نجح أحد شباب الخريجين من أهالى مركز الداخلة بمحافظة الوادى الجديد، فى تنفيذ أول مصنع لإنتاج التربة الصناعية البديلة بالوادى الجديد، كفكرة مشروع صغير، للقضاء على مخلفات النخيل وتحويلها إلى مواد صديقة للبيئة، بعد أن كانت سلاحا فتاكا يتسبب فى تدمير الثروة الاستراتيجية للمزارعين، بسبب انتشار الحرائق الناتجة عن مخلفات النخيل، والتى كان آخرها حريق قرية الراشدة الذى تسبب فى إلحاق خسائر فادحة للمزارعين مؤخراً.
ورصدت عدسة اليوم السابع تجربة المصنع الصغير بقرية أسمنت التابعة لمركز ومدينة الداخلة، والذى استغرق من صاحبه حوالى 7 سنوات، لكى ينفذه بصورة صحيحة، لضمان جودة المنتج والاستفادة منه كطريقة، لمواجهة ظاهرة انتشار المخلفات المتسببة فى اندلاع الحرائق المتكررة خلال الفترة الماضية وللبيئة بصفة عامة، للاستفادة من المنتج المستخرج بعد الفرم كمادة صناعية يمكن استغلالها لرفع كفاءة، وتخصيب التربة الزراعية .
قال رمضان خليفة حسن صاحب مصنع تدوير مخلفات النخيل بقرية أسمنت فى تصريح خاص لــ "اليوم السابع" إن فكرة إنشاء المصنع جاءت من تكرار اندلاع الحرائق بشكل ملحوظ، بالعديد من المناطق الزراعية، مما تسبب فى تلف المحاصيل الزراعية، وتعرض أصحابها لخسائر فادحة، بسبب تراكم تلك المخلفات بمحيط أشجار النخيل الغير مثمرة داخل تلك المزارع، مما كان له أبلغ الأثر، للبحث عن وسيلة مبتكرة، لاستغلال تلك المخلفات بشكل إيجابى يمكن من خلاله تفادى ظاهرة تكرر الحرائق، وتقديم منتج خام مصنع للمزارع يعود بالنفع على أرضه .
وأضاف حسن، أن اللواء محمد سالمان الزملوط محافظ الوادى الجديد، رحب كثيرا بفكرته من خلال موافقته على تخصيص قطعة أرض بقريته لإقامة مشروعه الصغير، وحرص على المتابعة المستمرة لكافة مستجدات ومراحل العمل حتى الآن، وظهر ذلك جليا من خلال قيام محافظ الوادى الجديد لزيارته منذ عامين، لافتا إلى تطور المنتج وزيادة أعداد ماكينات الفرم، حيث وصل عددها الآن ثلاثة ماكينات بأحجام ومواصفات مختلفة وفقا لحجم المفروم والمكان والمنتج المصنع وعشرة من العمال، وهو عدد غير كافى نظرا لكثرة المخلفات والطلب من قبل المزارعين، حيث يجرى التعاقد على شراء انواع جديدة من الماكينات الأكثر تطورا خلال الفترة المقبلة.
وأوضح صاحب المصنع، على جودة المنتج المفروم من تربة صناعية بديلة، والتى تستورد حاليا من الخارج، ونجاحه فى التوصل لطرق مستحدثة استطاع من خلالها فرم جميع المخلفات الزراعية مهما بلغ حجمها وصلابتها وقدمها ليس فقط بالشحن داخل عربات نقل كبيرة إلى المصنع، ولكن بالفرم داخل المناطق الزراعية نفسها، إذا لم تتمكن الناقلات من الدخول إلى تلك الزراعات، نظرا لضيق المكان، وهو الأمر الذى تغلب عليه بسهولة نظرا لجديته، وحرصه الشديد للوصول إلى كافة المناطق المكتظة بالمخلفات، بدءا من قريته الأم بأسمنت والقرى المجاورة لها وصولا إلى مدينة موط الهنداو وبدخلو والقلمون .