5 الآف جنيه، أو أقل قد يقودك للسجن، وتصبح رقماً صحيحاً فى دفافتر السجناء الغارمين والغارمات، هذا الأمر حال عدد من السجناء، الذين يقترضون الأموال لتجهيز بناتهم أو لافتتاح مشروع، إلا أنهم يوقعون على إيصالات أمانة "بيضاء" يتم مضاعفة المبلغ من خلال الطرف الثانى، ليزج بالضحية فى السجن، وهنا تبدأ رحلة الدولة فى انتشال هؤلاء الضحايا من السجون، عن طريق التواصل مع الدائنين وسداد الديون من صندوق "تحيا مصر"، وفقاً لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى "سجون بلا غارمين وغارمات".
طفل غارمة تحمله ضابطة شرطة
قصص حقيقة من واقع الحياة سردها أبطالها الحقيقيون حول الأسباب التى زجت بهم فى السجن، ليجدوا أنفسهم فجأة خلف القضبان محرومين من ذويهم، قبل أن تأتى المبادرات الإنسانية لانتشالهم من السجون.
"منال.ت" إحدى السيدات الغارمات المفرج عنهن بمناسبة عيد الشرطة، قالت: "اقترضت مبلغ 15 ألف جنيه من جارنا لتجهيز شقيقتى حيث أننى العائلة الوحيدة لها فى قريتنا بمحافظة المنوفية.
الغارمات أثناء الإفراج عنهن
وأضافت الغارمة فى حديثها لـ"اليوم السابع"، للآسف الدائن ضعف المبلغ ليصل لـ 60 ألف جنيه، وفشلت فى سداده، ليكون السجن كلمة النهاية، حيث صدر ضدى حكم بالسجن لمدة عامين.
وأردفت السجينة، وسط حالة من الحزن انتابتنى داخل الحزن، كان الأمل موجود، من خلال رئيس الجمهورية، الذى أطلق مبادرة "سجون بلا غارمين وغارمات" فقد سدد صندوق "تحيا مصر" ديوني، لأعود مرة آخرى لأسرتى، واحتفل بشقيقتي، فشكرا للرئيس صاحب الفرح دوما.
الغارمات
قصة "منال" لم تختلف كثيراً فى تفاصيلها عن قصة "شيرين.م" التى دخلت السجن بسبب تجهيز شقيقتها للعرس أيضا.
وتقول الغارمة: "اقترضت 10 آلاف جنيه من جارى لتجهيز شقيقتى العروس، إلا أنه ضعف المبلغ لـ 75 ألف جنيه، ففشلت فى سداد هذا المبلغ الكبير، وصدر ضدى حكم بالسجن لمدة 4 سنوات.
سيدة غارمة
وأضافت الغارمة فى حديثها لـ"اليوم السابع"، كان دخولى السجن صدمة كبيرة، فلدى أربع بنات أصغرهن "رؤى" الرضيعة، وكانت دعواتى داخل السجن لا تتوقف، حتى جاء الفرج، من خلال قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بالإفراج عنى بعد مرور شهر واحد، حيث تم سداد ديونى من صندوق "تحيا مصر".
ووجهت الغارمة نصيحة للسيدات، بعدم تحرير إيصالات أمانة على "بياض" لأحد، لأنه هناك معدومى الضمائر الذين يضعفون المبالغ المالية ويزوجون بالسيدات فى السجون.
غارمة تحضن والدها
تجهيز العرائس ليس السبب الوحيد لدخول الغارمين السجن، ولكن علاج المرضى أيضاً كان أحد الأسباب، فتقول "ياسمين.ص" اقترضت مبلغ 45 ألف جنيه على دفعات لعلاج والدتى المريضة، التى توفت بعد ذلك.
وأضافت الغارمة فى حديثها لـ"اليوم السابع"، للأسف الدائن ضعف المبلغ لـ 66 ألف جنيه، وعجزت عن السداد وصدر حكم ضدى بالسجن لمدة 4 سنوات، قضيت منهم شهرين وسرعان ما جاء قرار الرئيس لينقذنى من السجن، بعد سداد ديونى من صندوق تحيا مصر.
وتابعت الغارمة، لا توجد كلمات كافية لشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي، هذا الإنسان الذى المشغول دوماً بالبسطاء من المواطنين، فقد أعاد الحياة لنا من جديد.
وأقام قطاع السجون بوزارة الداخلية، احتفالية لخروج عدد جديد من الغارمين والغارمات بمناسبة 25 يناير وعيد الشرطة، وحضر الحفل اللواء زكريا الغمرى مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون وعدداً من قيادات القطاع.
وشكل قطاع السجون بوزارة الداخلية، لجاناً فنية وقانونية لفحص جميع القوائم والأسماء التى سيتم طرحها، لتحديد مستحقى العفو من عدمه، خاصة أن هناك أسماء يصعب الإفراج عنها لأسباب قانونية تمنع خروجها من السجن.
وتستبعد الجهات المعنية من قوائم الإفراج المحكوم عليهم فى الجنح تمس الحكومة من الخارج والداخل، والمفرقعات والرشوة، وجنايات التزوير، والجرائم الخاصة بتعطيل المواصلات، والجنايات المنصوص عليها فى القانون الخاص بالأسلحة والذخائر، وجنايات المخدرات والاتجار فيها، وجنايات الكسب غير المشروع، والجرائم المنصوص عليها بقانون البناء، كما لا يسرى على الجرائم المنصوص عليها فى قانون الشركات العاملة فى مجال تلقى الأموال لاستثمارها، والجرائم المنصوص عليها فى قانون الطفل، والجناية المنصوص عليها فى قانون مكافحة غسل الأموال، فيما يشترط للعفو عن المحكوم عليه أن يكون حسن السلوك أثناء تنفيذ العقوبة، وألا يكون فى العفو عنه خطر على الأمن العام، وأن يفى بالالتزامات المالية المحكوم بها عليه، ما لم يكن من المتعذر عليه الوفاء بها.
ولا تترك وزارة الداخلية السجناء المفرج عنهم عقب خروجهم من السجون، وإنما تتواصل معهم من خلال ما يعرف باسم الإدارة العامة لشرطة الرعاية اللاحقة، التى تتواصل مع المفرج عنهم وتحرص على توفير حياة كريمة لهم، من خلال مساعدتهم مادياً وتقديم هذه المساعدات فى احتفالات كبرى تقام فى العديد من المحافظات، فضلاً عن توفير فرص عمل لبعض السجناء لضمان عدم عودتهم للجريمة مرة آخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة