قال وزير التسامح الإمارتى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إن الزيارة البابوية التى سيقوم بها البابا فرنسيس بابا الفاتيكان لدولة الإمارات فى الثالث من فبراير المقبل، والتى تعد أول زيارة على الإطلاق لشبه الجزيرة العربية، ستساهم في بناء الجسور، في وقت تتزايد فيه النزعة القومية والإنعزالية في جميع أنحاء العالم، بحسب ما أوردت الأسوشيتدبرس.
ومن المقرر أن يجتمع البابا مع رجال دين مسلمين بارزين وشخصيات دينية متعددة في لقاء بين الأديان في أبوظبي سيحمل عنوان: "لقاء الأخوّة الإنسانية"، وسوف يحتفل بالقداس مع المسيحيين الذين يعيشون في المنطقة.
ولفت إلى أن وزارته تهدف لبناء الجسور وكسر الجدران التي يحاول بعض الناس إقامتها، والاختباء من ورائها، وأشار إلى أنه مكلّف للتواصل مع المقيمين في الإمارات، من مختلف الأديان والخلفيات، كي نجعلهم يشعرون بالأمان والاحترام.
وأضاف آل نهيان متحدثًا من مجلسه في أبوظبي، وهو عبارة عن مساحة للاجتماعات التقليدية، وتضم السجاد والمنسوجات الجدراية الكبيرة: "إن تعريفنا للتسامح هو فهم الآخر، والتحدث بعضنا مع بعض، وفي نفس الوقت الاحتفاظ باختلافاتنا الخاصة"، وتابع "إن اختلافاتنا، سواء كانت في دياناتنا أو ثقافاتنا أو عاداتنا، هي فسيفساء جميلة".
وقال، إن الجهود المبذولة لتقييد بعض الجماعات والسيطرة على المساجد موجودة لضمان الحماية من الأفكار المتطرفة، ومن قبل "الأشخاص الذين يرغبون في تقديم أجندتهم الخاصة، واختطاف ديننا وتشويهه". وأضاف: "إن لم تتم السيطرة على هذا، صدقوني، سيكون هناك وضع أسوأ".
ويضمن دستور الإمارات حرية ممارسة العبادات الدينية، بشرط ألا تتعارض مع السياسات العامة، أو تنتهك الأخلاق العامة. كما تحظر القوانين التمييز، أو إساءة استخدام أي ضريح مقدّس، أو إهانة لأي دين. ويشكل الهنود أكثر من ثلث سكان الإمارات، مع وجود حوالي 3.3 مليون شخص يقيمون في البلاد. وهناك معبد هندوسي في دبي، وآخر كبير يبنى في أبوظبي على أرض تبرّع بها حكام البلاد. كما تعد الإمارات موطنًا لحوالي مليون كاثوليكي، من ضمنهم مجموعة كبيرة من الفيلبين. وإضافة إلى الكنائس الكاثوليكية، هنالك العديد من الكنائس في الإمارات التي تنتمي لكنائس مسيحية متعددة، ومعبد للسيخ، ومساحة للعبادة اليهودية.
وقال آل نهيان، إن زيارة البابا تسلّط الضوء على انفتاح الإمارات على الناس من جميع أنحاء العالم. وخلال زيارته المنتظرة، من المقرّر أن يلتقي البابا فرنسيس بالشيخ أحمد الطيب، الإمام الأكبر للأزهر، إضافة إلى العديد من الشخصيات الدينية الأخرى. ولفت إلى أنه يتوقع أن يختتم اللقاء بإعلان سيكون بمثابة خريطة طريق للأديان المتعددة، "للعمل على خلق عالم أفضل". وقال: "إنها أقوى رسالة نبعث بها لأولئك الذين يحاولون تقسيمنا، ولأولئك الذين يخلقون انعدام الثقة بيننا".
يذكر أن آل نهيان هو ثاني وزير تسامح في الإمارات تم تعيينه عام 2017، بعد الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وهو واحد من المناصب الحكومية الفريدة التي تم إستحداثها في السنوات الأخيرة، إلى جانب وزراء دولة من أجل السعادة والذكاء الاصطناعي والشباب، وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد أعلنت عام 2019 عاما للتسامح بهدف تعزيز مكانة الإمارات كمنارة للتسامح، حيث يعيش فيها حوالي 200 جنسية وتعمل بسلام. وتتألف الدولة من اتحاد يضم سبع إمارات، بما فيها مدينة دبي الصديقة للسياحة. وتقع البلاد على الجانب الشرقي من شبه الجزيرة العربية، ويقطنها حوالي 9 ملايين نسمة، (حوالي 8 ملايين منهم من الأجانب المقيمين).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة