اهتمت صحيفة "واشنطن بوست" بإعلان الصين نجاح هبوط مركبة تابعة لها على الجانب البعيد من الثمر، وقالت إنه هذا لم يكن مجرد انجازا علميا. فبالنسبة لبكين، تحمل مهمتها الفضائية الآخذة فى الاتساع رسالة رمزية قوية تزداد قوة.
وقال آن دوفى، العالم البارز فى المعهد الملكى الاسترالى الذى يركز على استكشاف الفضاء، إن هذا كان أكثر من مجرد هبوط. فلقد كان إعلانه اليوم بمثابة بيان واضح عن مستوى النضج الذى بلغته التكنولوجيا الصينية الآن. ويمكن أن يصبح الهدف البعيد لبكين بمطابقة القدرات الأمريكية حقيقة واقعة فى غضون عقدين من الزمان، وعلى القمر ربما فى غضون عقد واضح.
وتتابع الصحيفة قائلة إنه من وجهة النظر العلمية، فإن الإعلان فاجأ بعض الذى توقعوا فشل المحاولة بسهولة، فإنزال مركبة فضائية على الجانب البعيد من القمر الذى لا يواجه الأرض أبدا لم يتم من قبل، لأن موقعها يجعل الاتصال الإشعاعى المباشر مستحيلا. لكن الباحثين الصينيين تمكنوا من التغلب على هذا التحدى من خلال إطلاق قمر صناعى تابع للتواصل مع المركبة الفضائية Change 4.
سطح القمر
وفى حين أن لا أحد يعرف إذا كانت المهمة ستنجح فى نهاية الأمر، فإن الطموحات الأكبر كانت واضحة منذ البداية. فرغم أن المسئولين الصينيين لم ينشروا تاريخا لهذا الهبوط مقدما وجعلوا تفاصيل المهمة سرية، فإن هذه المهمة تم التخطيط لها منذ فترة طويلة. وكان الإعداد لها قد بدأ قبل عقود.
ويشير الباحث الاسترالى إلى أن هذا الأمر كان دوما ضمن رؤية صينية على المدى البعيد. ففى بداية الألفية، لم يكن كثيرون يعتقدون أن الصين ستصبح لاعبا كبيرا فى الفضاء بهذا الشكل السريع، نظرا لأنها لم تبد اهتماما كبيرا من قبل بأن يكون لها موضع قدم. وعندما أرسلت بكين أول رواد فضاء لها فى عام 2003، لم يهتم المراقبون الغربيون بهذه الأنباء واعتبروها محاولة بلا هدف لمنافسة الولايات المتحدة وروسيا.
لكن مع مواصلة الصين سرا توسيع عملياتها، كان الحماس لدى البلدين لاستكشافات الفضاء قد ضعف بأكثر البرامج نجاحا. فتم تخفيض ميزانية ناسا فى بعض السنوات، بينما أصبحت روسيا مشغولة بتمويل العمليات العسكرية للرئيس فلاديمير بوتين فى الخارج.
مركبة فضائية
وفى الصين، كان العكس يحدث. فأطلق الصينيون بعثات تمهيدية فى وقت مبكر عام 2007، لفحص الجانب البعيد من سطح القمر وفى وقت لاحق تحديد مواقع الهبوط المحتملة.
وفى بعض النواحى، يتطابق البرنامج الصينى بالفعل مع القدرات الأمريكية اليوم، على الرغم من أنه لا يزال لديه تمويل أقل بكثير. ففى العام الماضى، قررت الصين إطلاق نحو 40 مهمة فضائية وهو ما يمثل أكثر من ضعف ما حدث عام 2017. وفى حين أن سرعة التقديم الصينى ربما تكون مفاجئة نظرا للقصور المالى للبرنامج، إلا أن الباحثين يقولون إن البلاد قد تعمدت التركيز على المشروعات المرموقة التى من شأنها أن تسرع الاعتراف بها كقوة كبرى فى الفضاء.
أما شبكة "سى إن إن" الأمريكية، فقد وصفت من جانبها ما نجت فيه الصين بالخطوة التاريخية، وحدثا هائلا للبلاد وهو تحاول أن تصنع لنفسها مكانة القوة الفضائية الرائدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة