللهجة المصرية بشكل واسع. ويشير القصاص إلى أن التحديث فى توظيف الادوات لايعنى تجاهل المحتوى وان ادوات التكنولوجيا والتواصل هى مجرد اوعية ووسائل والأهم فى عصر الورق او الرقمى هو المحتوى،
وأكد أكرم القصاص ان القوى الناعمة او الثقافة ينتجها المجتمع وأن المشروع الثقافة فى الخمسينيات والستينيات قام على اكتاف وبأفكار كتاب ومفكرين نشاوا فى الثلاثينيات والاربعينيات ، وفى الخمسينيات والستينيات الدولة رعت الثقافة وكانت تعبر عن المجتمع لان المجتمع المصرى والنخب المصرية انتجت المسرح والسينما من الريحانى لروزاليوسف ، وطه حسين الى نجيب محفوظ، وبعدها اسامة انور عكاشة وغيره فى الدراما. بما يعنى ان استعمال الادوات الحديثة والموبايل لايعنى ترك المحتوى، والدليل أن أكثر قناة مشاهدة هى ماسبيرو زمان، وتعرض اعمالا من التلفزيون الرسمى، وهو امر بقدر ما يسعدنا ويؤكد اهمية المحتوى بقدر ما يصيب بالحزن اننا غير قادرين على انتاج محتوى جديدة ونعود للماضي لنؤكد مقولة ان العرب يعيشون على الماضى فى الآثار والبترول، وان مقولة الجمهور عاوز كده يطلقها لصوص الفن والدليل ان القطاع الخاص فى عصر الريحانى وإسماعيل ياسين كان ينتج سينما وفنون راقية وكانت السينما ايضا تمثل مصدرا للدخل القومى بما يعنى ان انتاج الثقافة لايتعارض مع الربح.
وقال رئيس التحرير التنفيذى لليوم السابع إن الإقبال على الكتب المسموعة والفيديو، يكسر الحواجز بالنسبة للأميين، بعد توفر برامج للترجمة المباشرة، لمن يتحدث من خلال الشاشة.مشيرا الى أن التكنولوجيا تقدم للبشر طوال الوقت حلولا ، وان ثورة التكنولوجيا الحديثة إلى مصر خلال السنوات الماضية بدرجة كبيرة، وأصبح الأمر بأكمله فى الشاشة الصغيرة للهاتف الذكى الذى يحمل الكتب والفيديوهات والأفلام المختلفة وغيرها.
وأوضح رئيس التحرير التنفيذى لجريدة اليوم السابع، أن الأطفال الصغار يستخدمون التكنولوجيا أكثر من الكبار بشكل أوسع، لذا تعتبر القدرة على صناعة الوعى جزءا من أدوات الثقافة، مشيرا إلى أن القوة الناعمة المصرية لم تصنعها الدولة فقط، بل صنعها المجتمع المصرى والمثقفون المصريون.
وقال الدكتور حسين البنهاوى عضو المجلس الاعلى للثقافة عن تأثير الثقافة والفنون المصرية القوى الناعمة هى القوة الثقافية، وعندما نتحدث عن الثقافة نتحدث عن كل شئون الثقافة والمجتمع عناصر القوى الناعمة هى كل ما انتجته قرائح المصريين على مدى القرون الماضية. المشكلة اننا نملك هذا الكنز ولاننقب فيه بما فيه الكفاية كانت الثقافة المصرية تقود الثقافة فى المنطقة لان القائمين عليها لايدركون الكنز الذى تحمله الثقافة، معرض الكتاب احد عناصر هذه القوى ملتقى للفكر وحركة التأليف والنشر. وان المعرض استعاد بريقه بافتتاح الرئيس السيسى له، وأشاد البنهاوى بالموقع الجديد لمعرض الكتاب وتنظيمه، مشيرا الى انه زار الكثير من معارض الكتاب فى العالم وان معرض القاهرة من بين المعارض المهمة بالعالم.
وأكد البنهاوى، أنه تابع المعرض على مدى الخميسين عامان وانه اصبح سمة رئيسية فى اجندة الاسرة المصرية والعالم العربى، وقال إن عناصر القوة الناعمة للثقافة المصرية هو كل ما أنتجته القرائح على مدى القرون، ويرى المستشرقون أن الثقافة المصرية أصلب الثقافات فى العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة