كشفت مجلة "دير شبيجل" الألمانية عن الجحود القطرى إزاء أحد المستثمرين البارزين، حيث كافأه مسئولو الدوحة بإنقاذ قطر من فضيحة قبل كأس العالم لكرة اليد التى استضافتها الإمارة عام 2015 بتحويل حياته إلى جحيم.
وقالت المجلة فى تقرير لها تحت عنوان "الجانب المظلم للعمل فى قطر" إن رجل الأعمال عمار رشيد قد خسر كل شىء شركته وأعماله وثقته، وتلقى خطابا من محامى يعمل لصالح السفارة القطرية فى برلين يقول له أن "يذهب إلى الجحيم".
الجائزة فى بطولة كرة العالم لكرة اليد فى الدوحة 2015
وأشارت المجلة الى أن رشيد قام بصناعة الجائزة الذهبية التى يحملها البطل الحائز على لقب البطولة، وقام بصناعته قبل فترة قصيرة من إقامتها، وكان لديه شركة فى قطر وكان يريد حماية الأمير من فضيحة كبرى. فقد وجد تميم نفسه فجأة بدون جائزة قبيل البطولة لأن الجائزة الحقيقية لم يتم تسليمها فى الوقت المناسب على ما يبدو.
وكان هذا سيكون محرجا للغاية لدولة تلهث نحو الريادة فى عالم الرياضة الدولية ألا تستطيع تقديم جائزة تليق بوضعها، لاسيما وأن تميم يعتبر من أثرى أغنياء العالم. ولم يكن لدى رشيد شك فى أن سيحصل على مكافأة نظير ما قام به.
لكن حتى الآن، وبعد أربع سنوات، لا يزال ينتظر الحصول على أمواله. وبدلا من ذلك تلقى خطابا فى أغسطس مكتوب نيابة عن سعود بن عبد الرحمن ال ثان، الذى يشغل حاليا منصب سفير قطر فى ألمانيا، لكنه فى عام 2015 كان واحد من أهم مسئولى الرياضة فى قطر ومن جلب لقطر حق تنظيم البطولة.
وجاء فى رسالة المحامى أنه لا يجب أن يتصل رشيد مرة أخرى، وهدده بأنه فى حالة قيامه بأى إدعاءات أخرى "لا أساس لها" أو قام بكشف هذه الإدعاءات فسيتم اتخاذ إجراءات قانونية ضده بزعم الابتزاز والإكراه.
رشيد عمار
وتقول دير شبيجل إن هذه القصة تقدم صورة مختلفة لما تحاول قطر تقديمه بأنها كريمة دائما لحد الإسراف فى تنظيم البطولات الرياضية، لكن الإمارة يمكن أن تكون شحيحة ومهينة وتعسفية أيضا بنفس هذا القدر من السخاء، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالظروف الأشبه بالعبودية للعمال فى منشآت كأس العالم أو إزاء الأشخاص مثل رشيد الذى نشأ فى أمريكا ولديه جواز سفر هولندى.
وكان رشيد قد وصل إلى قطر فى عام 2010 وظن أنها أرض الفرص غير المحدودة وكانت أفكاره تتمثل فى منشآت للأحداث الرياضية وللمناسبات.
وكان سعود بن عبد الرحمن رئيس اللجنة الأولمبية القطرية الرجل المسئول عن الفوز بتنظيم بطولة كأس العالم لكرة اليد عام 2015. وقيل أن قطر أنفقت 220 مليون يورو على البطولة. وكان يفترض أن تكون البطولة حدث كبير لشركة عمار رشيد. وقد طلب المنظمون نسخة كبيرة من التميمة الرسمية من الشركة وهى نسخة طولها 5 أمتار مقابل 45 ألف يورو. كانت الشركة ستقدم أيضا منحوت لكرة يد طولة 2.5 متر مقابل 12.400 يورو.
ونظير ما قام به، شكر سعود رشيد. وبحسب ما كتب الأخير، " "لقد وضعت يدك على كتفى وقلت شكر لك على القيام بهذا العمل الرائع لو احتجت أى شىىء فى قطر يمكنك الاتصال بى دائما أو باللجنة الأولمبية الوطنية لقطر".
ويروى رشيد الأحداث بتفاصيل أكبر ويقول أن موظفا متوترا للغاية من وكالة استرالية لتنظيم الفعاليات زاره قبل فترة قصيرة من بطولة كأس العالم لكرة اليد . وكان هناك قلق من أن يتحول حفل الافتتاح إلى فشل. وقال إن الجائرة الجديدة التى أراد الأمير أن تكون موجودة مع بداية البطولة لم تصل إلى قطر فى الموعد. وكانت تقوم بتصنيعها شركة GDE Bertoniفى إيطاليا، وهى نفس الشركة التى تصنع جوائز كأس العالم لكرة القدم. وقال الموظف إنه لا يعرف كيف سيكون رد فعل الأمير لو اكتشف الأمر.
وقال رشيد إنه طلب منه إنتاج نسخة مقلدة سريعا تبدو مثل الحقيقية تماما بحيث لا يعرف أحد الفرق بينهما. وقال إنه قيل له أن الجائزة سيتم تبديلهما بمجرد وصول الجائزة الأصلية. وعلم رشيد أن أمامه أياما قليلة لأن الفريق الأمنى سيفتش الجائزة قبل أن يلمسها الأمير. وطلب رشيد 50 آلاف دولار ووافق الرجل. فحصل رشيد على الرسومات وسلمه فى الوقت.
وعن رد الشركة الإيطالية على ذلك، قالت إن الجدول الزمنى لتصنيع الجائزة كان ضيقا للغاية لتغير الطليات من العميل. وأكدت الشركة لاحقا فيما بعد فى رد مكتوب أن الجائزة تم إرسالها خلال الأيام الأولى من عام 2015.
وتقول المجلة الألمانية إن هناك صور تؤيد رواية رشيد للأحداث وتظهر أن النسخة المقلدة من الجائزة تم تصنيعها فى ورشته ولا تحتوى النسخة على أى ذهب حقيقيى مثل الجائزة التى أنتجتها الشركة الإيطالية. وتأكيد لصحة كلامه، تظهر صور الأمير وهو يحمل الجائزة بيد واحدة كما لو كانت بلاستيكية بينما يفترض أن وزن الجائزة الحقيقية 20 كيلو جرام.