تعتبر مدينة الإسكندرية العاصمة الثانية لمصر، أهم مصيف لدى كافة الأسر على مر الزمان على الرغم من ظهور قرى الساحل الشمالى ومنتجعات البحر الأحمر، إلا انها لازالت المصيف الأول المفضل لدى كافة العائلات المصرية، ولكنها ليست مصيفا فقط ولكنها أيضا مشتى مفضل للعديد من المواطنين الذى يأتون إليها خصيصا فى فصل الشتاء ليتمتعون بجمالها ويقضون أفضل الأوقات فى النوه.
وهناك العديد من الأعمال الدرامية التى أبرزت جمال محافظة الإسكندرية فى فصل الشتاء، منها المسلسل الشهير زيزينيا ومسلسل النوه وأبرزوا فيها لقطات مميزة أصبحت فى ذهن كافة المصريين عن محافظة الإسكندرية والاستمتاع بمياه البحر فى فصل الشتاء.
الإسكندرية التى كانت مصدراً لإلهام العديد من الأدباء منهم الأديب العالمى نجيب مفوظ التى ألهمته عندما كان يتناول فنجان القهوة بمقهى ديليس صباحا حتى أخرج روايته "ميرامار" وأصبح أهم أفلام السينما المصرية، وغيرها من الروايات التى جاءت فكرتها أثناء تواجده فى عروس البحر، ولم يقتصر حبها على المصريين فقط فكانت مصدرا لإلهام العديد من الشعراء منها كفافيس الذى عاش بالإسكندرية حتى وفاته والشاعر اليونانى قسطنطين ، ولورنس ديول الذى كتب عنها وعن سحر شاطئها.
وهناك عدد من الطقوس لدى أهل الإسكندرية فى فصل الشتاء ومع أول نوه بها، أهمها الاستمتاع بجو الشتاء والأمطار والرياح والمشى على الكورنيش، وهناك العديد من المارثونات التى تقام فى فصل الشتاء وممارسة ألعاب القوى فى الحدائق والمنتزهات وتحدى البرد والأجواء الشتوية ومنها ماراثون أسبوعى يقام صباح يوم الجمعة يشارك فيه عدد كبير من الأبطال الرياضيين والقيادات التنفيذية ومسئولى الشباب والراضة، ومنها أستاتذة جامعة الإسكندرية وفريق الجوالة بالجامعة، مما يحفز الشباب على الرياضة والجرى وتحدى البرد بالرياضة واللياقة البدنية.
وبعيداً عن الرياضة، هناك عادة مفضلة لدى أهل الإسكندرية وهى مقاومة البرد بالمشى تحت المطر والاستمتاع بفصل الشتاء فى هذه الأجواء وخاصة بمنطقة محطة الرمل والمنشية ووسط البلد ومع ظهور الكاميرات الحديثة أصبح السلفى هو أهم شىء ليوثق هذه اللحظات السعيدة، كما أن الإسكندرية تمتلىء برحلات اليوم الواحد فى فصل الشتاء خاصة فى إجازة نصف العام ويأتى إليها العديد من شباب الجامعات والمدارس فى فصل الشتاء وليس الصيف فقط.
على الرغم من شدة بردوة الجو والأمطار، إلا أن هناك عادة لدى العديد من الشباب بالإسكندرية وهى صيد الأسماك فى هذه الأجواء والاستمتاع بها وهناك أماكن عديدة يجتمع فيها الصيادين.
ويقول محمد يوسف، أحد الصيادين، أن هناك تجمعات للصيادين الهوا فى أكثر من مكان بالإسكندرية فى فصل الشتاء منها منطقة بحرى والقلعة وأيضا كوبرى ستانلى فى ظل الأجواء الشتوى الشديدة بينما فى البرودة المتوسطة وهدوء الأمواج يجتمعون فى منطقة أبو قير ويتجهون عبر المراكب الصغيرة إلى جزيرة نيسلون.
وأضاف أنهم يبدأون يومهم منذ الفجر حتى مغرب اليوم التالى لكى يستمعوا بنهار اليوم فى منطقة أبو قير التى يوجد فيها أكبر عدد من الأسماك المميزة، فمنطقة أبو قير بحر مفتوح ويظهر السمك على ارتفاعات قليلة على سطح المياه، لذلك يعلم الصيادين هذه التوقيتات ويتجهون إلى مياه البحر المفتوح ليستمتعون بالصيد .
ولم يخلو جو عروس البحر من عادات الطعام المميزة فى فصل الشتاء، وعادة يلجأ المصريون إلى المشروبات الساخنة لتشعرهم بالتدفئة إلا أن أهالى عروس البحر يلجأون إلى تناول الأيس كريم ليشعرهم بالدفء، وهناك العديد من المحلات المميزة التى تشتهر ببيع الثلجات فى منطقة بحرى ومحطة الرمل ومنطقة جليم التى غنى لهاعمرو دياب " أيس كريم فى جليم"، فى فيلمه الشهير.
وهناك تمركز لعدد كبير من بائعى البطاطا بمحطة الرمل التى تجذب رائحتها المميزة المواطنين من مسافات بعيدة ، كما أن الجلوس على البحر والاستمتاع فى المناطق المميزة التى تشعرك بأنك فى محافظة الإسكندرية، فهى مصدر كبير للراحة النفسية وإزالة الهموم وضغوط الحياة والروتين اليومى، فكانت مصدر إلهام كبير للعديد من الأدباء والفنانين والمثقفين ومنها خرجت العديد من المؤلفات للأديب العالمى نجيب محفوظ وكانت مصدر لراحة الفنانين حتى أصبحت غرفهم الخاصة التى اعتادوا عليها والمكوث فيها فى أحد فنادق الإسكندرية مدونة بأسمائهم حتى الآن مثل أم كلثوم وعبدالوهاب وفريد الأطرش وملوك وقيادات العالم وليس المصريين فقط .
ويعبتر الحنطور أهم وسيلة للاستمتاع بالكورنيش فى الشتاء والنوه والذى تبدأ رحلته من بحرى حتى محطة الرمل ويلجأ إليه السياح للاستمتاع بالكورنيش والتقاط الصور التذكارية .
عدد الردود 0
بواسطة:
نجاة انور
رد
😃