د. رامي عطا صديق يكتب: الوعي لمواجهة الزيادة السكانية

الأحد، 06 يناير 2019 04:00 م
د. رامي عطا صديق يكتب: الوعي لمواجهة الزيادة السكانية زحام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعد مشكلة الزيادة السكانية، من أخطر المشكلات التي يواجهها المجتمع المصري في الوقت الراهن، حيث تعوق الكثير من خطوات الاستقرار وجهود التنمية ورغبة المصريين في تحقيق جودة حياة أفضل للفرد والجماعة.

 

واقع الأمر أن الزيادة السكانية مشكلة قديمة، تنبه لها المسئولون، ربما منذ ستينيات القرن العشرين، ولم يكن غريبًا أن تكون تلك المشكلة حاضرة بقوة في خطابات رؤساء مصر السابقين بين الحين والآخر،  حيث تشهد مصر زيادة سكانية سنوية مقدارها 2.5 مليون نسمة، وهي دون شك زيادة كبيرة، الأمر الذي يتطلب وقفة مجتمعية جادة تشترك فيها كافة المؤسسات والهيئات، الرسمية والمدنية، من أجل رفع وعي المواطن بخطورة هذه المشكلة بأبعادها المعقدة والمتشابكة والنتائج المترتبة عليها على كافة المستويات والأصعدة الاقتصادية والاجتماعية.

وتتطلب مواجهة الزيادة السكانية وعيًا مجتمعيًا شاملًا، أولًا وعي ديني بأن تنظيم الأسرة ليس ضد تعاليم الأديان السماوية، فمن غير المعقول كثرة الإنجاب مع إهمال في التربية والتعليم والتثقيف، وضعف التمكين الاقتصادي للأجيال الجديدة، ومن جانب آخر فإن جودة الحياة تتطلب الاهتمام بالكيف لا الكم، من حيث تعليم جيد وصحة جيدة وترفيه مطلوب؛ ثانيًا وعي ثقافي بأن "العزوة" الحقيقية ليست في العدد الكبير لأفراد الأسرة، وإنما في الحياة الكريمة، المناسبة واللائقة، وأنه انقضى زمن التفرقة بين "البنت" و"الولد" لأن كلاهما مفيد للمجتمع ونافع له؛ ثالثًا وعي اقتصادي- اجتماعي بأن الزيادة السكانية ليست في صالح مجتمع نامي يتطلع أبناؤه إلى تنمية حقيقية تتضمن توفير الخدمات الأساسية في مجالات الغذاء والمياه والصحة والتعليم والسكن وغيرها؛ رابعًا وعي صحي بأن الرجل والمرأة، وفي ظل ضغوط الحياة ومتطلباتها الكثيرة، لا يستطيعان رعاية أطفالهما وتنميتهم وتكوين أسرة سعيدة إلا مع عدد مناسب من الأطفال.

إن دورًا مُهمًا يقع على عاتق المؤسسات الدينية، الإسلامية والمسيحية، في خطاباتها وأنشطتها، بالإضافة إلى دور المؤسسات الإعلامية والثقافية والتعليمية والمدنية والشبابية، في توعية المواطنين بخطورة المشكلة السكانية، والحاجة إلى تنظيم النسل، وإعلاء قيمة العمل وزيادة الإنتاج والتوسع في التصدير.

وقد شاركت مؤخرًا في مناقشة "الإستراتيجية الإعلامية الخاصة بالقضية السكانية في مصر"، التي تعدها الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، وأشارت فيها إلى عدد من الأفكار والمقترحات الجديرة بالاهتمام مثل تدقيق المصطلحات المستخدمة في وسائل الإعلام بشأن القضية السكانية، تبسيط الرسائل وتناول كافة أبعاد المشكلة، الاهتمام الدائم والمستمر لا الاهتمام الموسمي، عودة الاهتمام الدرامي بتلك القضية، التنسيق مع المؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي لطرح هذه القضية في مشاركاتهم وإسهاماتهم، إعداد دراسات إعلامية دقيقة عن المشكلة السكانية، التعامل السريع مع الشائعات ومواجهتها، تنشيط فصول محو الأمية، دعم جهود المجتمع المدني، إلقاء الضوء على قصص النجاح، زيادة الوعي العام للإعلاميين بأهمية قضايا الأسرة والسكان والصحة الإنجابية، وتزايد مساحة التغطية الإعلامية للقضايا المتعلقة بالمشكلة السكانية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني.

 

 

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة