فى واقعة نادرة الحدوث، استقبل مجزر البساتين الآلى، حالة ولادة نادرة لعجلين جاموسى ملتحمين conjoined twins فى منطقة البطن والحوض، ولهما حجاب حاجز واحد، وكبد واحد، ومعدة واحدة مركبة لأحدهم موجودة داخل الصدر، ذلك الأمر الذى دفع كلية الطب البيطرى جامعة القاهرة4، لإصدار قرار بالتكفل بتحنيط العجلين والاحتفاظ بهما، اعتمادا على تقنية "النادى" لحفظ الأنسجة، وعرضهما بمتحف الكلية خلال أيام.
قال الدكتور فوزى النادى، أستاذ تشريح الأجنة بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، صاحب تقنية النادى لحفظ الأنسجة، إن العجلين تم ولادتهم بطريقة خاطئة، نتيجة لعدم إلمام أصحاب الحالة بطريقة التعامل مع حالات الولادة المتعسرة، مما جعلهم لجئوا إلى "شد" العجلين من خلال ربطهما فى سيارة، مما أدى إلى ولادتهم ميتين، موضحا أنه تم عرض العجل على طبيب بيطرى، فأكد أنه لا يمكن علاجه، فقرر أصحابه ذبحه، وعند وصولهم به إلى المجزر الآلى بالبساتين، تم اكتشاف إصابته بانفجار فى الرحم، وتسمم، وبالتالى قرر المجزر إعدامها بشكل كامل.
وأضاف الدكتور فوزى النادى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الدكتور مصطفى رمضان مدير عام المجزر الآلى بالبساتين، تواصل معه لإعلامه بتلك الحالة النادرة، وإمكانية تطبيق تنقية النادى عليها، أو حرقها فى محارق المجزر، مشيرا إلى أن الدكتور خالد العامرى عميد كلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، والدكتور ياسر والى رئيس قسم التشريح والأجنة، دعموا حفظ هذه الحالة النادرة، وبعد فحصهما تبين: أنهما منفصلين من الرأس والرقبة، ثم ملتصقين جزئيا فى البطن والصدر، وملتحمين فى منطقة الحوض كاملا، ولهما ذيلين، و6 أطراف، مشيرا إلى أن تلك الحالات نادرة لكنها أصبحت متكررة نتيجة للتلوث.
وأوضح الدكتور فوزى النادى أن تلك هى الحالة الأولى للالتصاق بهذا الشكل، على مستوى العالم التى يتم تحنيطها بشكل كامل دون فورمالين، لافتا إلى أن المادة البديلة له هى "الجلسرين"، مشيرا إلى أنه أيضا توصل إلى تركيبة تقضى على لزوجة الجلسرين، لافتا إلى أن تجربته بدأت على عينة لمعدة حمار صغير، ومجموعة من أجنة الحيوانات، ومعدة الخيول، وجنين بقرة، مؤكدا إمكانية تطبيق تلك التقنية بكليات الطب البشرى، نظرا لتشابه أنسجة الإنسان والحيوان معا.
وأكد الدكتور فوزى النادى، أن تقنية النادى تحافظ على ليونة الجسم وأعضاؤه بكافة خواصه، وتحوله إلى جسم أشبه بالكاوتش، والتى تسهل عمليات دراسة التشريح لأعضاء الحيوانات، مشيرا إلى أن ظاهرة الإلتصاق بين الحيوانات، ظاهرة موجودة لكنها ليست منتشرة، وسيتم عرض هذا النموذج بمتحف كلية الطب البيطرى جامعة القاهرة.
من ناحيته، قال الدكتور خالد العامرى، عميد كلية الطب البيطرى، جامعة القاهرة، نقيب الأطباء البيطريين، إن الكلية تكفلت بتكاليف حفظ تلك العجول بتقنية النادى، باعتبارها حالة نادرة، ناتجة عن عيوب وراثية، ولا تتكرر كثيرا، مما جعل هناك ضرورة للاحتفاظ بتلك الحالة، باستخدام تقنية النادى، لافتا إلى أن الكلية تكلفت بتوفير الدعم المالى اللازم لتوفير المواد الكيميائية لإتمام عملية التحنيط، إدراكا منها بأهمية تلك الحالة النادرة، لإطلاع الطلاب والعالم كله عليها فى أى وقت، كما أن حفظها بهذا الشكل يتيح إجراء فحوص وإشاعات عليها فيما بعد.
وأضاف الدكتور خالد العامرى، خلال تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن العيوب الوراثية بين الحيوانات متنوعة، وظهرت من قبل حالات وأنماط أخرى من التوائم الملتصقين، لكن لم يكن لدى الكليات الجاهزية العلمية لاستقبال مثل تلك الحالات وحفظها لسنوات، مثل تقنية النادى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة