صور.. اليوم السابع داخل وحدات الصحابى بأسوان.. تطوير العشوائيات: تسليم 144 أسرة الوحدات على المفتاح فبراير المقبل.. الأهالى: نعيش مع العقارب والثعابين صيفا ونخشى الأمطار شتاء وننتظر الاستلام بفارغ الصبر

منذ 4 أعوام انطلقت المرحلة الثانية من خطة تطوير منطقة الصحابى بوسط مدينة أسوان، حيث تقع هذه المنطقة على مساحة 15.8 فدان فى قلب المدينة، ويقطن بها نحو 576 أسرة فى ظروف معيشية أقل من خط الفقر، فتوافر الخدمات الأولية للمعيشة مثل مياه والصرف الصحى والكهرباء تعد حلما لأهالى المنطقة، ويعد فصل الشتاء مجرد "كابوس" يتمنون أن يستيقظوا منه سريعا حتى لاتنهى السيول والأمطار على بقايا منازلهم المتهدمة، وبعد مرور سنوات من انطلاق خطة التطوير يرصد"اليوم السابع" ما تم تنفيذه من الخطة على أرض الواقع.

أهالى منطقة الصحابى: تعويضنا بوحدات سكنية ده حلم ننتظر تحقيقه

والتقى "اليوم السابع" بعدد من أهالى منطقة الصحابى بوسط مدينة أسوان، للتعرف على مدى الصعوبات التى تواجههم فى المعيشة غير الآدمية وهل وعود المحافظة بتطوير المنطقة تحققت بالفعل أم مجرد أقاويل فقط، ومن جانبها قالت رضا عبد الحميد، من أهالى المنطقة: "احنا حوالى 14 فردا مقيمين فى البيت، وأزمتنا فى عدم توافر خدمة الصرف الصحى والكهرباء، السقف وحوائط البيت وقعت ومش عارفين نسيب بيتنا ونروح فين ولما بييجى الشتا بنخاف البيت يقع علينا أو يحصل ماس كهربائى من الأمطار، وكل أملنا نلاقى مكان آدمى نعيش فيه من غير خوف أو قلق إننا نبقى جثث تحت أنقاض البيت فى يوم من الأيام، وتعويضنا بوحدات سكنية ده حلم ننتظر تحقيقه".

بدورها قالت مايسة عبد الحميد: "ده منزل والدى من عشرات السنين وكل حلمى شقة تسترنى أنا وأخواتى، وإذا كان فصل الشتا بيكون أصعب وقت علينا كل سنة، فاحنا بنتعذب فى الصيف أكتر لأن الثعابين والعقارب بيكون من افراد العيلة طول الصيف، وبندعى أن محدش من عيالنا يموت من لدغة ثعبان أو عقرب" مضيفة: "فى إحدى السنوات احترق منزلنا بالكامل بعد أن تساقطت الأمطار على أسلاك الكهرباء وحدث ماس كهربائى كاد أن يودى بحياتنا لولا أننا هرولنا إلى الشارع، وحأولنا إخماد النيران بمعاونة الجيران".

إحدى قاطنات المنطقة: أخشى أن استيقظ يوما أجد رضيعتى جثة أسفل جدران غرفتى

أما صابرين الذى تزوجت منذ عامين فى المنطقة، فكل ما يروع أمنها أن تستيقظ يوما وتجد ابنتها التى لم تتجاوز عامها الأول جثة أسفل حائط غرفتها التى تعيش بها منذ زواجها، فتشير قائلة: "كل ما نتمناه شقة أو غرفة بدورة مياه اطمئن على ابنتى الرضيعة بدلا من جدران غرفتى التى تكسوها الشقوق وتكاد أن تسقط علينا خلال نومنا يوما ما".

فى منطقة الصحابى تتشابه الوجوه والمنازل إلى حد كبير، فكل منزل نزوره يفتقر إلى أدنى وسائل المعيشة الكريمة، فغالبية جدران البيوت مهشمة ومتساقطة يسكنها الثعابين والعقارب، ويمكن أن تهوى فى لحظة إذا تبدلت أحوال الطقس فى ليلة وتساقط بضعة امطار عليها، وبرغم أمنيات أهالى المنطقة فى الحصول على ملا أمن لهم، كان للحاجة حكيمة محمد، موقف آخر، فأشارت قائلة: "أعيش بهذه المنطقة منذ 50 عاما، وكل جدران منزلى سقطت وتهدمت من الأمطار والسيول ورغم ذلك يمنعونى من إعادة بنائها، تنفيذا لقرارات الإزالة التى صدرت لكافة المنازل بالمنطقة، لذا فعندما تسقط السيول علينا فنترك منزلنا ونلجأ إلى أى مأوى آخر خوفا من أن يسقط المنزل علينا، فكل ما نرغب به حياة كريمة وتعويضنا بمنازل آدمية".

إحدى أهالى المنطقة: نفسنا تعيش فى مكان نضيف بعيد عن العقارب والثعابين

فى حين قالت الحاجة سعاد سيد، 60 عاما: "احنا نفسنا فى حته نضيفة نعيش فيها وياريت يعوضونى بشقة من ضمن العمارات الجديدة، هتكون أفضل من بيتى اللى العقارب والثعابين بيشاركونى فيه، بالإضافة إلى أوكار المخدرات المنتشرة بالمنطقة"، موضحة أن بعض القائمين على خطة التطوير بالمحافظة بالفعل قاموا بحصر المنازل لدراسة موقف الأهالى من التعويضات، إلا انهم لم يبلغوا احد بموعد تسليم الوحدات السكنية المستحقة لهم.

ورصدت كاميرا اليوم السابع، الوحدات السكنية التى تم تشطيبها من قبل صندوق تطوير العشوائيات ومحافظة أسوان، حيث تتسع الوحدة السكنية إلى غرفتين وحمام ومطبخ ملحقين بها، فضلا عن شرفة مطلة على الشارع، وتصل عدد الوحدات السكنية فى الطابق الواحد نحو 8 شقق، تم تشطبيها على أكمل وجه من أعمال السباكة والكهرباء والسيراميك، وجارى العمل بها لتسليمها وفقا للموعد المقرر لها.

وحدة تطوير العشوائيات بأسوان: 144 أسرة تستلم وحدات سكنية تعويضا لهم فى فبراير المقبل

وفى هذا السياق أكد المهندس حسام يس، مدير وحدة تطوير العشوائيات بمحافظة أسوان، أنه تم إنشاء 3 عمارات ضمن خطة تستهدف إقامة 12 عقارا وتوفير 200 قطعة أرض للأسر، مشيرا إلى 144 أسرة من إجمالى 576 أسرة ستتمكن من استلام وحدات سكنية تعويضا لهم خلال فبراير المقبل، على أن يتم تسليم كافة الأسر لوحدات سكنية آدمية مع نهاية العام الجارى.

وأوضح مدير وحدة تطوير العشوائيات، لـ"اليوم السابع"، أن تكلفة تنفيذ الخطة تصل إلى 103 ملايين جنيه، موضحا أن أهم محاور الخطة هو تعويض سكان المنطقة بسكن أمن ادمى، مخطط بشكل علمى بدلا من إخلائهم من المنطقة الذين عاشوا بها منذ سنوات.