صدر حديثا عن دار روافد للنشر والتوزيع ديوان جديد للشاعرة هبة عصام بعنوان "ما يبقى من الوزن الزائد".
الديوان هو الثالث بعد ديوانين شعريين الأول بعنوان "حُلّة حمراء وعنكبوت" الصادر عن دار شرقيات بالقاهرة 2008م، والثانى بعنوان "أن تأكلنا الوردة" الصادر عام 2011م عن نفس الدار.
والديوان الجديد يقع فى خمسة وتسعين صفحة من القطع المتوسط، يتألف من أربعين قصيدة على جزأين، حيث يضم كل جزء عشرين قصيدة، الجزء الأول بعنوان "كنوم يفتح عينيه".
ويضم قصائد متفرقة فى موضوعات مختلفة لكنه الجزء الأكثر انعكاسا لذات الشاعرة، أما الجزء الثانى بعنوان "بورتريهات"، حيث تمثل كل قصيدة بورتريه منفصلا لشخصيات معروفة وغير معروفة وأحيانا لمهن معينة كالبيانولا والعرافة، أو تجسيد لأشياء أخرى كالموتِ مثلا في قصيدة "لدواعٍ صحية"، وبالنسبة للشخصيات لم تنوه الشاعرة عن أسماء أصحابها، باستثتاء قصيدة واحدة تحمل عنوان "فيروز".
أما باقى العناوين فلم توضح قصد الشاعرة سواء كانت شخصيات معروفة أو أصدقاء لها، لكنها فى نهاية الديوان وقبل إعطائه لدار النشر بأيام اختتمت قسم بورتريهات ببورتريه أخير بعنوان "لوتس" وهو اسم ابنة الشاعرة، وقد كُتبت قصائد الديوان بين عامى 2012م و2018م، أو لنقل مختارات مما كُتب فى تلك الفترة وذلك لتأخر النشر عدة سنوات، وعن تلك السنوات بين ديوانها الأخير وهذا الديوان تقول الشاعرة أنه كان من المفترض طباعته منذ أكثر من ثلاثة أعوام غير أن انشغالها بمولد طفلتها "لوتس" كان السبب الأكبر فى تأجيل أى مشاريع أخرى، وهبة عصام شاعرة مصرية من مواليد القاهرة، عضو اتحاد كتاب مصر وعضو أتيليه القاهرة للكتاب والفنانين، شاركت فى ملتقيات ثقافية محلية ودولية فى الأردن وإسبانيا والجزائر وتونس وليبيا وسوريا واليمن، إلا أنها انقطعت مؤخرا ولفترة عن التواجد والظهور فى الفعاليات الثقافية وتعود حاليا من خلال هذا الديوان، ومن المقرر إقامة حفل توقيع ديوانها الجديد خلال فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى يوبيله الذهبي 2019م، وذلك يوم الجمعة الموافق 1 فبراير الساعة الثانية ظهراً فى جناح دار روافد رقم "C 41" فى قاعة 2.
...
خمس قصائد من ديوان "ما يبقى من الوزن الزائد" للشاعرة هبة عصام..
نوستالجيا
...
الحنينُ صُوفِيٌّ تائِهٌ
وَجَدَ طريقَهُ حين وَارَبْتُ البابَ،
واعتكَفَ طويلًا،
رَتَّبتُ لَهُ حقيبةَ السفرِ
وتذكَرةً بلا عَودةٍ،
لَكِنَّهُ ادَّعَى المَرضَ ونامَ بنصفِ عينٍ
وفَمٍ مفتوحٍ على آخِرِهِ.
كثيرٌ مِن القسوةِ لن يكفي
لأُلقي بِهِ مِن شُرفَةٍ مُتَهدِّمة.
الحنينُ صُوفِيٌّ بائِسٌ
يَأْكُلُني قِطْعَةً قِطْعَة
ليَسْتَرِدَّ عافِيتَه.
....................................
أنساك
...
بكلِّ هذا سمحتُ..
للفئرانِ أن تقضمَ أظافرَ قدميَّ،
للقططِ الصيَّادةِ أن تُقدِّمَ الكذبَ
في قهوةٍ صباحية،
للغربانِ أن تنعقَ في أذني
وتسقطَ مَيْتَةً حين تغنِّي أمُّ كلثوم:
«أنساك دا كلام؟! أهو دا اللي مش ممكن أبدا»
ولكي يكونَ ممكنًا.. بكلِّ هذا سمحتُ،
للفئرانِ، والقططِ الصيَّادةِ، والغربانِ،
أن تجعلَ المسافةَ غائمةً
كمرآةٍ قديمةٍ،
باهتةً كما تمنيتُ!
.......................................
ميكانيزم
...
اليومَ أيضًا
أرصُّ الكلماتِ الحادّةَ خلفَ الأبوابِ،
وأُثبِّتُ الميكروفون
في فروةِ الجروِ الصغير.
اليومَ يزيدُ وزني
كيلو جرامًا آخرَ مِن سوءِ الظن،
وأَرشُّ القسوةَ فوقَ رؤوسِ المارةِ.
اليومَ أيضًا أبدو كوحشٍ بَريٍّ،
و غدًا.. سأُلوِّنُ زجاجَ المنزلِ
كي لا يلمحَ العابرونَ
هشاشةَ الجدران.
………………………
مِزاجُ النخلةِ
...
ببساطةٍ.. غيّرتُ رأيي،
ربما الأبراجُ تعاركتْ هناكَ
وأيقظتْ مِزاجَ النخلةِ،
ربما تلك اليدُ الممدودةُ
لم تدركْها الغوايةُ،
قبل أن تنسحبَ مِن جديدٍ
إلى فوق.
لَكِنَّ أظافري الهاربةَ إلى الشمسِ
تحملُ الحِنَّاءَ القديمةَ،
ونشوةَ مَن خَربَشَ الهواء.
………………………
أقراصٌ منوِّمة
...
بين لمبةٍ باهتةٍ
وظلالٍ تُقشِّرُ جدراني البرتقاليةَ،
أتركُ تعبي لنومٍ طويلٍ
فيما يتلوّنُ الغبارُ فوقَ نافذتي.
لا بأسَ أن تقفَ الحياةُ
على أعتابِ سريري
أصواتًا وصورًا مُرتبكةً،
غير أني تعبتُ مِن تفسيرِ الإشاراتِ
وقراءةِ السماء.