لا يمكن ونحن يمر علينا الذكرى الثامنة لأحداث 25 يناير، ولا نتذكر جرائم الإخوان التى تزامنت مع جمعة الغضب واليوم الذى تلاها وهو جريمة اقتحام السجون، لتهريب قيادات الإخوان، سقط فيها عشرات من الضباط، بجانب بعض المسجونين خلال عمليات الاقتحام، حيث كان الهدف كان نشر الفوضى والجرائم لإشعال الأحداث فى البلاد.
الجرائم التى ارتكبتها الإخوان خلال تلك الأحداث، كان الهدف منها هو إحداث حالة من الفوضى فى الشارع، تزيد من اشتعال الأحداث فى ميدان التحرير، كما تزيد من الجرائم، بالإضافة إلى تهريب قياداتهم فى السجون.
ميدان التحرير 25 يناير
ولعل أبرز مشهد فى تلك الأحداث كان ظهور محمد مرسى، عضو مكتب إرشاد الإخوان حينها، على فضائية الجزيرة القطرية، رغم أنه كان من بين المسجونين، ولكن تم تهريبه ضمن عمليات اقتحام السجون، بل الأنكى من ذلك هو ظهوره بهاتف الثريا، وهو ما يكشف أن قطر كانت متورطة أيضا فى الأعمال الإرهابية، وأن التخطيط كان مدبرا، فكيف يتم اقتحام عدة سجون، وتهريب هذا العدد من المساجين خلال ساعات قليلة، وهو ما يكشف أن الأمر كان مخطط له فى وقت سابق.
وفقا لحيثيات حكم محكمة جنايات القاهرة ، التى نظرت قضية اقتحام السجون المتهم فيها محمد مرسي، ومحمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان ، وعدد أخر من قيادات الجماعة، فإن الجرائم التى ارتكبها التنظيم كانت هى اقتحام السجون والمنشآت الأمنية وارتكاب جرائم قتل 32 من قوات التأمين والمسجونين بسجن أبوزعبل، و14 من سجناء سجن وادي النطرون، وأحد سجناء سجن المرج، وتهريبهم لنحو 20 ألف مسجون من السجون الثلاثة المذكورة، فضلا عن اختطاف 3 من الضباط وأمين شرطة من المكلفين بحماية الحدود واقتيادهم عنوة إلى قطاع غزة.
حيثيات المحكمة، كشفت طريقة تنفيذ هذه الجريمة، التى راح ضحيتها عشرات الشهداء من رجال الشرطة، حيث أكدت أن جماعة الإخوان في ذلك الوقت لم تكن تمتلك العدة والعتاد الكافيين لتنفيذ تلك الجرائم منفردة، في ضوء إحكام القبضة الأمنية عليها، وهو الأمر الذي يقطع بأن هناك جهات خارجية تدخلت في تنفيذ المخطط حتى أتمته، وهذه الجهات الخارجية ما كان لها مهما بلغت درجة تنظيمها وقوة استخباراتها، بلوغ مقاصدها داخل البلاد والوقوف على تفاصيلها الجغرافية وتحديد أماكن تواجد النقاط الشرطية وأماكن السجون وأمثل الطرق للوصول إليها واستهدافها ثم الهرب والعودة إلى حيث كانت إلا بالاستعانة بعناصر داخل البلاد، والهدف كان نشر الفوضى والجرائم لإشعال الأحداث فى البلاد
هذه الجريمة التى لا زال قيادات الإخوان يحاكمون فيها إلى الآن بعد إعادة نظر القضية، فهى شاهدة على مدى الجرم الذى ارتكبته الجماعة ضد رجال الشرطة فى تلك الفترة، ومنذ ذلك الحين بدأت الجماعة تستهدف رجال الشرطة خاصة مع صعود التيار الإخوانى إلى الحكم، ولكن مع سقوط حكمهم بدأ وجههم الإرهابى يعود من جديد باستهداف أقسام الشرطة والكمائن عبر اللجان النوعية التى شكلها التنظيم لنشر الإرهاب.