وزير الداخلية اليمني لليوم السابع: تاريخ «القاعدة» فى اليمن يرجع للفترة التي كانت الأراضي اليمنية أكبر مركز لتجمع المجاهدين العائدين من أفغانستان بموافقة الدولة
«القاعدة» تمركز فى أبين وشبوة بدرجة كبيرة ثم لحج واحتل «زنجبار» عاصمة أبين
كانت اليمن حاضنة لأخطر عناصر القاعدة حيث كانت وكرا لهم منذ التسعينات وتركزت فى بعض المحافظات منها أبين وشبوة ولحج والضالع ، ونجحت تلك المحافظات مؤخرا أن تستعيد أمنها إلى حد كبير، وتقضى على غالبية تلك العناصر، لكنهم لا يزالون موجودين فيما يصفه المسؤولون والأهالى بـ«الخلايا النائمة».
وفى ظل الحرب المستمرة ضد عناصر القاعدة التى مازالت متبقية فى اليمن أوردت قناة سكاى نيوز، نبأ عن مقتل القيادى البارز فى تنظيم القاعدة جمال بدوى، نتيجة غارة أمريكية لطائرة بدون طيار ، حيث أكدت مصادر يمينة، أن الغارة وقعت فى محافظة البيضاء باليمن .
ولفتت إلى أن البدوي كان أحد المشاركين في الهجوم على المدمرة الأمريكية "يو إس إس كول" عام 2000 قبالة ساحل عدن.
وتشن طائرات أمريكية من دون طيار ضربات جوية بشكل مستمر تستهدف تحركات قيادات وعناصر نشطة في القاعدة في المحافظات الشرقية والجنوبية باليمن.
جمال بدوى
كما نقلت وسائل إعلام يمنية نبأ مقتل 7 من مسلحي القاعدة، خلال عملية دهم نفذتها قوات النخبة الشبوانية على معاقل للتنظيم في مديرية مرخة بمحافظة شبوة اليمنية.
ويتزامن ذلك، بعد نجاح الجيش اليمني، في تحرير مواقع جديدة في مديرية باقم شمالي محافظة صعدة، بعد معارك عنيفة خاضها الجيش مع ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وقال مصدر عسكري يمني، إن "لواء المهام الخاصة، ولواء ٦٣ مشاة، ولواء الحزم، واللواء التاسع، باغتوا الميليشيات وقاموا بتحرير عدد من المواقع التي كانت تتمركز فيها، في محافظة صعدة، خلف حصن باقم، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، وأوضح المصدر العسكري أن المواقع شملت "قرى محديده وقرى آل زماح ومثلث باقم" وأشار المصدر إلى أن ميليشيات الانقلاب المدعومة من إيران، تكبدت خلال المعارك الكثير من الخسائر في الأرواح والعتاد.
وزير الداخلية: بؤر إرهابية
,أكد وزير الداخلية اليمنى الللواء أحمد الميسرى، فى تصريحات لليوم السابع، أن لا تزال هناك بؤر إرهابية وعصابات ومخربين فى اليمن كما هو الحال فى جميع بلاد العالم، وأوضح أن هناك خطوات دؤوبة للوصول للأفضل.
أضاف أن ملف الإرهاب شائك ومعقد، و لا يمكن التحكم مائة بالمائة فى الحوادث الإرهابية، حتى أنها تقع فى أكثر البلاد عتادًا وقوة، أما بالنسبة للخلايا النائمة فلدينا جهازان، هما المعنيان بملف مكافحة الإرهاب، فلدينا وحدة خاصة لمكافحة الإرهاب مهمتها تنفيذية، أن تشترك مع الأمن القومى والسياسى كمساند لهما، أما تتبع ملف الإرهاب فيعتمد على العمل الاستخباراتى وليس المداهمة والتنفيذ، فهذه مرحلة تالية، الأساس تتبع الخلايا النائمة ورصد تحركاتها، وهذه مهة جهاز الأمن القومى، والأمن السياسى، وهذه المعلومات فقدت بعد الحرب، وهما لا يمكنهما القيام بدوريهما كما ينبغى بسبب ضعف الإمكانيات، كما أنهما كانا يخضعان لقوات على عبدالله صالح، مما يصعب من إنشائهما من جديد، كما أن ملف الإرهاب متشابك الأطراف مع الولايات المتحدة والدول العربية وجهات إقليمية، فمثلًا المملكة السعودية شريك أساسى فى ملف الإرهاب باليمن، لأنها الأكثر تضررًا مما يحدث فى اليمن ومن التجمعات الإرهابية، فهناك حدود تمتد لمسافات طويلة بين اليمن والسعودية يصعب السيطرة عليها، وتسرب الأفراد للسعودية مستمر.
أحمد الميسرى
حجم تواجد القاعدة فى اليمن
وعن حجم تواجد القاعدة حاليا فى اليمن قال وزير الداخلية ، إن «القاعدة» انحسرت مقارنة بما سبق، وهى على شكل خلايا نائمة فى المدن، تتحرك وقت الطلب، وتكون فى شكل ظاهر فى معسكرات فى الأطراف، مثل أطراف حضرموت وشبوة، وطبعا «داعش» صناعة إيرانية كاملة، وليس لها تاريخ على الأرض فى اليمن.
تاريخ القاعدة فى اليمن
وعن تاريخ «القاعدة» قال الميسرى أنها إلى عودة المجاهدين العرب من أفغانستان، كان اليمن أحد أكبر مركز تجمع للمجاهدين العرب العائدين من أفغانستان من كل الدول، وذلك بموافقة الدولة اليمنية الرسمية، تحت اسم «المجاهدين العرب»، وكانوا عائدين بالفكر الجهادى ضد الروس، وعندما انتهت الحرب مع الروس عادوا إلى بلدان مختلفة، وتجمعوا بالآلاف فى اليمن، بعدها بدأت هذه المجموعات فى إيذاء الدول من السودان لأفغانستان، فأصبحوا يتقلدون فكر ونهج «القاعدة»، وهذا كان فى التسعينيات، وكانت أول حادثة إرهابية فى 1997 باختطاف سياح إسبان وبريطانيين فى محافظة أبين، واتُهم فيها شخص اسمه المحظار وقد أعدم. وبدأ تدخلهم فى شؤون الدولة والتكفير، وانقسموا عدة فصائل، وبدأت تتشكل قيادات وأمراء، كان فيهم خبراء متفجرات وقتلة، ثم استمرت أزمة «القاعدة»، وكانوا موجودين فى أبين وشبوة بدرجة كبيرة ثم لحج، ودمروا أناسًا كثيرين، وخسرنا شبابًا كثيرين كانوا يقاتلون مع «القاعدة» أو يقتلون منهم، ثم دمروا زنجبار عاصمة أبين بعد أن احتلوها فى فترة من الفترات، وحتى الآن آثار «القاعدة» موجودة بقوة فى أبين وشبوة، وأنا شخصيًا مررت بتجربة مع الإرهاب، فوالد زوجتى انفجر به انتحارى فى رمضان فى 2011، وشقيقى قتل فى 2009 خلال هجوم على الموكب الخاص بى، فكانت لدينا بيئة حاضنة لـ«القاعدة» فى اليمن.
غارة امريكية
مدير أمن لحج: اليمن كانت وكرا للقاعدة
قال اللواء صالح السيد، مدير أمن محافظة لحج فى تصريحات لليوم السابع، أن اليمن كانت وكرا للقاعدة والدواعش، وكانوا إحدى أذرع الحوثيين، و قتلوا 150 جنديا فى عام واحد، وتابع: على سبيل المثال محافظة لحج كانت فى السابق مطوقة، ويمنع المحافظ أو قيادات المحافظة من الدخول إليها، وكانت القاعدة تحتل مبنى المحافظة، واتخذوه مقرا لإجراء محاكمات للمواطنين، مشيرا إلى أن المبانى الشرطية والسجون فى حاجة لإعادة بناء ما دمره الحوثيون والقاعدة.
القاعدة فى اليمن
مضيفا أن لحج كانت ثكنة للحوثيين والقاعدة، وعند دخول الحوثيين سيطروا على مديرياتها لمدة 3 أشهر، وبالنسبة للقاعدة قد تكون هناك جيوب مازالت متبقية، لكنها بشكل عام انتهت سطوتها ووجودها فى المحافظة.
شهود عيان عاصروا "القاعدة" باليمن
عبدالحميد محمد، أحد المواطنين من أبناء المحافظة، يتحدث عن الفترة التى استوطنت فيها القاعدة لحج: «مرت علينا فترة صعبة وكلها رعب، ضرب مستمر وتفجيرات متتالية راح ضحيتها ناس كتير، والمدارس كانت غير منتظمة، الله لا يعيدها، كان الواحد فى بيته مش عارف يخرج يجيب عيش لأولاده، لكن دلوقت الحمد لله تحسنت الظروف ونشعر بالاستقرار ونتمنى أن تعود إلى ما كانت عليه، فهى بلد الخضار والفاكهة لاشتهارها بالزراعة، ونريد تحسن البنية التحتية، فكلها تأثرت بفعل الحروب».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة