شهد اليوم، السبت، نشاطاً عربياً خالصاً للرئيس عبد الفتاح السيسى، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، حيث التقى الرئيس الفلسطينى محمود عباس، ومحمد الحسن محمد عثمان الميرغني، المساعد الأول للرئيس السودانى، وخميس الجهيناوى، وزير خارجية تونس.
وخلال لقائه بالرئيس الفلسطينى محمود عباس، بحضور سامح شكرى وزير الخارجية، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، والسفير الفلسطينى بالقاهرة، أكد الرئبيس السيسى قوة العلاقات التاريخية التى تربط بين مصر وفلسطين، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية ستظل لها الأولوية فى سياسة مصر الخارجية، ومؤكدًا استمرار مصر فى بذل جهودها من أجل استعادة الشعب الفلسطينى لحقوقه المشروعة وفق مرجعيات الشرعية الدولية.
وأكد الرئيس السيسي- بحسب بيان رسمى للسفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية- على مواصلة مصر لجهودها الحثيثة مع الأطراف الفلسطينية من أجل تحقيق المصالحة الوطنية، والعمل على التغلب على جميع الصعوبات التى تواجه تلك الجهود بما يُحقق وحدة الصف ومصالح الشعب الفلسطينى الشقيق.
وأضاف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس الفلسطينى أعرب من جانبه عن خالص تقديره لجهود مصرومواقفها التاريخية والثابتة فى دعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى ما يعكسه ذلك من عمق وخصوصية العلاقات بين الشعبين الشقيقين، ومشيدًا فى ذلك الإطار بالمساعى المصرية المُقدرة فى إطار جهود تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
فيما أكد الرئيس محمود عباس حرصه على مواصلة التشاور والتنسيق المستمر مع مصر إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأوضح "راضي" أن اللقاء شهد تباحثًا حول آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، حيث اتفق الرئيسان على مواصلة التشاور والتنسيق المكثف بينهما من أجل متابعة الخطوات المقبلة على صعيد توحيد الصف الفلسطينى، بما يسهم فى تحقيق آمال الشعب الفلسطينى فى إنهاء الانقسام، وتمكينه من مواجهة التحديات المختلفة التى تواجه القضية الفلسطينية. كما تمت مناقشة المستجدات على صعيد عدد من الملفات العربية والإقليمية، وذلك فى إطار التنسيق والتشاور الدورى بين الرئيسين.
واستقبل الرئيس السيسي، اليوم، السبت، محمد الحسن محمد عثمان الميرغني، المساعد الأول للرئيس السوداني، وذلك بحضور كل من سامح شكرى وزير الخارجية واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، وكذلك سفير السودان بالقاهرة.
وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس رحب بلقاء المساعد الأول للرئيس السوداني، مؤكداً اهتمام مصر بمواصلة تعزيز التعاون المشترك بين البلدين على مختلف الأصعدة، فى ضوء الروابط التاريخية الوثيقة والعلاقات المتميزة التى تجمع بين البلدين الشقيقين حكومةً وشعباً، وكذلك دعم مصر الكامل لأمن واستقرار السودان والذى يعد جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى.
من جانبه؛ نقل محمد عثمان الميرغنى إلى الرئيس تحيات أخيه الرئيس السودانى عمر البشير، مثمناً التقارب الشعبى والحكومى بين مصر والسودان، ومشيداً فى ذات السياق بالتطورات الأخيرة المتعلقة بالارتقاء بأواصر التعاون المشترك بين البلدين، لا سيما من خلال تكثيف الزيارات المتبادلة للقيادة السياسية وكبار المسئولين فى الدولتين، مع الإعراب عن تطلع السودان للاستفادة من الدور الريادى لمصر بالمنطقة وتجربتها التنموية الملهمة، والتى انعكست بجلاء على الطفرة الملموسة التى طرأت على المؤشرات والأداء الاقتصادى بشكل عام.
وأضاف السفير بسام راضى أن اللقاء تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة المستويات، حيث تم الإعراب عن الارتياح المتبادل لمسار التعاون المشترك، الذى توج مؤخراً بنتائج الدورة الثانية للجنة الرئاسية العليا التى عقدت فى شهر أكتوبر الماضى بالخرطوم، كما تم تأكيد أهمية إتمام مشروع الربط الكهربائى بين الدولتين، وكذا الدراسات الخاصة بمشروعات السكك الحديدية بينهما، وتعزيز النقل النهرى.
كما استقبل الرئيس السيسي، خميس الجهيناوى، وزير خارجية تونس، اليوم، السبت، وذلك بحضور سامح شكرى وزير الخارجية، وكذلك السفير التونسى بالقاهرة.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن وزير خارجية تونس سلم االرئيس رسالة خطية من شقيقه الرئيس التونسى الباجى قايد السبسي، والتى تضمنت دعوة الرئيس للمشاركة فى القمة العربية المقبلة بتونس نهاية شهر مارس من العام الجارى.
ورحب الرئيس من جانبه بالدعوة الموجهة من الرئيس التونسي، معرباً عن استعداد مصر الكامل للعمل مع تونس لضمان نجاح القمة العربية وخروجها بقرارات هامة ومؤثرة تدعم مسيرة العمل العربى للتصدى للتحديات الضخمة التى تواجه الأمة.
وأوضح المتحدث الرسمى أن اللقاء تناول آفاق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، فى ضوء التطور المطرد فى هذا الصدد، حيث تم تأكيد الرغبة المشتركة لتعزيز أطر التعاون فى شتى المجالات وتعظيم قنوات التواصل الفعال بين البلدين حكومياً وشعبياً، لا سيما على مستوى تيسير حركة التبادل التجارى وزيادة حجم الاستثمارات البينية، وكذا التنسيق الأمنى وتبادل المعلومات فى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف الذى يمثل تهديداً للمنطقة بأكملها.
كما تطرق اللقاء إلى التباحث بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما مستجدات الأوضاع فى ليبيا، مع الإشادة فى هذا الإطار بدور الآلية الثلاثية لوزراء خارجية مصر وتونس والجزائر فى تنسيق مواقف الدول الثلاث تجاه الأزمة الليبية.
وأضاف السفير بسام راضى أن خميس الجهيناوى تقدم بالتهنئة للرئيس على رئاسة مصر المرتقبة للاتحاد الأفريقى خلال العام الحالى 2019، حيث أكد الرئيس من جانبه اعتزام مصر فى هذا الخصوص مواصلة تطوير ودفع عجلة العمل الأفريقى المشترك، معرباً عن تطلع مصر لتكثيف تنسيق المواقف مع الجانب التونسى إزاء القضايا والملفات الأفريقية محل الاهتمام المشترك خلال الفترة المقبلة، لا سيما المتعلقة بالتنمية وصون السلم والأمن بالقارة، ومنوهاً بأن قيادة مصر لدفة الاتحاد الأفريقى ممثلةً عن إقليم شمال أفريقيا لتحقيق نتائج إيجابية ملموسة سيمثل نجاحاً لجميع الدول العربية الأعضاء بالاتحاد.