"الإعاقة ليست بالجسد بل الإعاقة الحقيقة فى العقول والفكر"، حقيقة جسدتها الطالبة قمر سعد، ابنة قرية عرب الصوالحة بمدينة شبين القناطر، لتتحدى الإعاقة التى تسبب بها أحد الشباب الطائشين، وتسبب أيضا فى فقدان السند لها فى الحياة والدها، لتصر على استكمال مسيرتها التعليمية وإثبات ذاتها فى المجتمع، بالرغم من الظروف المادية التى تعانى منها هى وأسرتها، إلى جانب كم العمليات الجراحية التى أجرتها على مدار سنوات طوال بسبب هذا الحادث الأليم.
قمر سعد ربيع، الطالبة بالصف الثانى الثانوى التجارى بمدينة شبين القناطر، استعرضت قصتها التى مرت بها على مدى سنوات طويلة مضت، حيث فى البداية أوضحت، أنها كانت برفقة والدها فى لشراء بعض المستلزمات بمدينة شبين القناطر، إلى أن جاءت سيارة نقل ثقيل لم تكن تعلم أنها ستحطم قدمها وتفقدها السند فى الحياة، واصطدمت السيارة بها وبوالدها الذى مكث بعض الأيام بالعناية المركزة بمستشفى شبين القناطر إلى فارق الحياة متأثرا بجراحة.
وتابعت، أن الحادث تسبب فى كسر كبير بقدمها اليمنى، وبدأت فى تلقى العلاج لمدة أربعة أشهر متواصلة إلا أنه لا يوجد فائدة لتجد فى النهاية الحل الأمثل من الأطباء بعد حدوث "غرغرينة" بقدمها هو بتر قدمها اليمني، وبعد استعادة وعيها وجدت الصدمة الكبرى بوفاة والدها، تاركا إياها ووالدتها وشقيقتها الكبرى وأخيها يواجهون الحياة وحدهم.
وأضافت، أنها بعد انتهاء الصدمة حرصت على مواصلة تعليمها والاستفادة من كل صغيرة وكبيرة، موضحة "صدمة وفاة والدى حطمتنى فى البداية، لكن بعد كده أصبحت قوية، حتى بعد فقدان قدمي، بس اللى هدنى فى الأول إن اللى صدمنى أنا ووالدى فى البداية طفل 16 عام سايق سيارة نقل ثقيل، وبعد الحادثة نزل من العربية وجري، والتعويض اللى قدمه والده مش محصل حتى ثمن طرف صناعى ليا أنا".
وأشارت، إلى أنها واجهت عقبة كبيرة أخرى حطمتها من جديد، وهو عدم قبولها بالتعليم الصناعي، موضحة "كانت أمنية حياتى ألتحق بالتعليم الصناعى وخاصة قسم الزخرفة، لكن قانون التعليم وقف عائق لي، حيث أنه يمنع التحق ذوى الإعاقة وخاصة الحركية من الإلتحاق بالمدارس العملية والصناعية، إلى أن التحقت بمدرسة تجارية".
وأوضحت، أنها لاقت تعاونا كبيرا من المعلمين بالمدرسة حيث حرص الجميع على تقديم الدعم الكامل من خلال تقديم شرح كامل فى الفترة الدراسية وخلال أوقات الفراغ للدروس التى تجد عائقا بها، موضحة، "الشعب المصرى كله خير والكل وقف بجوارى فى المدرسة ودعموني، وده طبعا لأنى مكنتش باخد دروس خصوصية لعدم مقدرتى عليها".
وأشارت "قمر"، إلى أن والدتها عانت كثير بعد وفاة والدها، حيث كافحت واجتهدت لتوفير حياة كريمة لها ولأخوانها، موضحة "والدتى بعد وفاة والدى اصبحت هى راجل البيت واشتغلت وكافحت وباعت خضار علشان تربينى أنا وأختى وأخويا، وبعد فترة ارتفع ايجار المنزل الذى كنا نسكن فيه، فتركناه وسكنا بمنزل أخر، حتى سعت والدتى وزوجت أختى منذ عامين، لكنها حتى الآن لازالت تسدد الأقساط المتبقية".
وقالت، إن المنزل الذى يكنون فيه لا يوجد به مياه ولا كهرباء، ولولا تعاطف جيرانهم معهم لأصبحت حياتهم أكثر ظلمة، حيث تم توصيل الكهرباء والمياه من جيرانهم، مع مشاركتهم فى الفواتير الخاصة بها، إلى أن يتم التوصيل لمنزلهم بشكل قانوني، على الرغم من تن المنطقة التى يتواجدون بها ضمن الحيز العمراني، وقدموا الأوراق التى تؤكد ذلك.
ووجهت "قمر"، الشكر للدكتور علاء عبد الحليم مرزوق محافظ القليوبية، على الاهتمام لمشكلتها، موضحة أنه خلال تفقده لأحد المشروعات، شاهدها تعبر الطريق بواسطة "عكازين" فوجه المسؤولين بالمدينة بالتعرف على مشكلاتها، وعلى الفور قدم مساعدة من أحد المتبرعين عبارة عن "موتوسيكل" لمساعدتها فى التنقل لتحصيل العلم، وخلال زيارته لها استعرضت مشاكلها التى وعدها المحافظ على سرعة حلها.
وطالبت "قمر"، بالعمل على توفير طرف صناعى لها لاستكمال حياتها بشكل أفضل، إلى جانب توفير وظيفة تضمن لها ولأسرتها مستوى معيشى أفضل ومساعدة والدتها، إلى جانب تيسير إجراءات الحصول على سيارة مخصصة لذوى الإعاقة للتنقل بها، ومساعدة والدتها فى تجهيزها موضحة "أنا جالى عرسان كتير اتقدمولى بس والدتى وانا رفضنا دا دلوقتى بسبب الظروف وخصوصا إن والدتى لسه بتسدد فى الأقساط القديمة"، وأخير توصيل الكهرباء والمياه للمنزل وإعادة تأهيله، للتواصل مع قمر 01065183654.
14 (8)
14 (11)