بعد تصاعد الأوضاع بشكل سريع فى فنزويلا ، والتى باتت على وشك الدخول فى نفقا مظلما، خاصة بعد أن أعلن رئيس البرلمان الفنزويلى خوان جوايدو وزعيم المعارضة، تنصيب نفسه قائماً بأعمال رئيس البلاد بالوكالة، بدلاً من الرئيس نيكولاس مادورو الذى نجح فى الانتخابات الرئاسية أوائل الشهر الجارى.
وقال جوايدو، أمام حشد كبير من مناصرى المعارضة فى العاصمة كاراكاس : "أقسم أن أتولى رسمياً صلاحيات السلطة التنفيذية الوطنية كرئيس لفنزويلا للتوصل إلى حكومة انتقالية وإجراء انتخابات حرة".
وبمجرد إعلان جوايدو، اعترف الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، به رئيساً لفنزويلا، ودعا فى تغريدة عبر حسابه الشخصى فى تويتر، الدول الغربية إلى الاعتراف به كذلك.
رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو
وأعلن البيت الأبيض: إن "الولايات المتحدة ستستخدم كامل قوتها الاقتصادية والدبلوماسية للضغط من أجل استعادة الديمقراطية فى فنزويلا".
كما أعلنت كل من البرازيل والبارجواى وكولومبيا والبيرو وكندا والاتحاد الأوروبى، اعترافهم برئيس البرلمان الفنزويلى "رئيسا بالوكالة" فى البلاد بدلا من الرئيس مادورو .
ليرد الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو سريعا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وطرد كافة الدبلوماسيين الأمريكيين من البلاد فى غضون 72 ساعة، مؤكدا أن بلاده ستغلق سفارتها وجميع قنصلياتها فى الولايات المتحدة، موضحا أمام مؤيديه: "لا نريد العودة إلى عهد التدخلات الأمريكية.. نحن الأغلبية ونحن شعب هوجو تشافيز، سنبقى فى قصر الرئاسة مع أصوات الشعب الوحيد من ينتخب رئيسا دستوريا لفنزويلا”.
زعيم المعارضة خوان جوايدو
وأعلن "مادورو" فى خطاب قبوله دعوة المكسيك وأوروجواى للحوار بين الحكومة والمعارضة فى فنزويلا من أجل حل الأزمة السياسية التى تعصف بالدولة الواقعة فى أمريكا اللاتينية.
واتهم "مادورو" وسائل الإعلام الدولية بالتلاعب بالوقائع وتجاهل مظاهرات مؤيديه، كما اتهم المعارضة بمحاولة الانقلاب على نظام الحكم، وجاءت تصريحات مادورو بعد حديث لنائب الرئيس الأمريكى مايك بنس، عبر فيه عن دعمه زعيم الجمعية الوطنية الفنزويلية، المعارض جوايدو.
الوضع الذى أدى إلى نزول مئات الآلاف من مؤيديه، ومناصرى مادورو إلى شوارع العاصمة كراكاس، وسط دعوات للجيش وقوات الأمن إلى دعم الديمقراطية وحماية المدنيين، وفى وقت لاحق، اشتبكت الشرطة الفنزويلية مع معارضى مادورو فى شوارع العاصمة، مما أدى إلى سقوط 26 قتيلا ومئات المصابين فى تظاهرات بين مؤيدين ومعارضين.
اشتباكات
وبعد أن أتى موقف الجيش الفنزويلى صريحا، إثر إعلان وزير الدفاع الفنزويلى فلاديمير بادرينو، أن جيش بلاده لن يعترف بإعلان رئيس البرلمان المعارض خوان جوايدو نفسه رئيسا للبلاد، مؤكدا جنود الوطن لا يقبلون برئيس مفروض فى ظل مصالح غامضة أو أعلن نفسه رئيسا بطريقة غير قانونية"، اقترح خوان جوايدو فكرة منح عفو للرئيس الحالى نيكولاس مادورو وحلفائه إذا ساعدوا البلاد على العودة للديمقراطية.
وقال جوايدو "فى المراحل الانتقالية، تحدث مثل هذه الأمور، ويجرى النظر حالياً فى مشروع قانون العفو"، مشيراً إلى أن البرلمان المعارض ينظر فى مبادرة العفو الخاصة بالموظفين والعسكريين، كونها تساعد على استعادة الديمقراطية فى البلاد.
وعارضت روسيا الموقف الأمريكى لتدخلها فى شئون البلاد الداخلية، حيث قال رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسى "دوما" قسطنطين كوساتشوف، إن الولايات المتحدة تتدخل بشكل سافر فى الشؤون الداخلية لفنزويلا.
اشتباكات فنزويلا
وأضاف كوساتشوف ـ "مهما حدث فى فنزويلا، فإن ذلك يعتبر شأنا داخليا لهذه الدولة، ويجب دعم الشعب الفنزويلى من خلال تطوير التعاون مع هذا البلد والمساعدة على حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المتراكمة فيها، وليس من خلال حصارها".
وتابع: "كل السياسات الأمريكية تجاه فنزويلا، بما فى ذلك التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب تعتبر تدخلا سافرا وفظا فى شؤونها الداخلية".
وأشار إلى أن "العالم بات يعرف إلى ماذا أدى تغيير السلطة فى ليبيا بتدخل أمريكى مباشر، والصعوبات التى لا يزال العراق يواجهها والتى كانت سوريا على وشك مواجهتها، وفنزويلا فى صف واحد معها".
كما صرح نائب وزير الخارجية الروسية سيرجى ريابكوف، بأن تصرفات واشنطن تجاه كاراكاس تؤجج الأزمة الراهنة فى فنزويلا، مشيرا إلى أن تنفيذ السيناريو العسكرى سيكون كارثيا، ووفقا له، فإن تصرفات واشنطن تزيد من اشتعال الأزمة.
فوضى فى فنزويلا
مظاهرات فى فنزويلا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة