عانت كثيرا وكانت تحلم باليوم الذى تلتحق به بالدراسة مثل الكثير من الفتيات، ولكن ظروفها القهرية وضعتها أمام الأمر الواقع وقتها وجلست فى منزلها تعانى الجهل والظلام ولم يسع أحدا من أسرتها لتعليمها ولم يفكر به ولكنها كانت ترغب بكل عزيمة وإرادة أن تحقق حلمها بالتعليم، وأخيرا ابتسمت لها الأقدار عندما تم افتتاح فصل لمحو الأمية فى قريتها نزلة عمارة بمركز طهطا فتوجهت على الفور لتعلم القراءة والكتابة حتى حصلت على الشهادة بتشجيع من محمد الدالى مدير عام فرع محو الأمية بسوهاج وناصر محمد على مدير الإدارة، وواصلت تعليمها بتشجيع من والدتها حتى حصلت على مؤهلها وسط الظروف الصعبة وعملت معلمة فى فصول محو الأمية.
هالة مصطفى عبد اللاه 28 سنة من قرية نزلة عمارة بمركز طهطا بمحافظة سوهاج ضربت مثلا رائعا فى الكفاح بعد أن محت أميتها فى ظل الظروف الصعبة التى عاشتها وعدم تعليم الفتيات فكان والدها مسافرا للخارج ولديها 3 أشقاء آخرين ولكنها كانت ترغب فى التعليم دون تشجيع أو تفكير من أحد من أسرتها فى ذلك الوقت حتى شاءت الأقدار أن يتحقق حلمها بالحصول على شهادة محو الأمية ثم الشهادة الإعدادية ودبلوم التجارة عام 2008 وعملت بعدها معلمة فى فصول محو الأمية.
التقى "اليوم السابع" بالفتاة هالة مصطفى لتروى قصتها مع الكفاح ومحو أميتها والظروف التى عانت منها فقالت أنها عاشت حياة صعبة نظرا لعدم توافر الإمكانيات المادية وكان والدها يسافر للخارج ولديها 3 أشقاء بينهم شقيقين حصلا على مؤهل متوسط والشقيقة الثالثة لم تتعلم وكان مصيرها مثل شقيقتها وكان ذلك نقطة سوداء فى حياتها وقتها نظرا لعدم تعليمها أو الاهتمام بها وكانت هى تحب العلم وتحلم فى الالتحاق بالمدرسة وشاءت الأقدار أن يتم افتتاح فصل فى قريتها لمحو الأمية، فعرضت على والدتها الحصول على الشهادة ولم تعترض وقتها وكان ذلك نقطة بداية جديدة فى حياتها وحصلت على الشهادة بتشجيع كبير من والدتها ومحمد الدالى مدير محو الأمية وناصر محمد مدير الإدارة.
وواصلت هالة حديثها قائلة إنه بعد حصولها على شهادة محو الأمية لم يكن الأمر بالسهل لها فى الالتحاق بالاعدادى خاصة فى ظل عدم توافر الماديات فكانت أحيانا تتغيب عن الدراسة لعدم وجود ثمن المواصلات ولكنها كانت تستذكر دروسها وتقدم على ذلك حيث كانت والدتها تشجعها باستمرار وتحاول توفير النقود لها للذهاب إلى مدرستها حتى حصلت على الشهادة الإعدادية بمجموع 80 %.
واختتمت هالة كلامها قائلة: إنها شعرت بنقلة كبيرة فى حياتها وخروجها من الجهل والظلام إلى حياة النور من جديد بعد أن ذاقت مرارة الجهل وتأمل فى استكمال تعليمها ولكن ظروفها حالت دون ذلك والاكتفاء حاليا بالحصول على المؤهل المتوسط وتتمنى الحصول على وظيفة فى القريب العاجل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة