فى شتاء 1979، وبينما كان الإيرانيون منتفضين ضد شاه إيران محمد رضا بهلوى، وعلى واقع حالة الغليان التى انتابت الشارع الإيرانى، اجمع رؤساء 4 بلدان غربية وهى: الولايات المتحدة الامريكية بقيادة جيمي كارتر ورئيس الوزراء البريطاني جيمس كالاهان والرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديسان والصدر الاعظم الألماني هالموت شميت على عدم رغبتهم فى بقاء رضا بهلوى فى الحكم بشكل غير رسمى فى مؤتمر جوادلوب المعقود فى جزيرة جوادلوب فى البحر الكريبى الفترة من 4 إلى 7 يناير 1979، ليتفهم الشاه الرسالة ويغادر إيران للأبد بعد 9 أيام.
خيب مؤتمر جوادلوب آمال الشاه الذى كان ينتظر ردا من الولايات المتحدة يثلج صدره، يقول جيمى كارتر فى مذكراته "فهمت أن الزعماء الثلاث الآخرين لا يساندون الشاه، كانوا يفكرون فى تشكيل حكومة مدنية، والجميع كان يقول:على الشاه أن يرحل بسرعة، وكانوا أيضا يشاطرونى الرأى فى أن تظل القوات مسلحة على وحدتها وقوتها فى البلاد".
جيمس كالاهان كان لديه تحليلا واقعيا، وقال خلال اجتماعات المؤتمر "انتهى الأمر ولا يوجد حل لتغيير الوضع، متسائلا فيما إذا كان الجيش قادرا على أن يلعب دور البديل للشاه... ليرد كارتر " الوضع مضطرب للغاية والشاه غير قادر على الاستمرار الشعب لا يريده لذا لا توجد حكومة مستعدة للتعاون معه فى الداخل"، ويوافقهم جيسكار ديسان الرأى ويقول " اذا بقى الشاه ستندلع فى إيران حربا أهلية سيقتل فيها الكثيرين ومن الممكن أن ينتهى الوضع لصالح الشيوعيين ويتدخل الاتحاد السوفيتى!".
كان الشاه محمد رضا بهلوى مستاء بشدة من المؤتمر، وكتب فى مذكراته " قبل أسابيع من انعقاد المؤتمر بدأت الضغوط من أجل إخراجى من البلاد، وخلال أسابيع من المفاوضات كان هناك شرط مبدئى لذهابى لقضاء عطلة للخارج وهو تشكيل حكومة ائتلاف... وخلال أسابيع جاءت وفود أجنبية لزيارة إيران وطلب خروجى من البلاد، فى رأى مؤتمر جوادلوب وافقت كلا من فرنسا وألمانيا على اقتراج بريطانيا والولايات المتحدة على إخراجى من البلاد.
كشف إبراهيم يزدى الذى تولى وزارة الخارجية فى أول حكومة بعد انتصار الثورة، عن إرسال واشنطن رسالة للإمام آية الله الخمينى بعد أيام من انعقاد المؤتمر، و5 اتصالات مباشرة أخرى به، وفى رده حاول الخمينى عدم إظهار معارضته لكارتر قائلا "خروج الشاه مؤكد وسيحدث فى المستقبل القريب.. اعلم أن خطر تدخل الحيش قائم ووقوع هذا الخطر (انقلاب عسكرى) سيجعل الأوضاع أكثر سوءا".
ويمكن القول بإن مؤتمر جوادلوب تخلى عن النظام الشاهنشاهى الملكى فى إيران، وأسرع من وتيرة تغيير النظام فى 79. ويقول الشاه فى مذكراته " وافقت كرها وبضغوط خارجية على تولية شاهبور بختيار فى منصب رئيس الوزراء" وغادر الشاه إيران فى 6 يناير 1979، دامع العينين بغير رجعة تاركا وراءه التاج والعرش، على متن طائرته البوينج 707 بينما كان تعج طهران وباقى المدن تظاهرات واضطرابات شعبية هائلة جراء سياسة منع الحجاب وتغيير التعاليم ضد الاضطهاد والظلم، لتنتهى بذلك حقبة ملكية استمرت 2500 عام فى إيران، ليعود الخمينى مؤسس الجمهورية فى 1 فبراير 1979، من منفاه على متن طائرة فرنسية من طراز بوينج 747 وتبدأ حقبة جديدة.